عدة تفجيرات تشل الحركة في بغداد.. والداخلية تتمسك بنظرية القتلى الثلاثة

الجلبي يدعو المالكي للاستقالة

TT

أكدت وزارة الداخلية العراقية، أن «الحرب مع الإرهاب باتت مكشوفة في العراق وأن هناك محاولات لإبادة جماعية للشعب العراقي، وبالتالي فإنه ليس من المصلحة إخفاء أعداد الضحايا من المواطنين الأبرياء ممن هم باتوا أهدافا لتنظيم القاعدة الإرهابي». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «علينا التفريق بين مساعي العدو بإحداث فتنة طائفية في البلاد من خلال استهداف الناس الأبرياء وإيقاع أكبر قدر من الخسائر وبين ما تقوم به الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية من عمليات من شأنها وضع حد لهذه العمليات وإرباك خطط العدو الأمر الذي جعله في حالة من فقدان الوعي تجعله يحاول إثبات وجوده بأي طريقة». وأضاف: «إنه ليس من مصلحتنا إخفاء عدد الضحايا، لكن ما نشاهده من تهويل إعلامي وهو ما تريده (القاعدة) أمر غير صحيح، حيث إننا نعتمد في إحصاء الشهداء والجرحى من خلال مصدرين أساسيين وهما قوات النجدة التي تتولى نقل الضحايا إلى المستشفيات والطب العدلي والمصدر الثاني هو وزارة الصحة وإنه لغرض معرفة أعداد الضحايا الحقيقيين لا بد من الانتظار ساعتين على الأقل قبل أن تتضح الصورة». وأشار إلى أن «ما تتناقله مختلف وسائل الإعلام والوكالات عن أعداد الضحايا وبعد أقل من ربع ساعة لوقوع التفجيرات ومن مصادر أمنية مجهولة أمر بات غير صحيح وغير منطقي أو معقول».

وكانت الداخلية العراقية أعلنت في بيان لها أمس أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 44 آخرون بتسعة تفجيرات بسيارات مفخخة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد. في حين أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن «سلسلة الهجمات المنسقة التي استهدفت مناطق شيعية في بغداد، صباح أمس، أسفرت عن مقتل 23 شخصا وإصابة أكثر من 75 آخرين بحسب مصادر رسمية». وتأتي الهجمات غداة تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بمواصلة العمليات العسكرية وضرب «حواضن الإرهاب» من دون هوادة «حتى حماية الشعب من الإرهاب».

وانفجرت ست سيارات مفخخة وقنبلة مزروعة على حافة الطريق في مناطق تسكنها غالبية شيعية استهدف معظمها أسواقا وتجمعات.

وقال بيان الداخلية العراقية إن «سيارتين مفخختين انفجرتا في منطقة العلاوي، وسط العاصمة، مما أسفر عن إصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة»، مضيفا أن «سيارة مفخخة انفجرت أيضا في منطقة الحسينية، شمال بغداد، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 120 آخرين، في حين انفجرت سيارة مفخخة في منطقة حي العامل، جنوب العاصمة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص». وأضاف معن أن «سيارتين مفخختين انفجرتا، صباح اليوم، في منطقة البلديات، شرق بغداد، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة»، في حين انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الكاظمية، شمال العاصمة، مما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص بجروح متفاوتة»، لافتا إلى أن «سيارة مفخخة انفجرت في منطقة الشرطة الخامسة، جنوب غربي بغداد، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص، كما انفجر الجزء الخلفي من سيارة في منطقة جميلة، شرق بغداد».

وفي سياق ردود الفعل السياسية فقد دعا الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني العراقي النائب عن التحالف الوطني أحمد الجلبي‏، رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم استقالته حفاظا على العملية السياسية. وخاطب الجلبي في بيان له: «ربما تكون أنت مقيدا، لهذا ندعوك، إذا كانت دماء العراقيين غالية لديك إلى أن تستقيل وأن لا تكون عبدا للمنصب». وأضاف أن «توزيع الأراضي أو المبالغ النقدية أو الإنجازات الوهمية لن تنفع بتغيير الصورة التي رسمت الآن بدماء الأبرياء، لهذا لا يوجد حل غير تركك القيادة الآن». وتابع: «كلنا نعرف أنك وصلت إلى مرحلة لا يمكنك فيها ترك المنصب ولو كان هناك ألف قتيل يوميا ولن تكتفي بدورة ثالثة ورابعة بسبب مرض الكرسي الذي أصاب قبلك الكثيرين».