جهاديو سيناء يتبنون إطلاق صاروخ تجاه إسرائيل.. و«القبة الحديدية» تعترضه بنجاح

ردوا على هجمات الجيش بمحاولة تفجير مقر أمني بعبوة ناسفة

TT

باتت شبه جزيرة سيناء مسرحا للصراع السياسي المحتدم في مصر، على خلفية الأزمة التي تعيشها البلاد في أعقاب عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. واتسعت رقعة ونوعية المواجهات بين عناصر الجيش والمتشددين الإسلاميين، الذين ردوا أمس على عمليات نوعية نفذتها طائرات الجيش ضدهم، كما تبنوا عملية إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وتوعدوها بمزيد من التصعيد.

وبدأ الجيش المصري حملة أمنية في سيناء منذ يوليو (تموز) الماضي قتل خلالها 60 مسلحا وأصيب 64 آخرون، لكنه كثف مداهماته لمراكز تجمع العناصر المتشددة قبل يومين، مع تزايد التهديدات الإرهابية.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل اعترضت صاروخا قرب حدودها مع شبه جزيرة سيناء المصرية، في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، وفجرته في الجو فوق مدينة إيلات الجنوبية.. فيما أعلنت جماعة متشددة في سيناء مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، ردا على ما قالت إنه «قتل أربعة من المجاهدين في أرض سيناء».

وقتل يوم الجمعة الماضي 4 مسلحين في غارة مثيرة للجدل، وقال تنظيم «أنصار بيت المقدس» إن طائرة إسرائيلية من دون طيار استهدفت عناصره.. لكن المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي نفى هذه المزاعم، مؤكدا أن المجال الجوي المصري خط أحمر. واعتمدت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها رواية التنظيم الجهادي، وانتقدت بشدة ما اعتبرته تنسيقا أمنيا بين القاهرة وتل أبيب. لكن مصادر عسكرية قالت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن طائرة مصرية هي التي نفذت الهجوم على المتشددين الإسلاميين الذين كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.

وقال المتحدث العسكري ردا على مزاعم الغارة الإسرائيلية إن قوات الجيش «تعمل في صمت بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية لمطاردة المجموعات الإرهابية والقضاء على البؤر الإجرامية بشمال سيناء»، مشددا على أن عدم نشر تفاصيل ما يتم تنفيذه من عمليات في حينه يرجع إلى أهمية الحفاظ على سرية الإجراءات التي تقوم بها القوات في سيناء، وأعمال تأمين العناصر المنفذة لتلك الإجراءات على الأرض.

وقالت أمس جماعة تطلق على نفسها اسم «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس» في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إنه «في رد سريع على جريمة اليهود الأخيرة، التي تم خلالها قتل أربعة من المجاهدين في أرض سيناء عبر قصف طائرة يهودية بدون طيار لهم (بحسب زعمهم)، فقد تمكن أسود (مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس) من قصف مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات) بصاروخ من طراز (غراد) عند الساعة الواحدة من فجر يوم الثلاثاء». وتوعد التنظيم الجهادي بمزيد من الهجمات الصاروخية على إيلات، قائلا في بيانه: «لن تنعم إيلات ولا غيرها من مدن اليهود بأمن ولا سياحة ولا اقتصاد، وسيدفع اليهود ثمن دماء المجاهدين غاليا».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أمس أن صاروخا أطلق على مدينة إيلات في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وقال مواقع إخبارية إسرائيلية إن منظومة القبة الحديدية في إسرائيل اعترضت صاروخا واحدا على الأقل، بحسب التقديرات الأولية للجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار. ولم ترد تقارير عن إصابات أو خسائر في الحادث.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي متقاعد إن هذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها منظومة «القبة الحديدية» صاروخا أطلق باتجاه إيلات. وأضاف داني أرديتي، مستشار الأمن القومي السابق لـ«راديو الجيش الإسرائيلي»: «ليست المرة الأولى التي يطلق فيها صاروخ باتجاه إيلات، لكنها المرة الأولى التي تعترض فيها القبة الحديدية صاروخا فوق إيلات».

وكانت إسرائيل أغلقت مطار إيلات يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى تهديدات من متشددين في سيناء يخوضون مواجهة مستمرة مع الجيش المصري.

وعززت إسرائيل دفاعاتها الصاروخية قرب حدودها الجنوبية مع مصر. ولا تسمح معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية الموقعة في 1979 بوجود أعداد كبيرة لقوات الجيش المصري في سيناء، لكن إسرائيل وافقت على تعزيز القوات لمحاربة المتشددين ومهربي السلاح إلى غزة، خلال الأشهر الماضية.

وكان المتحدث باسم الجيش قد أعلن قبل يومين تفاصيل عملية نوعية للجيش ضد الجماعات المتشددة في سيناء، قائلا إنها أسفرت عن وقوع نحو 25 فردا من «العناصر الإرهابية» ما بين قتيل وجريح، بينهم عناصر شاركت في هجوم مسلح استهدف جنودا للجيش في أغسطس (آب) من العام الماضي، إلى جانب تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة، تستخدمه هذه العناصر في «أعمالهم الإرهابية».

ومنذ عزل مرسي كثفت العناصر الجهادية من هجماتها على عناصر ومنشآت الجيش والشرطة في سيناء، التي باتت مصدر إزعاج لسلطات البلاد، لكن مع مزاعم استهداف المسلحين في غارة إسرائيلية، توعدت التنظيمات المتشددة بمزيد من التصعيد ضد قوات الجيش المصري، وتجاه إسرائيل أيضا.

في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن مسلحين يعتقد انتماؤهم لجماعات إسلامية متشددة فجروا عبوة ناسفة في منطقة آل ياسر المجاورة لقسم شرطة ثان العريش على الحدود بين مصر وقطاع عزة. وأحدثت العبوة الناسفة دويا هائلا وانفجارا كبيرا، وسط أنباء عن سقوط جرحى.

كما أطلق المسلحون قذيفة صاروخية، وقذيفة «آر بي جي» على محيط القسم الذي يتعرض لهجمات شبه يومية منذ أن عزل قادة الجيش مرسي في 3 يوليو (تموز) الماضي.

وقال شهود العيان إن قذيفة صاروخية أخرى سقطت على منزل في محيط قسم ثالث العريش في شارع أسيوط، ونتج عنها تحطيم زجاج نوافذ في عمارات سكنية، الأمر الذي تسبب في إصابات بسيطة بين سكان المنطقة.

وعلى صعيد ذي صلة، قال شهود عيان في رفح على الحدود بين مصر وغزة، إن قوات من الجيش دمرت أمس خمس برك تحتوي على 300 ألف لتر وقود (البنزين والسولار) وعشر مضخات أخرى تستخدم في تهريب الوقود من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة.