«الجيش السوري الحر» يسيطر على نقاط حدودية مع الأردن.. واستنفار حول القصر الرئاسي

«الدولة الإسلامية» تسيطر على مقرات «أحفاد الرسول» بالرقة وانباء عن استعدادها لـ «إعلان إمارتها»

عنصر من الجيش الحر يتجول في أحد شوارع حمص حيث يبدو ستارا وضع تحسبا لطلقات القناصة أمس (رويترز)
TT

افادت مصادر إعلامية معارضة بأن الجيش الحر في درعا سيطر على خمس نقاط حدودية مع الأردن شرق درعا بعد معارك خاضها ضد قوات النظام ولاتزال الاشتباكات في محيط المنطقة مستمرة بشكل متقطع, كما أعلن الجيش الحر أسر مجموعة من الجنود وميليشيات النظام في درعا. جاء ذلك بالتزامن مع قصف قوات النظام مدينة داعل بريف درعا اسفرت عن سقوط جرحى بين المدنيين.

وفي حماة أعلن المركز الإعلامي أن الجيش يواصل تقدمه في الريف حيث سيطر على قرى جديدة وهو يستهف مطار حملة العسكري.

في المقابل قال مصدر عسكري رسمي أن الجيش النظامي» دمر وكرا لمجموعة إرهابية مسلحة تسمي نفسها « لواء شهيد حوران» في حي الحمادين بدرعا, وأوقع معظم أفرادها قتلى ومصابين».وأشار المصدر إلى أنه جرى « تدمير أوكار وتجمعات للإرهابيين في بلدات وقرى الحراك وخرابات والكرك الشرقي وانخل وأبو حارتين وصيصون وعين ذكر وصيدا الجولان والبصالة وعين القاضي والعبدلي» وفي دير الزور استمرت الاشتباكات في محيط مطارها العسكري في وقت قصفت الطائرات التابعة لقوات النظام بلدة الشحيل، بينما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز مدرسة المميزون في الحويقة بدير الزور،وقتل عدد من أفراد قوات النظام وأعلن تحرير الحي بالكامل. وفي دمشق اعلنت عدة كتائب مقاتلة تابعة للجيش الحر تشكيل غرفة عمليات عسكرية في الريف الشمالي و الشمالي الغربي للعاصمة. وتضم الغرفة كل من كتائب «حمزة بن عبد المطلب» و كتائب «عمر المختار» في مضايا و هم من حركة «احرار الشام» و «لواء الاسلام» و «جبهة النصرة» .

وفي وسط العاصمة استمرت حملة المداهمات والتفتيش للمنازل التي تشنها قوات الأمن في حي المهاجرين، في محيط القصر الرئاسي.يشار الى أن الحملة بدأت منذ اربعة أيام ويجري خلالها بالإضافة الى التفتيش الدقيق تسجيل اسماء السكان وبالأخص في المنازل المستأجرة. كما لوحظ استنفار أمني شديدا في منطقة البرامكة قريبا من جامعة دمشق ،وجرت اعتقالات عشوائية لعشرات الطلاب والمارة من أمام مدخل الجامعة . فيما شنت طائرات النظام غارتين جويتين على بلدات ريف دمشق الجنوبي استهدفت منطقة حجيرة البلد و السيدة زينب ما اسفر عن اندلاع حرائق واصابة عدد من المدنيين،وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة التابعة للجيش الحر وقوات النظام المدعومة بميلشيا ابو الفضل العباس. من جهة اخرى،نفت السلطات السورية أنباء عن استهداف منزل الرئيس السوري بشار الأسد في حي المالكي بالعاصمة. ولفتت صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى أن «كل الأنباء التي تتحدث عن استهداف منزل الأسد في دمشق عارية تماما عن الصحة».

وكانت وسائل إعلام، قد أفادت نقلاً عن ناشطين، باستهداف منزل الأسد وسفارتي روسيا وإيران بدمشق. وبدورها، أعلنت مواقع إخبارية موالية للنظام مقتل العميد في الحرس الجمهوري مجد أحمد عبدالله خلال ااشتباكات دارت في منطقة جوبر بريف دمشق بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر.

