الكتائب الإسلامية تتصدر المشهد العسكري في ريف اللاذقية

اعتقلت 300 علوي مدني.. وتوقعات بصدام وشيك مع «الحر»

TT

تصدر الكتائب الإسلامية, التي تقاتل في ريف اللاذقية, المشهد العسكري خلال المعارك الدائرة ضد مقاتلي النظام السوري، إذ تؤكد مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاتلين الإسلاميين شكلوا رأس حربة في «معركة الساحل« التي تمكنت فيها المعارضة من الإستيلاء على عدد من القرى العلوية الموالية للنظام .وتقدمت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. ورجحت المصادر، التي رفضت الافصاح عن هويتها، حصول مواجهات بين القوى الإسلامية وكتائب «الجيش السوري الحر» بعد أن حصل الأخير على ذخائر وأسلحة من هيئة الأركان. ويتوزع نفوذ الجماعات الإسلامية المسلحة في ريف اللاذقية بين جبلي التركمان والأكراد حيث تنتشر مقرات «دولة العراق والشام الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«كتيبة المهاجرين» و«أحرارالشام» و«أنصارالشام» و«كتيبة الشيشانيين». وتنسق هذه الكتائب في ما بينها عبر غرفة عمليات مشتركة, كما تظهر أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» معسكرات تدريب خاصة بمقاتلي هذه الكتائب. ولفتت مصادر ميدانية في المنطقة إلى أن «الكتائب الإسلامية تولت مسؤولية اقتحام القرى العلوية, وحققت نجاحات عسكرية مهمة خلال «معركة الساحل»، اعتقلت على إثرها حوالي 300 مدني من الطائفة العلوية، معظمهم من الاطفال والنساء». وتوضح المصادر أن «كتيبة الشيشانيين تحتجز حوالي 40 شخصاً بينما تعتقل دول العراق والشام الإسلامية حوالي 70شخصا، ليكون العدد الأكبر من المعتقلين العلويين وهو 105 معتقلا بحوزة كتيبة «المهاجرين».

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب« شريط فيديو يظهر عدداً من الأسر العلوية المحتجزة عند كتيبة المهاجرين يوضح فيه أمير الكتيبة أبو صهيب الليبي أن مقاتليه يعاملون الأسرى حسب الشريعة الإسلامية، مؤكدا حرصه على سلامتهم لمبادلتهم بمعتقلين في سجون النظام. وتملك كتيبة المهاجرين، التي يشكل المقاتلون الليبيون حوالي 90 في المئة من مقاتليها، مقراً في قرية العطيلة بجبل التركمان بريف اللاذقية. ويلتزم عناصر هذه الكتيبة بعقيدة إنشاء دولة إسلامية بعد سقوط نظام الأسد. وفي حين تحكم «جبهة النصرة« قبضتها على القسم الأكبر من منطقة سلمى أحد أهم معاقل المعارضة في ريف اللاذقية، يتوزع إنتشار «دولة العراق والشام الإسلامية» المقربة من تنظيم القاعدة، في القرى التي تشهد مواجهات مع القوات النظامية. وأكدت المصادر ذاتها ان «تشتت الجيش الحر وضعف التنسيق بين كتائبه، إضافة إلى قلة الذخائر والأسلحة سمح للكتائب الإسلامية بأن توسع نفوذها», لكنها تشير في الوقت ذاته إلى أن «الدعم الاخير الذي وصل إلى الجيش الحر بعد زيارة رئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس إلى الساحل قد يغير المعادلة». ورجحت «حصول مواجهات في المستقبل العاجل بين مقاتلي الحر وعناصر الجماعات الإسلامية في ريف اللاذقية». وكانت المنطقة قد شهدت في منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي توتراً بين الطرفين على خلفية إغتيال مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» كمال حمامي قائد كتيبة العز بن عبد السلام التابعة للجيش السوري الحر، إثر محاولة عناصر من الدولة الإسلامية إزالة حاجز أقامه عناصر الكتيبة في منطقة انتشارها في جبل التركمان شمال مدينة اللاذقية. كما تشهد مدينة الرقة، حيث المعقل الرئيس لدولة العراق والشام الاسلامية مواجهات عسكرية بين الكتائب الإسلامية والجيش الحر. يذكر أن إحتدام الصراع العسكري بين النظام والمعارضة سمح للمقاتلين الاجانب بالتدفق إلى البلاد لقتال النظام السوري، لكن القسم الأكبر من المعارضة يتهم الكتائب الإسلامية بسرقة «الثورة» وتأسيس سلطات دينية تتشابه في سلوكياتها مع النظام الحاكم.