استنفار أردني إثر احتدام المعارك بين قوات النظام والجيش الحر قرب الحدود

سقوط قذيفتين قرب مبنى الاستخبارات بالرمثا.. وتصاعد التوتر بعد زيارة الجربا لدرعا

TT

اندلعت معارك عنيفة أمس بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري الحر قرب الحدود الأردنية في بلدة تل شهاب وقرب المركز الحدودي بمدينة درعا السورية في محاولة من الجيش الحر السيطرة على ذلك المركز المغلق مع الأردن منذ أكثر من سنة.

وقالت مصادر أردنية مطلعة إن معارك عنيفة بين قوات النظام السوري والجيش السوري الحر شهدتها مدينة درعا وبلدة تل شهاب وبلدات أخرى قريبة من الحدود الأردنية - السورية، وكشفت أن المعارك والاشتباكات «احتدت» منذ عيد الفطر المبارك (الخميس الماضي) بعد دخول زعيم الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية أحمد الجربا مدينة درعا وزيارته المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة حيث أقام صلاة العيد هناك.

وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات اشتدت أمس (الاثنين) في بلدة تل شهاب والمنطقة القريبة من مركز حدود درعا في محاولة من الجيش الحر السيطرة على المركز الحدودي المغلق مع الأردن منذ أكثر من سنة.

وسقطت أمس قذيفتان بالقرب من مبنى الاستخبارات العسكرية في مدينة الرمثا (95 كلم شمال عمان) قرب الحدود السورية، من دون وقوع خسائر، وقذيفة أخرى ثالثة على منطقة مأهولة بالسكان، إلا أنها لم تنفجر حسب ما ذكره شهود عيان لـ«الشرق الأوسط».

ويرى مراقبون أن سقوط قذيفتين بالقرب من مبنى الاستخبارات العسكرية رسالة من النظام السوري إلى الأردن بعد أن سمحت السلطات الأردنية للجربا بدخول الأراضي عبر المنافذ غير الشرعية.

من جانبه، أكد مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية اندلاع اشتباكات على الحدود الأردنية - السورية بالمناطق المحاذية للواء الرمثا شمال البلاد، لافتا إلى أنها بين الجيشين السوريين النظامي والحر.

وشدد المصدر على أنه لا علاقة للجيش الأردني لا من قريب ولا من بعيد بهذه الاشتباكات، التي يقول سكان المنطقة إنها تتواصل منذ ساعات الفجر الأولى ليوم أمس.

بدوره، قال مسؤول أردني، رفض الكشف عن هويته، إن «الاشتباكات في الداخل السوري لا تعنينا ولم نتدخل فيها إطلاقا»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تداخل الحدود في بعض المناطق (قرب سوريا) يجعل مهمة قوات حرس الحدود الأردنية أكثر خطورة خاصة أن هذا التداخل أصاب وجرح عددا من جنودنا في السابق»، وتابع أن «مهمة القوات الأردنية المحافظة على الحدود ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات التي نشطت في الآونة الأخيرة وكذلك مساعدة اللاجئين السوريين والجرحى»، وبين أن «احتدام المعارك يجعل قواتنا أكثر استنفارا وتأهبا على طول الحدود».

وأشار المسؤول إلى أن «القوات المسلحة الأردنية لديها من الإمكانات اللازمة للسيطرة على الحدود من خلال الأجهزة الإلكترونية الحديثة وأجهزة الرؤية الليلية التي تستطيع كشف التحركات على بعد عشرة كيلومترات»، وأضاف مؤكدا أن «لدى القوات المسلحة من خلال ضباطها تعليمات بالتعامل مع أي هدف خطر والرد على إطلاق النيران إذا دعت الحاجة وحسب تقديرات المسؤولين العسكريين في الميدان».