الإخوان يتخذون من ميدان مصطفى محمود مقرا جديدا لاعتصامهم

دشنوا تحصينات ومتاريس بمداخله وسط اشتباكات عنيفة مع الأهالي

عناصر إخوانية يتعدون على حافلة تابعة لقوات الأمن في محافظة الجيزة أمس (إ.ب.أ)
TT

اتخذت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من ميدان «مصطفى محمود» بحي المهندسين في محافظة الجيزة، مقرا جديدا لاعتصامهم؛ بعد نجاح قوات الأمن في فض اعتصامي ميداني «النهضة» بالجيزة و«رابعة العدوية» بالقاهرة صباح أمس، في عملية أمنية خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين.

ومنذ الساعات الأولى لصباح أمس تجمع أنصار الرئيس المعزول الفارين بخاصة من ميدان النهضة وبدأوا في الاستقرار بميدان مصطفى محمود، القريب من مقر اعتصامهم الأول، والذي سبق وأن اتخذ منه أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك مقرا لمظاهراتهم عام 2011، وقام أنصار الإخوان أمس بتحطيم الأرصفة وعمل «دشم» لحمايتهم من أي هجوم، كما حطموا الأشجار وأعمدة الإنارة للاستعانة بها في تأمين الميدان.

فيما تسلق بعض الملثمين من الإخوان أعلى الأشجار والمناطق المرتفعة عن الطريق حاملين أسلحة آلية وأطلقوا النيران على الطريق بشكل عشوائي، وهو ما أثار حالة من الفزع بين المارة. وقال شهود عيان إنه تم رصد عدد من القتلى المصابين نتيجة إطلاق نار عشوائي، دون تحديد أعداد.

ومن جانبه، قال مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة إنه لن يتم السماح لأنصار جماعة الإخوان بالاعتصام بميدان مصطفى محمود، مؤكدا أن قوات الأمن تعتزم مطاردتهم بالقنابل المسيلة للدموع وضبط الخارجين عن القانون.

وكانت قوات الأمن حاولت مطاردة المعتصمين في ميدان مصطفى محمود قبل أن تنسحب بعد تزايد أعدادهم.. فيما توجه أعضاء الإخوان إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز المجاور لوضع المتاريس لعدم اقتحام قوات الأمن للميدان مرة أخرى.

وشهد شارع جامعة الدول العربية، والذي يتوسطه ميدان ومسجد مصطفى محمود، اشتباكات متواصلة على مدار يوم أمس بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وبين الأهالي الذين حاولوا منع الإخوان من الاعتصام بالميدان، خاصة بعد أن قطعوا كل الطرق والشوارع المحيطة به، وقاموا ببناء متاريس وحوائط أسمنتية وترابية بها لمنع قوات الأمن من الدخول للميدان، كما قام بعض المعتصمين بتكسير الأرصفة لجمع الحجارة في أماكن متفرقة تمهيدا لرشق قوات الأمن عند محاولة اقتحامهم، بالإضافة إلى إشعال النار في عدد من إطارات السيارات ليقطعوا الطريق.

وبينما انتشرت اللجان الشعبية على مداخل العمارات بحي المهندسين الراقي، أغلقت جميع السفارات والمحال والشركات أبوابها خوفًا من هجوم المتظاهرين عليهم وتحطيمها، فيما استمرت الطائرات العسكرية في التحليق فوق المتظاهرين من أجل رصد تحركاتهم، وهو ما رد عليه المتظاهرين بالهتاف لمرسي وقول «الله أكبر» ورفع اليد إليها بإشارة النصر.

وفي وسط الميدان أقام المعتصمون منصة كبيرة لهم على «فانوس خشبي» ضخم أقامته إحدى الشركات للدعاية لها بمناسبة شهر رمضان الماضي، وأعلن المعتصمون عدم تركهم للميدان في أي حالة من الأحوال.

واعتلى الداعيان السلفيان الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب المنصة لإلقاء كلمة على الموجودين في محيط الميدان، الذين استقبلوهما بهتافات «الله أكبر.. الله أكبر» كما رددوا «ايد واحدة ايد واحدة».

وأمّ الشيخ حسان المتظاهرين في صلاة الظهر وقال للمتظاهرين «إننا استخدمنا كافة السبل لحقن الدماء وحل الأزمة، وجئت اليوم لا لأتكلم، ولكن لأقول لكم دمائي ليست أغلى من دمائكم».

وعلى مدار اليوم بدأ أعداد أنصار الإخوان بالميدان في التزايد، ووصلت إلى عدة آلاف (نحو 5 آلاف) بعد وصول مسيرات كبيرة من بينهم نساء. ورفع المتظاهرون صور مرسي مرددين هتافات تطالب بعودته لمنصبه وأخرى مناهضة للشرطة والجيش. وقال شهود عيان إن بعض مؤيدي مرسي في مصطفى محمود قاموا بقلب سيارة شرطة وأغلقوا بها أحد الطرق المؤدية لشارع جامعة الدول العربية.