الجنرال ديمبسي: أزمة سوريا صراع يمتد من بيروت إلى دمشق ثم بغداد

مسؤولون أردنيون يبحثون معه تزويد بلادهم بأجهزة «الحرب الإلكترونية»

الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتز في تل أبيب أمس (إ.ب.أ)
TT

يبدأ الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية، اليوم (الأربعاء) زيارة رسمية إلى الأردن تستغرق يوما واحدا وهي محطته الثانية ضمن جولته الشرق أوسطية والتي بدأها في إسرائيل.

وقال مسؤول أردني إن ديمبسي سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء عبد الله النسور ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول مشعل الزبن وسيبحث معهم سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وما يتعلق بالأزمة السورية والتطورات الحالية على الأرض.

وقالت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول الأميركي سيجري جولة تفقدية على قواته التي يرابط بعضها منذ أكثر من سبعة أشهر آخرها قوات جوية من طائرات «إف 16» والقوات التابعة لها من سيطرة واتصال وخدمات لوجيستية، إضافة إلى القوات التي تقوم على تشغيل بطاريات صواريخ الباتريوت.

وأضافت المصادر المطلعة أن عديد القوات الأميركية المرابطة في الأردن يبلغ نحو ألف رجل، وتتمركز هذه القوات في عدة مناطق منها قاعدة الأزرق الجوية، شرق العاصمة عمان، وقاعدة الرويشد (شرق)، إضافة إلى مركز تدريب العمليات الخاصة، وهي من القوات المتخصصة في التعامل مع الأسلحة الكيماوية.

وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأردنيين سيبحثون مع ديمبسي إمكانية تزويد القوات الأردنية برادارات متطورة وأجهزة اتصال وتشويش تدخل ضمن الحرب الإلكترونية إضافة إلى بحث سبل التعاون في مجال الاستخبارات والسيطرة والتحكم. وأوضحت أن ديمبسي سيستمع من المسؤولين الأردنيين عن واقع حال المعارضة السورية والتهديدات المحتملة من سوريا سواء من قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو من فصائل المعارضة المتشددة وخصوصا جبهة النصرة التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب.

وكان الجنرال ديمبسي صرح بأن من المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأضاف: «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت إلى دمشق إلى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا»، وتابع: «سيتطلب الأمر كثيرا من العمل ووقتا طويلا لحسمه».

وقال إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية.

وجاءت تصريحات ديمبسي التي أدلى بها في وقت متأخر من مساء أول من أمس (الاثنين) في بداية جولته الشرق أوسطية والتي يتصدرها مناقشات بشأن الصراع السوري والاضطرابات الحالية في المنطقة ككل.

ودعا مقاتلو المعارضة السورية، الذين يدعمهم الغرب، الولايات المتحدة إلى الوفاء بوعودها بتقديم السلاح. لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تباطأت في التحرك بسبب مخاوف من وصول السلاح الأميركي إلى أيدي مقاتلين لهم صلة بـ«القاعدة».

ولم يتطرق ديمبسي خلال تصريحاته لمجموعة صغيرة من الصحافيين في تل أبيب إلى تفاصيل قضية السلاح لكنه قال إن قدرا من التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتطرفين «ليس مفاجئا» نظرا لهدفهم المشترك لإسقاط الرئيس الأسد.

وقال حسبما أوردته وكالة «رويترز» إن «التحدي الحقيقي بالنسبة لمجتمع المخابرات بصراحة هو فهم متى يتعاونون فيما يتعلق بقضية بعينها فقط وفي وقت بعينه ومتى يمكن أن يتحالفوا معا، وفي هذه المرحلة أعتقد أننا لسنا متأكدين تماما أين يقع هذا الخط الرفيع الفاصل».

وصرح بأن أهم نقطة للتعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن في الشأن السوري هي مخاطر الأسلحة الكيماوية لدى قوات الأسد مع تواصل الحرب الأهلية. وكرر ديمبسي تأكيد الولايات المتحدة أن قوات الأسد تحرك في أحيان الأسلحة الكيماوية.

وقال للصحافيين: «نعرف حقيقة أنها تتحرك من وقت لأخر»، وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن قوات الأسد تحرك هذه الأسلحة لتأمينها.

وحين سئل ديمبسي عن أي تحريك للأسلحة في الآونة الأخيرة قال: «هذا شيء يتكرر وأعتقد أن هذا يعكس حقيقة أن النظام قلق من أن ترك الأسلحة في مكان دائم يجعلها عرضة للخطر». والتقى الجنرال ديمبسي في وقت لاحق أمس رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بيني غانتز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.