روحاني يعين صالحي رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية

البرلمان الإيراني رفض ثلاثة من مرشحي روحاني لانتمائهم إلى التيار الإصلاحي

علي أكبر صالحي
TT

عين الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الخارجية المنتهية ولايته علي أكبر صالحي رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ليستبدل بشخصية براغماتية شخصية محافظة لتتولى مسؤولية البرنامج النووي لطهران، حسب وسائل إعلام رسمية.

ويعد تعيين صالحي علامة أخرى على نية روحاني اتباع نهج أكثر مرونة في النزاع النووي الإيراني مع الغرب من سلفه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ولا يشارك رئيس منظمة الطاقة الذرية مباشرة في المفاوضات النووية مع القوى العالمية لكنه مسؤول عن إدارة المنشآت النووية الإيرانية. كما يمثل إيران في الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام.

وفي غضون ذلك، أرجع متابعون للوضع الإيراني أن رفض البرلمان الإيراني ثلاثة من الوزراء الذين رشحهم روحاني يعود لانتمائهم إلى التيار الإصلاحي وهم: محمد علي نجفي المرشح لتولي حقيبة وزارة التربية والتعليم، وجعفر ميلي منفرد لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، ومسعود سلطاني فر لوزارة الشباب والرياضة. وتقتضي طبيعة أعمال الوزراء الثلاثة الذين رفضهم البرلمان التعامل بشكل مباشر مع الشباب والجيل الصغير، وهو ما يبدو السبب الرئيس في رفض خيارات روحاني للوزارات الثلاث، حيث يعرف نجفي وميلي منفرد بانتمائهما إلى الإصلاحيين المعتدلين، أما سلطاني فر فغير معروف نسبيا ولكنه يميل إلى المعسكر الإصلاحي.

وقد حصل نجفي على الدكتوراه في الرياضيات من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعاد إلى إيران بعد ثورة 1979 الإسلامية. تم تعيينه في السنوات الأولى لتشكيل الجمهورية الإسلامية وزيرا للتعليم في حكومة مير حسين موسوي ثم وزيرا للتعليم مرة أخرى في إدارة هاشمي رفسنجاني بين عامي 1989 و1997.

وخلال إدارة خاتمي تم تعيينه نائبا للرئيس ورئيسا لمؤسسة التخطيط والميزانية. وكان أحد الأعضاء المؤسسين لحزب كار كزاران «المديرين التنفيذيين» الذي لعب دورا مهما في مساندة محمد خاتمي في انتخابات عام 1997، ثم انتخب عضوا في مجلس مدينة طهران في عام 2009. ويتهم معارضو نجفي توجهاته الليبرالية، وأنه مقرب أيضا من الحركة الخضراء، وكانت زياراته لأسر بعض المحتجين الجرحى أو اعتراضه على تغيير اسم أحد الميادين للاحتفال بالتاريخ الذي نجح فيه المتظاهرون المؤيدون لأحمدي نجاد باستعادة سيطرتهم على الشوارع، سببا رئيسا في رفضه. ومن بين 284 صوتا، حصل نجفي على 142 صوتا، بينما صوت ضده 133 وامتنع تسعة عن التصويت، وهو ما يعني عدم حصوله على أغلبية الأصوات. والمرشح الآخر الذي رفض لمنصب وزارة العلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا هو جعفر ميلي منفرد الذي شغل منصب القائم بأعمال الوزارة ذاتها خلال إدارة خاتمي عندما استقال الوزير الإصلاحي آنذاك مصطفى معين. وكان قد شغل منصب نائب الوزير لشؤون التكنولوجيا والطلاب والشؤون الثقافية على التوالي خلال رئاسة خاتمي ومعروف عنه دعمه للأنشطة الطلابية. وخلال النقاش حوله، عرض أحد نواب البرلمان فيديو يظهر منفرد خلال انضمامه إلى اعتصام الطلاب الذي استمر ثلاثة أيام في جامعة طهران عقب انتخابات عام 2009 المتنازع عليها.

كان التصويت بالرفض على منفرد أكثر حسما حيث رفضه غالبية النواب، إذ لم يحصل إلا على 105 أصوات أيدت تعيينه مقابل 162 نائبا صوتوا بـ«لا»، وامتنع 15.

ولم يصل التصويت على مسعود سلطاني فر للبداية وفشل في أن يصبح وزيرا للشباب والرياضة. ويبدو أن فشله في الحصول على المنصب عائد في المقام الأول إلى الاهتمام الكبير للسياسيين والمسؤولين في الدولة بالفرق الرياضية وأندية كرة القدم الثرية. وقد أنشئت وزارة الشباب والرياضة خلال العامين الماضيين عن طريق دمج المنظمة الوطنية للشباب ومنظمة التدريب البدني. وسيحظى الوزير المسؤول بسلطات كبيرة لصياغة أنشطة الدولة وخاصة في ما يخص الشباب وجميع الأحداث الرياضية.

وتشكلت حكومة روحاني الآن بـ15 وزيرا ويتوقع أن يعين ثلاثة قائمين بأعمال الوزارات المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى عدد من النواب والمستشارين لتنفيذ أجندته المعتدلة.