مخاوف من وفاة 18 بحاراً في انفجار غواصة هندية

مسؤولون يتحدثون عن «نكسة كبيرة» .. وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث

غطاسون أمام برج القيادة الخاصة بالغواصة "اي ان اس شيندو راكشاك" التي تعرضت لانفجار ثم غرقت في سواحل مومباي أمس (ا.ف.ب)
TT

حبس الهنود أنفاسهم أمس لمعرفة مصير 18 من سلاح البحرية كانوا على متن غواصة تعرضت إلى انفجار عندما كانت راسية في مومباي بالساحل الغربي للبلاد الليلة قبل الماضية. وعبر مسؤولون عن خشيتهم من وفاة البحارين الـ 18 عقب وقوع الانفجار ونشوب حريق على متن الغواصة « اي ان اس شيندو راكشاك» التي جرى تحسينها حديثاً. وسيطر رجال الأطفاء على الحريق بعد أربع ساعات، فيما قال قائد سلاح البحرية الهندية الأدميرال دي كيه جوشي إنه لم يكن هناك اتصال مع أي من البحارة على متن الغواصة الروسية الصنع منذ وقوع الانفجار. وأضاف للصحافيين في مومباي: «إننا مستعدون للأسوأ. المؤشرات سلبية ولكن لا يمكننا ان نفقد الأمل حتى نرى (جثامين)».

وبدوره، تحدث وزير الدفاع ايه.كي انتوني عن «اكبر مأساة في التاريخ الحديث» مشيرا الى سقوط قتلى بدون ان يعطي حصيلة دقيقة. وقال «اشعر بالحزن عندما افكر في عناصر البحرية الذين فقدوا حياتهم في خدمة بلادهم”.

وجاء هذا الحادث بعد بضعة ايام من اعلان الحكومة عن اطلاق اول حاملة طائرات مصممة ومصنوعة في الهند وعن بدء تجارب لاول غواصة نووية هندية. وتستثمر نيودلهي آلاف الدولارات في تحديث عتادها العسكري الذي يعود قسم كبير منه الى حقبة الاتحاد السوفياتي.

وقال المتحدث باسم الجيش نرندرا كومار فيسبوت ان «اسباب الانفجار لم تعرف بعد»، مضيفاً أن فرق الإسعاف تبحث عن الاشخاص الـ 18 الذين كانوا على متن الغواصة «اي ان اس شيندو راكشاك”. واضاف المتحدث باسم الجيش ان غطاسين هرعوا الى المكان للبحث عن المفقودين بعد اخماد النيران، لكن «لم يجر إجلاء أي من البحارين بعد». وتابع أن «عددا من البحارة او اشخاص آخرين كانوا موجودين قرب الغواصة ساعة وقوع الانفجار، جرى نقلهم إلى (مستشفى) اي ان اتش اس اسفيني مصابين بجروح”. وافاد متحدث آخر لمحطة «بي في اس ساتيش» الإخبارية أن الغواصة كانت عملانية وكانت تحمل «طوربيدات وصواريخ»، معتبرا «انها خسارة هائلة”.

وبثت محطة التلفزيون الهندية «ان دي تي في» صوراً غير واضحة تماما لانفجار قوي بعيد منتصف الليل مع ألسنة نار أضاءت السماء فوق حوض بناء السفن. وروى دارمندرا جايسوال حارس المراحيض العامة والذي كان ينام في المكان القريب من حوض بناء السفن: «وقع انفجاران او ثلاثة واضيئت السماء لفترة وجيزة”. وبحسب الجيش فان الغواصة التي تم تحديثها وتجديدها قبل سنة في روسيا غرقت كلها تقريبا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن راؤول بيدي الخبير في المجال الدفاعي والذي يعمل في مجلة «جينز» المتخصصة ان الغواصة التي باعتها روسيا في 1997، غير مجهزة باحدث المعدات التي تجهز بها السفن اليوم. وتابع ان هذه الانواع من السفن «ليس فيها اي مخرج طوارئ في حال حصول حادث خلافا للغواصات الحديثة»، مضيفا «ان الهاجس الوحيد بالنسبة للغواصات في الهند هو فقدانها بسرعة لقدراتها. اعتقد ان من اصل 14 غواصة تعمل بدفع الديزل-الكهرباء، هناك 12 فقط عملانية”. وقال أيضاً «انه عائق كبير بالنسبة لعمليات البحرية الهندية”.

وصرح ناطق باسم شركة «زفيزدوتشكا» الروسية التي أجرت أعمال صيانة للغواصة العسكرية الهندية التي وقع الانفجار على متنها، انها كانت «عملانية» وان «مهندسي احواض السفن قاموا بتسوية كل المشاكل”. واضاف «وقعنا في يونيو (حزيران) 2010 عقداً لإصلاحات روتينية وتحديث (للغواصة) وسلمناها في يناير (كانون الثاني) 2013» الى السلطات الهندية. وما زالت الغواصة الهندية تخضع للكفالة الروسية.

ويعمل ثمانية من موظفي الشركة الروسية في مرفأ مومباي حيث غرقت الغواصة الليلة قبل الماضية. ورأى سي.اوداي باسكار وهو ضابط سابق في البحرية الهندية ومدير سابق للمؤسسة البحرية الوطنية في هذا الحادث «نكسة كبيرة»، وقال لمحطة التلفزيون «ان دي تي في»: «بالنسبة لجميع اعضاء طواقم الغواصات فانه من اسوأ الامور التي يمكن ان تحدث”.

يذكر أنه في فبراير (شباط) 2010 اندلع حريق على متن الغواصة نفسها فيما كانت على رصيف في فيساخاباتنام بولاية اندرا براديش (جنوب) مما ادى الى مقتل بحار. وتعمل الغواصة بطاقم مؤلف من 53 شخصا ويمكنها ان تبحر بدون مساعدة وبدون توقف خلال 45 يوماً، بحسب موقع البحرية الهندية على الإنترنت.

وأعلن الجيش انه فتح تحقيقا بالحادث كما اغلقت منطقة الانفجار امام العامة ووسائل الاعلام. وحول الاسباب المحتملة للحادث، تحدث مسؤول في البحرية طالبا عدم كشف اسمه عن نظام دفع المحرك. وقال هذا المصدر لوكالة «انترفاكس»: «من غير المستبعد ان يكون احد قرر تخريب العيد الوطني في الهند» يوم الاستقلال في 15 أغسطس (آب). وحوض بناء السفن في مومباي يعود الى الحقبة الاستعمارية ويعمل فيه نحو عشرة آلاف شخص.