نصر الله يهدد الإسرائيليين: سنقطع أرجل جنودكم إذا دخلتم أرضنا

خبراء يتحدثون عن بدء مرحلة جديدة بعد كشف حزب الله لواقعة اللبونة

TT

أرسى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أول من أمس، معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، فأكد أن حزبه «لن يتسامح مع أي خرق إسرائيلي بري للحدود اللبنانية»، محذرا من «اننا سنقطع أرجل جنود الاحتلال إذا علمنا بدخولها إلى أرضنا»، على خلفية تسلل دورية عسكرية إسرائيلية إلى محلة اللبونة داخل الأراضي اللبنانية الأسبوع الفائت وإصابة أربعة من عناصرها.

وكشف نصر الله، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «الميادين» في الذكرى السابعة لـ«حرب تموز» (يوليو) 2006، أول من أمس، أن «عبوات اللبونة جديدة وليست لغما من مخلفات الجيش الإسرائيلي»، بعد أن كانت تقارير إعلامية قد رجحت أن لغما أرضيا قديما قد انفجر لدى مرور الدورية الإسرائيلية. وقال نصر الله «الأولى فُجرت بالقوة الإسرائيلية الخاصة، وعندما تدخلت القوة الأخرى فُجرت العبوة الثانية»، مشيرا إلى أن «هذه المنطقة بالتحديد كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة، وكانت لدينا معلومات مسبقة بأن الإسرائيليين سيمرون من المنطقة، فتم زرع عبوات هناك وعندما جاءوا جرى تفجيرها».

وفي أول الردود الصادرة على مواقف نصر الله، أكد قائد قوات «اليونيفيل» في لبنان باولو سيرا أن «التحقيق لا يزال مستمرا في حادثة اللبونة»، معتبرا أن «ما حصل خطير ويجب ألا يتكرر من جديد». وأشار إلى أن عناصر اليونيفيل «كانوا بعيدين كيلومترا واحدا عن المكان وسمعوا الانفجار لكن لم يستطيعوا مشاهدة ما حصل فعلا»، مشددا على أن «اليونيفيل تريد تجنب أي سوء تفاهم وأي خرق، وهي تعمل مع القوى الأمنية اللبنانية، وستتوصل إلى نتائج قريبا».

ويعد تبني حزب الله لعملية استهداف الدورية الإسرائيلية بمثابة إعلان عملاني لتغيير قواعد الاشتباك في جنوب لبنان، وفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي يحظر على حزب الله نقل السلاح وإظهاره في منطقة جنوب الليطاني. ويقول الخبير الاستراتيجي والعميد العسكري المقرب من حزب الله أمين حطيط، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاومة دخلت مرحلة جديدة في جنوب لبنان بعد أن التزمت طيلة السنوات السبع بالقرار 1701، وتركت الشأن الجنوبي للقوى المولجة والدولة اللبنانية». وأشار إلى أن «هذه السياسة من قبل حزب الله لم تؤد إلى حماية السيادة على أرضه في البر، ورغم عشرات الشكاوى المقدمة لمجلس الأمن ورغم كل التقارير حول الخروق الإسرائيلية، تستمر إسرائيل في سياسة الإمعان في خرق السيادة اللبنانية».

وأوضح حطيط أن «المقاومة وجدت أن السكوت لسبع سنوات يكفي، لذا فإن عملية اللبونة تعتبر بداية مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها ولا يستطيع أحد أن يطال المقاومة بما فعلته»، مشددا على أنه «لا يُسأل المدافع لماذا تدافع عن أرضك لأن الأولى سؤال المقصر لماذا قصرت في الدفاع». ويضيف «عوض أن يركز (المبعوث الخاص للأمم المتحدة) تيري رود لار،سن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على كيفية حصول المقاومة على السلاح في جنوب الليطاني، فإن الأولى أن يعملا لمنع الاعتداءات الإسرائيلية»، مذكرا بأنه «لم يصدر في 22 تقريرا عن مجلس الأمن أي حرف يدين إسرائيل على خروقها المتكررة للأراضي اللبنانية، فيما لم يخل تقرير واحد من التعرض للمقاومة».

في المقابل، قلل الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد وهبي قاطيشا من أهمية مواقف نصر الله، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ما عرفناه هو أن دورية إسرائيلية تعرضت لانفجار، من جراء لغم قديم مزروع أو لغم تحمله أرادت زرعه، وجاء نصر الله بعد الكشف عنها ليقول إنه هو من زرع العبوة»، معتبرا أن حزب الله «أراد استغلال حادثة لا علاقة له بها ليبرر قتاله للعدو الإسرائيلي».

وفي حين وصف حطيط هذه القراءة بـ«السخيفة ولا تستحق التعليق عليها»، أكد قاطيشا أن نصر الله «لم يبرهن بالعلم العسكري أنه قام بزرع العبوة وليس كلامه بمقنع، مما يرجح أن ما أعلنه ليس إلا مجرد ادعاءات واستغلال، والمشكلة أنه لا أحد قادر على أن يدحض ادعاءاته بغياب جهاز عسكري قادر على التحقيق وتبيان ظروف الحادثة، باعتبار أن الجيش لا يواجه الأحزاب». وخلص إلى أن ما يريده حزب الله هو «تبرير وجود المقاومة واستمرار مهمتها في جنوب لبنان».

وكان نصر الله قد أشار في المقابلة ذاتها إلى «اننا بدأنا نشعر أخيرا بخروق إسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاني قد تستهدف المقاومة والناس، وهذه العملية في اللبونة قد لا تكون الأخيرة، ونحن لن نتسامح مع الخروقات البرية لأرضنا ولن نقبل بها». وتابع «سنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم فيه أن الإسرائيلي دخل إلى أراضينا، ولن نسمح لهم بالدخول، والأقدام التي تدخل إلى أرضنا سنقطعها عندما نعلم بها».