رئيس البرلمان الليبي يتعهد باجراءات سريعة لبناء لجيش .. وزيدان يدافع عن بقاء حكومته

مفتي ليبيا و «العدالة والبناء» يطالبان باتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه القاهرة

TT

فيما نأى المؤتمر الوطني (البرلمان) والحكومة الانتقالية في ليبيا باعتبارهما أعلى سلطتين تشريعية وتنفيذية، عن الوضع الراهن في مصر، دخل الشيخ الصادق الغريانى ،مفتى ليبيا وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على الخط وطالبوا باتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه السلطات المصرية.

ونظم موالون لجماعة الإخوان المسلمين مظاهرات محدودة أمام مقر السفارة المصرية في طرابلس وأمام مقر القنصلية المصرية في مدينة بنغازي.

وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده لن تعلن موقفا رسميا تجاه ما يجرى في مصر، معتبرا أن ليبيا تنظر إلى الأمر على أنه شأن داخلي يتعين احترام خصوصيته المصرية ، على حد قوله.

في المقابل، أعرب محمد صوان رئيس حزب الإخوان عن استنكاره لصمت الحكومة الليبية عن «المجازر المروعة» التي حصلت في مصر أثناء فض الشرطة لاعتصامات الإخوان.

واعتبر صوان في تصريحات بثها موقع المنارة الالكتروني المحسوب على الإخوان «إننا نتفهم تفادي الحكومة اتخاذ موقف سياسي ما حصل في مصر في 3 يوليو ( تموز) الماضي، ولكننا اليوم نستهجن صمتها وهو موقف مبدئي إنساني صدع به العالم أجمع، مشيرا الى أنه لا يحق الصمت من دولة جارة وشقيقة وشريكة في الربيع العربي.

وطالب صوان الحكومة باتخاذ موقف واضح وصريح، داعيا مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والنشطاء السياسيين الداعمين لحقوق الإنسان ولنجاح المسار الديمقراطي في دول الربيع العربي إلى اتخاذ مواقف واضحة مما يجري.

وألقى مفتى ليبيا الصادق الغريانى بثقله المعنوي والسياسى وراء الإخوان المسلمين، وقال انه لا يجوز شرعا على السلطات في ليبيا أن تصمت على ما يحدث في مصر.

واضاف «بعض الناس أعداء الثورة وأنصار النظام السابق، يتعاطفون معهم، ويثيرون فزاعة الإخوان، وعلى الليبيين من كل المستويات إصدار بيان».

من جهة اخرى، تعهد نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) باتخاذ خطوات متسارعة من أجل بناء الجيش، بينما طرحت قوى الحراك الوطني لإنقاذ ليبيا مبادرة جديدة لتحسين الوضع السياسي والأمني المتدهور تتضمن إقالة الحكومة الانتقالية برئاسة الدكتور علي زيدان وتشكيل حكومة أزمة بديلة.

وعبر أبو سهمين عن افتخاره واعتزازه بإعادة تأسيس الجيش الليبي ورؤية الملامح الانضباطية لدى أفراده لبناء الدولة الليبية، وقال خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الضباط في كلية القيادة والأركان في طرابلس، ضمن احتفالات الجيش الليبي بذكرى تأسيسه الثالثة والسبعين «نقدر وندرك جيدا مدى تلاحم ثوارنا مع الضباط الشرفاء أثناء حرب التحرير ، وذلك من أجل أن يحيا الشعب الليبي بحرية وكرامة ».

وأعلن أنه سيجري اتخاذ خطوات متسارعة من أجل بناء الجيش، مشيرا إلى أن الدولة تحتاج إلى الجميع بمن فيهم المتقاعدون، حيث لا تهميش لهم بل سيتم الاستفادة من خبراتهم في مجالات كثيرة.

وأصدر المؤتمر الوطني أمس قرارا رسميا بمنح الثقة لعبد الله الثني، وتعيينه وزيرا للدفاع، بدلا من سلفه المستقيل محمد البرغثي، علما أن المؤتمر كان قد صوت في الخامس من الشهر الجاري لصالح منح الثقة وتسمية الثني.

من جهته، اعتبر اللواء عبد السلام جاد الله العبيدي، رئيس الأركان العامة للجيش أن ليبيا أمام تحديات كبيره لا يمكن تجاوزها إلا بعزيمة صادقة وعمل دؤوب لتجاوز العقبات لبناء مؤسسة عسكرية قادرة على حمايتها.

وشدد العبيدي، في كلمة له على ضرورة أن يكون لليبيا مؤسسة عسكرية قوية، وجيش عصري قائم على أسس علمية، وقادر على حماية الوطن وضمان امن المواطن وفرض سيادة وهيبة الدولة.

في غضون ذلك، اقترحت قوى الحراك الوطني تشكيل حكومة أزمة مصغرة تتكون من عدد محدود من الوزارات تتولى مشاورات وطنية على أوسع نطاق لاختيار من يتولى رئاسة الحكومة التي ستلتزم بطرح برنامجها على المؤتمر الوطني العام خلال 15 يوما من تاريخ تكليفها للتصويت عليه مع ضمان حماية السيادة الوطنية ومنع التدخلات الأجنبية في القرار السيادي الوطني ولفتت القوى ذاتها في بيان أصدرته عقب اجتماعها بطرابلس مساء أول من أمس إلى أن الأزمة التي تمر بها البلاد قد تحول دون الوصول إلى دولة الحق والقانون التي يتطلع إليها المواطن الليبي، مطالبة المؤتمر الوطني والحكومة بوضع خارطة طريق واضحة المعالم للوصول إلى استحقاق المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي.

وجاءت هذه المبادرة الجديدة في وقت دافع فيه رئيس الحكومة الانتقالية عن بقاء حكومته، حيث أعلن أنها قامت بما في وسعها لانجاز المهام التي وعدت بتنفيذها منذ تشكيلها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، رغم الظروف الصعبة التي واجهتها وما زالت تواجهها.

وقال زيدان ، في مؤتمر صحافي عقده بطرابلس، إن «المهام الموكلة على عاتق الحكومة صعبة وتحتاج إلى صبر وجهد، ونحن نعمل على حلحلة الأزمة التي تمر بها البلاد حتى نخرج منها بسلام وننفذ ماوعدنا به»، مضيفا ان «الجميع يعرف الوضعية التي تمر بها البلاد ولكن رغم هذا فالحكومة باقية في هذا الموقع من اجل المحافظة على وحدة البلاد ولحمتها حتى لا تتداعي وتكون مثل بلدان كثيرة».

وذكر زيدان أنه جرى قطع أشواط مهمة وكبيرة خلال الاشهر السبعة الماضية في سبيل ترتيب انطلاق المشروعات وانطلاق الدولة، معتبرا أن الخير سيأتي في وقت قريب، على حد قوله.