محتجون يقتحمون مبنى المؤتمر الوطني العام في ليبيا

نجاة عقيد في الجيش وإعلامية من محاولتي اغتيال

TT

قال متحدث باسم المؤتمر الوطني العام في ليبيا أمس إن أفرادا من الأقلية الأمازيغية اقتحموا مبنى المؤتمر في طرابلس وحطموا النوافذ ودمروا الأثاث خلال مظاهرة للمطالبة بحقوق ثقافية.. فيما نجا عقيد في الجيش الليبي وإعلامية من محاولتي اغتيال منفصلتين في بنغازي.

وقال المتحدث الرسمي للمؤتمر الوطني عمر حميدان لوكالة «رويترز» إن احتجاج الأمازيغ حدث أثناء استراحة بعد جلسة اعتيادية للمؤتمر العام. ولم ترد تقارير فورية عن حدوث إصابات لكن حميدان قال إن الأثاث دمر وفقدت بعض الوثائق الخاصة بأعضاء المؤتمر العام.

وكان العشرات من الأمازيع قد تظاهروا أمام مقر المؤتمر للمطالبة بحقوقهم وإدراجها في الدستور الليبي القادم، كما طالبوا بضرورة جعل اللغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية والهوية الأمازيغية جزءا من هوية الدولة بشكل قانوني لكي لا تندثر.

يذكر أن المؤتمر الوطني العام كان قد أصدر قرارا قبل فترة يعتبر به اللغة والثقافة والموروث الحضاري للأمازيغ في ليبيا جزءا من تراث البلاد، ولكن يطالب الأمازيغ بأن يكون ذلك في الدستور كضمان لهم.

ويحاول أمازيغ ليبيا منذ إسقاط نظام القذافي عام 2011 خلق هوية خاصة بهم في محيط من القبائل العربية. ويتركز الأمازيغ في أقصي الشمال الغربي من ليبيا، ويعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين من أمازيغ ليبيا الذي يتولى منصب رئيس المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة في ليبيا.

وفي غضون ذلك، نجا عقيد في الجيش الليبي من محاولة اغتيال في مدينة بنغازي المضطربة، شرق ليبيا، الثلاثاء بعد عثوره على عبوة ناسفة زرعت في سيارته أمام منزله، بحسب مسؤول أمني. ويأتي هذا الحادث بعد يوم من نجاة صحافية تلفزيونية من هجوم بالرصاص في بنغازي.

وقال المتحدث العسكري العقيد عبد الله الزايدي إن العقيد جلال العرفي عثر على العبوة الناسفة وفر بعيدا عن العربة لحظة انفجار القنبلة.

وأضاف أن العرفي «أصيب بجروح في قدمه وخضع لجراحة في مستشفى في بنغازي»، مضيفا أنه تعرض لمحاولة اغتيال، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتشهد بنغازي، التي انطلقت منها الانتفاضة الشعبية ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في 2011، سلسلة من عمليات قتل الجنود والشرطة الذي عملوا في النظام السابق. وفي الأيام الخيرة تعرض صحافيون كذلك لهجمات. ونجت مديرة مكتب قناة «ليبيا الأحرار» التلفزيونية الخاصة من محاولة اغتيال مساء الاثنين في بنغازي بعدما أطلق مجهولون أعيرة نارية عدة باتجاهها، بحسب ما أعلن مصدر في القناة لوكالة الصحافة الفرنسية. وقبل ذلك بثلاثة أيام قتل عز الدين قوصاد وهو مذيع برامج في قناة «ليبيا الحرة» الخاصة برصاص مجهولين. وتعرضت وسائل إعلام وصحافيون في ليبيا في الأشهر الأخيرة لهجمات وحوادث خطف من قبل ميليشيات مسلحة ليبية. وفي مايو (أيار) الماضي نددت منظمة «مراسلون بلا حدود» بهذه الهجمات، وأشارت إلى «اعتقالات تعسفية وهجمات وتهديدات خطيرة من قبل الميليشيات ضد الصحافيين وخصوصا في بنغازي لكن أيضا في طرابلس وفي مدن أخرى في ليبيا».

وحتى الآن لم تنشئ السلطات الليبية جيشا أو شرطة محترفين ولم تتمكن من نزع سلاح مجموعات المقاتلين السابقين في الثورة الليبية عام 2011 وحل هذه المجموعات. وظهرت عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية الخاصة في ليبيا منذ سقوط القذافي، الذي كان يحظر وسائل الإعلام الخاصة ويعاقب على أي انتقاد.