في غضون ذلك، انفجر الصراع العسكري أمس في مدينة الرقة بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وعناصر «ألوية وكتائب أحفاد الرسول» على خلفية رفض الأخيرين مبايعة الدولة الإسلامية التي تنوي إعلان الخلافة الإسلامية في المدينة أواخر الشهر الحالي، بحسب ما أوضحته مصادر معارضة لـ»الشرق الاوسط». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن مقاتلي «دولة العراق والشام الإسلامية» سيطروا على مقرات «ألوية وكتائب أحفاد الرسول «في مدينة الرقة، بعد هجوم عنيف بدأ بتفجير سيارة مفخخة كانت قد دخلت إلى مقر لأحفاد الرسول في حي محطة القطار شرقي المدينة، وانفجرت بعد وقوفها بدقائق». وذكر في بيان أن «مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام» نفذوا هجوماً عنيفاً، بعد إنفجار السيارة، على مقرات «أحفاد الرسول» وسيطروا عليها بشكل كامل، وهو ما أدى الى قتل وجرح وأسر العشرات من «مقاتلي أحفاد الرسول، وفق المرصد، فيما أكد ناشطون معارضون «اعدام 18 عنصر من أحفاد الرسول بعد إقتحام مقراتهم».

وذكر إبراهيم المسلم، رئيس أحد المجالس المحلية في مدينة الرقة لـ «الشرق الاوسط « أن «الصراع بين الطرفين جاء على خلفية رفض «ألوية وكتائب أحفاد الرسول» مبايعة «دولة العراق والشام الإسلامية»، موضحاً أن «الدولة» تنوي إعلان الرقة «خلافة إسلامية أواخر الشهر الحالي،و طلبت من جميع الكتائب مبايعتها». ولفت المسلم إلى ان «مقاتلي «احفاد الرسول» إنسحبوا تماماً من الرقة نزولاً عند طلب الأهالي الذين تمنوا على جميع القوى نقل إشتباكاتهم إلى خارج المدينة حرصاً على حياة المدنيين». وتزامنت الإشتباكات بين «دولة العراق والشام الإسلامية» و»ألوية وكتائب أحفاد الرسول» مع نشر المرصد السوري لحقوق الانسان أنباء عن مقتل الراهب المسيحي من أصول إيطالية، الأب باولو دالوليو، نقلاً عن «ناشطين في مدينة الرقة على صلة وثيقة بالكاهن المختطف». وأكد هؤلاء الناشطين، وفق المرصد، أنه «قتل داخل معتقلات «دولة العراق والشام الإسلامية» بعد أكثر من أسبوعين على إختطافه». لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قال لـ»الشرق الاوسط» ان المرصد «لا يمكن أن يتبنى خبر مقتل دالوليو وفي الوقت ذاته لا يستيطع أن يتكتم عليه»، بعد حصوله على الخبر من «مصدر» يعتبره «موثوقاً». وكان الاب باولو المعروف بمناصرته للحراك السوري قد إختطف في مدينة الرقة أثناء زيارة قيل إن الهدف منها هو تحقيق المصالحة بين الأكراد والقوى الإسلامية. ويتهم ناشطون معارضون تنظيم «دولة العراق و الشام الإسلامية» بالوقوف وراء إختطافه، انطلاقاً من توجهه الى مقرها في الرقة للقاء أميرها وعدم عودته أدراجه. وقال ناشطون إن الأب باولو أبلغ مقربين منه قبل اختفائه إنه في حال تعذر عودته خلال ثلاثة أيام فذلك يعني أن مكروهاً قد أصابه.

وفي سياق متصل، استبعد المسلم، القيادي المعارض في الرقة، صحة مقتل الأب باولو، مشيراَ في تصريحاته لـ»الشرق الأوسط» إنها «ليست المرة الأولى التي يجري فيها ايراد خبر مماثل». وأعرب عن اعتقاده بان هدف «الدولة الاسلامية» من خلال نشر هذه الأخبار هو تحصيل مكاسب مادية، وهو ما درجت عليه اثناء احتجازها لمخطوفين سابقين أفرجت عنهم في وقت لاحق مقابل حصولها على مبالغ مالية».

وكانت الأمينة العامة لـ»الجبهة الوطنية» لمى الأتاسي، قد نشرت قبل أيام خبر مقتل الأب باولو على صفحتها الشخصية على موقع «فيس بوك»، وقالت إنها حصلت على تأكيد للمعلومة من قيادي في «الجيش الحرّ»، مشيرة إلى أنّ «الدول الغربية تعلم بالخبر لكنها محرجة في إعلانه». ونفت وكالة الصحافة الفاتيكانية قبل يومين علمها بأي تفاصيل عن وضع الأب باولو.

وقال المنسق الاعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي المقداد لـ»الشرق الأوسط» امس إن «هيئة الأركان تبذل، منذ الاعلان عن اختفاء الأب باولو، جهوداً لمعرفة مصيره»، مشيراً الى « ان وساطات محلية في الرقة مع الجهة الخاطفة للاستيضاح عن مصيره لم تثمر حتى اللحظة». واعتبر أنه «في حال صحت الأنباء عن مقتله، فهذا يعد بمثابة خدمة مأجورة للنظام السوري».