نصر الله: سننتصر في المعركة ضد الإرهاب التكفيري.. ولن ننتظرهم ليذبحونا كالنعاج

قال إن رد حزب الله الأولي على التفجير مضاعفة وجوده في سوريا

TT

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن تفجير الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت لن يثني حزبه عن المشاركة في القتال في سوريا. وتوجه إلى «القتلة» بالقول: «إذا كنتم تعتبرون أنكم بقتلكم لأبنائنا ونسائنا وتدمير مدننا يمكن أن نتراجع عن موقف اتخذناه فأنتم مشتبهون»، مؤكدا لهم أنهم «يضربون في المكان الخطأ».

وقال نصر الله، في مداخلة عبر الشاشة خلال احتفال مركزي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى انتصار «حرب تموز» 2006، في بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان: «إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا فسنذهب إلى سوريا، من أجل سوريا وشعبها، ومن أجل لبنان وشعبه، ومن أجل كل اللبنانيين ومن أجل فلسطين والقدس».

وقال: «إن أحد ردودنا على أي تفجير من هذا النوع أنه إذا كان لدينا ألف مقاتل في سوريا فسيصبحون ألفين، وإذا كان لدينا 5 آلاف مقاتل في سوريا فسيصبحون 10 آلاف، وإذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا فسنذهب إلى سوريا من أجل سوريا وشعبها، ومن أجل لبنان وشعبه، ومن أجل كل اللبنانيين ومن أجل فلسطين والقدس، ومن أجل القضية المركزية».

وأكد قائلا: «نحن من نحسم المعركة ونوقت نهاية كل معركة، وكما انتصرنا في كل حروبنا مع إسرائيل، إذا أردتم دخول المعركة معكم بكل قوة فأقول للكل إننا سننتصر في المعركة ضد الإرهاب التكفيري، ستكون المعركة مكلفة نعم، لكن أقل كلفة من أن نذبح كالنعاج وأن ننتظر القتلة ليأتوا إلى عقر دارنا».

ووصف نصر الله ما جرى في الرويس بأنه «استهداف للناس»، وقال: «لم يكن عملية اغتيال، لم يكن هناك كادر من حزب الله مستهدف ولا مقر مستهدف لحزب الله إنما من ارتكب المجزرة في الضاحية كان يريد أن يلحق أكبر قدر ممكن من الإصابات في صفوف الناس»، مشيرا إلى أن «العبوة تزن أكثر من 100 كلغ وكان الهدف قتل الناس».

ورجح نصر الله أن يكون التفجير «مسؤولية الجهات التكفيرية»، مؤكدا أنها «تعمل عند إسرائيل ولا شك عندنا باختراق بعض المخابرات الأميركية وفي المنطقة لهذه الجماعات ولا شك بتشغيل بعض الاستخبارات لهذه الجهات»، لافتا إلى أن «كل المؤشرات والخيوط والمعطيات تؤدي إلى المجموعات نفسها وكانت هذه المعطيات متوفرة لدى الأجهزة الأمنية التي أبلغتنا عن أسماء وجهات محددة كانت تحضر سيارات مفخخة لإرسالها إلى الضاحية».

ولفت إلى أن «فرضية الانتحاري ما زالت قيد البحث ولا نستطيع أن ننفي هذه الفرضية، سيارة مفخخة بأكثر من 100 كلغ من التفجيرات أمر محسوم لكن انتحاري أو لا فهذا قيد البحث»، مشيرا إلى أن «هناك هدفا وطنيا هو كيف نمنع تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية والمجازر». وقال: «أمس وضعوها في الضاحية ولكن غدا أين يمكن أن يضعوا هذه التفجيرات»، مؤكدا أن «الإسرائيلي لا يهمه إذا كانت الضاحية أو لا والتكفيري كذلك وهؤلاء يقتلون السنة كما يقتلون الشيعة ويقتلون المسيحيين كما يقتلون المسلمين ويفجرون المساجد كما الكنائس».

واعتبر نصر الله أنه «مخطئ من يظن أن الجماعات التكفيرية إذا كانت وضعت السيارة المفخخة في الضاحية فلن تضعها بمكان آخر، والهدف الوطني اليوم منع هذه التفجيرات التي قد تطال كل المناطق»، متوجها لـ«المسؤولين والسياسيين والأجهزة الأمنية وكل اللبنانيين» بالقول: «إذا استمرت التفجيرات فلبنان على حافة الهاوية ويجب التصرف بمسؤولية من هذا المستوى ومن هذا التهديد بالتحديد الذي يواجه لبنان». وتابع: «من يظن أن هذا التهديد هو لمنطقة فهو مشتبه، ومن يدمر المنطقة كلها اليوم أخذ قرارا بتدمير لبنان».

وأشار نصر الله إلى ما صدر عن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن أمس، لناحية توقيف أحد المتورطين بافتعال سلسلة أعمال أمنية ضد نقاط للجيش والمدنيين ومتفجرة بئر العبد، نهاية الشهر الماضي، في الضاحية الجنوبية، موضحا أنه «لم يثبت بالتحقيقات أنهم عملاء لإسرائيل وربما يثبت هذا لاحقا ولا أنفي أنهم عملاء لإسرائيل لكن مما ثبت أنهم مجموعات تنتمي إلى اتجاه تكفيري محدد وهم معروفون بالأسماء ومعروف من يدعمهم ويشغلهم ويديرهم»، لافتا إلى أن «بعضهم لبنانيون وبضعهم سوريون وبعضهم فلسطينيون».

وفي ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل، شدد نصر الله على «أننا لن نتسامح في الدفاع عن قرانا وأرضنا وأهلنا وأقول للإسرائيليين زمن السياحة العسكرية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان وداخل أرض لبنان انتهى بلا عودة». وأشار إلى أنه «مع رسالة الكمين النوعي في اللبونة (تفجير العبوة بوحدة إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية الأسبوع الماضي)، أجدد ما قلته قبل أيام بأنه لم يعد مسموحا لأي جندي إسرائيلي تحت أي عنوان أن يخطو خطوة واحدة ليدنس أرضنا اللبنانية التي طهرت بدماء شهدائنا، وهذه الأقدام ستقطع مع الرقاب».