الأردن يطلب طائرات استطلاع أميركية لمراقبة الحدود مع سوريا

ديمبسي: تعاون أميركي مع الأردن في عمليات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية

TT

أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن الأردن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات استطلاع أميركية لمساعدته في مراقبة حدوده مع سوريا في الوقت الذي تكافح فيه المملكة لاحتواء تداعيات الحرب الأهلية السورية.

وأوضح ديمبسي - للصحافيين المرافقين له مساء الأربعاء - أن التعزيزات الأميركية للأردن التي تمت مناقشتها تشمل مراقبة الحدود والتعاون الاستخباراتي والاستطلاع والمراقبة وتدريب قوات العمليات الخاصة الأردنية وتعزيز مهام جمع المعلومات الاستخباراتية من مختلف الاتجاهات، وقال ديمبسي «إنه سأل أيضا عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لدعم حليفها الأردن وأن طائرات مأهولة لجمع (المعلومات والمراقبة والاستطلاع) كانت بين العتاد الذي تمت مناقشته، وهناك اهتمام خاص في الأردن فيما يمكننا القيام به لمساعدتهم في تأمين ومراقبة الحدود الطويلة جدا مع سوريا» وأضاف: «لدينا عمليات بخصوص هذا النوع من الطلبات الرسمية وسأنقلها معي إلى واشنطن».

وأوضح رئيس هيئة الأركان الأميركي أنه ناقش عددا من القضايا الإقليمية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الدفاع الأردني مشعل الزبن، مشيرا إلى قلق أردني من تفاقم مشكلة اللاجئين والأعباء التي تثقل كاهل الاقتصاد الأردني والبنية التحتية مع تزايد أعداد اللاجئين السوريين. وقلق إسرائيلي من تدفق الأسلحة إلى سوريا والتخوف من وقوعها في أيدي جماعات متطرفة أو في يد حزب الله اللبناني إضافة إلى القلق من النفوذ الإيراني في سوريا.

وأشار ديمبسي إلى قلق أردني من تأثير طول أجل القتال في سوريا مما يثير المخاوف من عدة قضايا من الإرهاب حتى الأسلحة الكيماوية، وقال: «هناك مخاوف من إمكانية اختطاف الحركة المعارضة في سوريا من قبل جماعات متطرفة مثل تنظيم النصرة وأحرار الشام، وتركزت المناقشات على أن نقوم بنهج ثنائي ومتعدد الأطراف لاحتواء العنف في سوريا ومنع خلق الظروف لخلق أزمات في المستقبل».

وشدد ديمبسي أن التحدي الحالي هو تحديد المعارضة المعتدلة في سوريا وتمكينه أن يكون فعالا، وعبر عن قلقه بشأن العناصر الأصولية في صفوف المعارضة السورية.

وأكد رئيس هيئة الأركان على دور الحلفاء الإقليميين ومنهم الأردن في المساعدة في التعرف على المعتدلين وأضاف: «إن الحلفاء بالمنطقة يدركون تعقيدات الصراع السوري».

ووسط جدل في الولايات المتحدة حول جدوى أي تدخل عسكري مباشر في سوريا، قال ديمبسي إنه لم يتم حتى التطرق إلى تلك المسألة في مناقشاته في عمان حيث اجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس الأركان الأردني. وقال: «لم نتحدث عن تدخل عسكري مباشر. لم يتم التطرق إلى هذا على الإطلاق، وما جرى هو مناقشات بشأن ما يمكننا فعله لمساعدتهم في بناء قدراتهم وطاقتهم». وأكد أنه لم يتم بحث مسألة تقديم معدات عسكرية فتاكة للمعارضة السورية.

وعبر ديمبسي مجددا عن اهتمامه بدعم العراق في صراعه مع متشددي تنظيم القاعدة وأبلغ الصحافيين باحتمال تقديم بعض التدريب الأميركي المحدود على مكافحة الإرهاب. وقال: «إذا اختار العراقيون القيام به... فأنا أتحدث عن عدد صغير جدا جدا من الخبراء الأميركيين».

ولا يبدي رئيس هيئة الأركان الأميركي حماسة لعمل عسكري أميركي في سوريا، ومنذ اندلاع النزاع في مارس (آذار) 2011 تكتفي واشنطن بتقديم مساعدات لا تشمل أسلحة قاتلة إلى المعارضين السوريين إضافة إلى مساعدات إنسانية.

من جانب آخر قال مسؤول أردني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ديمبسي والمسؤولين الأردنيين ناقشوا خلال الزيارة سبل مساعدة القوات المسلحة في مواجهة الأزمة السورية». وأضاف أن «الأردن والولايات المتحدة حليفان قريبان وتندرج المشاورات في إطار التعاون الدائم بين البلدين».

وأشار بيان من وزارة الدفاع الأميركية حول زيارة رئيس هيئة الأركان إلى الأردن وإسرائيل أن ديمبسي شدد على ضرورة تعزيز الجهود مع الأردن وتعزيز الجهود المتعددة الأطراف باعتباره النهج الأفضل للتعامل مع الاضطرابات في سوريا ومنعه من الانتشار إلى دول الجوار وليس التدخل العسكري.

كانت الولايات المتحدة قد نشرت عددا من طائرات إف 16 المقاتلة وبطاريات باتريوت الدفاعية الصاروخية إضافة إلى نشر ألف جندي أميركي لمساعدة السلطات الأردنية في تقليل مخاطر امتداد الأزمة السورية إلى الأردن.

كانت الأردن هي المحطة الثانية والأخيرة في زيارة ديمبسي لـ«الشرق الأوسط» التي بدأها في إسرائيل يوم الاثنين. وتأتي الزيارة في توقيت حساس للبلدين الحليفين الوثيقين للولايات المتحدة واللذين يكافحان عواقب اضطرابات إقليمية قد تكون طويلة الأجل ناجمة عن الصراع السوري والاضطراب السياسي الدموي في مصر والذي ألقى بظلاله على زيارة ديمبسي للأردن.

ويواجه الأردن مصاعب بعد تدفق أكثر من نصف مليون لاجئ سوري ضغطوا على موارده المثقلة بالأعباء بالفعل ودفعته لمناشدة المجتمع الدولي تقديم المساعدة.