زعيم «القاعدة» في اليمن يتوعد بتحرير «سجناء الإرهاب» في المنطقة

مسؤول حكومي يمني لـ «الشرق الأوسط» : هجمات «الدرون» أدت إلى إضعاف الجماعات المتشددة

TT

توعد زعيم «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، ناصر الوحيشي، أمس، بالقيام بعمليات لتحرير السجناء الذين ينتمون لتنظيمه، في المنطقة، في رسالة نشرتها مواقع جهادية قريبة من تنظيم القاعدة في وقت متأخر من مساء أول من أمس، وتأتي بعد أيام من إغلاق الولايات المتحدة ودول غربية بعثاتها في الشرق الأوسط بسبب مخاطر هجوم ربما من اليمن.

وقال الوحيشي في رسالته الخطية وعنوانها «رسالة إلى الأسير في سجون الطغاة»، مخاطبا «إخوة الدرب ورفقاء الطريق وأهل الصبر»، أن «فرجكم قريب». وأضاف: «بشراكم بالخروج العاجل إلى الدنيا، وهي سجن أكبر مما أنتم فيه، ويكون هذا قريبا إن شاء الله، فإخوانكم يدكون أسوار الظلم ويهدمون عروش الباطل، وكل يوم تتهاوى هذه الأسوار والعروش، ولم يبق على النصر إلا خطوة والنصر صبر ساعة». وتابع الوحيشي من مكان اختبائه في إحدى المناطق الجبلية اليمنية: «لن يطول السجن ولن يبقى القيد، وما هي إلا أيام ويرفع الاستضعاف وتنتهي مرحلة البلاء وتبدأ مرحلة التمكين.. ونسأل الله أن يجعلنا سببا في فك أسركم وتفريج كربكم». وأكد الوحيشي الذي كان مساعدا لأسامة بن لادن وبات زعيما لما تعتبره واشنطن الفرع الأكثر نشاطا في تنظيم القاعدة: «أوشك الفجر بالبزوغ، إنه بزوغ فجر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة»، من دون أن يورد المزيد من التفاصيل حول كيفية عملية التحرير.

من جهته، قال مسؤول حكومي يمني إن «القاعدة» في مرحلة «وهن» جراء العمليات العسكرية التي تستهدفها في اليمن، أحد أهم معاقلها في الشرق الأوسط. وأضاف علي محمد الصراري، المستشار السياسي والإعلامي لرئيس الوزراء اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن التحذيرات والإجراءات التي تتخذها الدول الغربية سواء في اليمن أو غيرها من البلدان هي «شبيهة بسابقاتها وربما هناك استشعار لدى هذه الجهات الأميركية والأوروبية بالمخاطر التي يشكلها تنظيم القاعدة وربما أن لديهم تصورات معينة حول إمكانية أن تشن هجمات ضد رعاياهم ومصالحهم» وتثبت صدقية حديثهم. وفي الوقت الذي تزايدت فيه الغارات الجوية بالطائرات الأميركية من دون طيار (درون)، بالتزامن مع التهديدات والإجراءات الأمنية، يؤكد الصراري أن ذلك يرجع «بشكل كبير إلى تصاعد الخطر الذي يمثله النشاط الإرهابي»، مؤكدا أنه «بلا شك أن العمليات المتصاعدة التي وجهت ضد عناصر التنظيم قد أدت إلى ضعف كبير في صفوف هذه الجماعات»، ويردف قائلا: «نستطيع القول إن إقدام هذه الجماعات على أعمال مغامرة يعكس شعورها بهذا الضعف ومن خلال البحث عن تنفيذ عمليات جديدة تحاول هذه العناصر استعادة معنوياتها وإلقاء قدر من الرعب في الأوساط الشعبية، ولكن الاستمرار في إحباط هذه الأعمال سيؤدي، في النهاية، إلى أن تخسر الجماعات المسلحة الإرهابية المعركة بصورة نهائية».

وقال خبراء في مجال محاربة الإرهاب لـ«الشرق الأوسط» إن رسالة الوحيشي تحمل إيحاءات غامضة، «وقد تكون رسالة مشفرة لأنصاره بتنفيذ سلسلة من الهجمات في مواقع محددة»، وإن الرسالة التي ركزت على موضوع السجناء «مجرد تمويه، وربما تكون واقعية لكن من دون تحديد وجهة الهجوم أو غيره»، وأضاف المحللون، الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، أن التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط أخيرا بإغلاق عدد من السفارات الغربية «رفعت من معنويات المتطرفين الإسلاميين».

وتواصل «القاعدة» احتجاز رهائن في اليمن للمطالبة بإطلاق سراح سجناء وسجينات في عدد من البلدان في المنطقة على ذمة الإرهاب. وجاءت رسالة المتشدد ناصر الوحيشي على شبكة الإنترنت بعد أيام على موجة المخاوف التي اجتاحت الدول الغربية وفي المقدمة الولايات المتحدة التي أغلقت نحو 19 سفارة لها في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها أعادت فتحها وأبقت على سفارتها في صنعاء مغلقة حتى اللحظة. وكانت تلك المخاوف والتحذيرات التي أدت إلى إجلاء موظفي السفارة البريطانية في صنعاء بالكامل والموظفين غير الأساسيين في السفارة الأميركية، كما جاءت بعد رصد المخابرات الغربية لمحادثة هاتفية بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والزعيم الإقليمي للتنظيم ناصر الوحيشي تتعلق بتنفيذ هجمات إرهابية جديدة ضد المصالح الغربية في المنطقة.