مجزرة في حي بستان القصر بحلب.. و«الحر» يستهدف مطار حماه العسكري

الجيش السوري يحاول استعادة ما فقده في ريف اللاذقية

مقاتلون ومواطنون ينتشلون ضحايا الغارات الجوية على حي بستان القصر في وسط مدينة حلب أمس (رويترز)
TT

اتهم معارضون سوريون القوات النظامية أمس بقصف حي بستان القصر في حلب بعدة قذائف «موقعة مجزرة راح ضحيتها أكثر من 33 شخصا»، في حين أعلن «الجيش السوري الحر» عن استهداف مطار حماه العسكري بعدة صواريخ غراد.

وقال ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» إن «الطيران النظامي قام بغارة جوية على الحي الذي يقع تحت سيطرة المعارضة بعد ظهر أمس، وتم قصف الحي بعدة قذائف، مما أوقع عددا كبيرا من القتلى ومئات الجرحى». وأوضح الناشطون أن «كتائب الحر ردت على هذه المجزرة باستهداف مقر الشرطة العسكرية بصاروخ (غراد)، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود النظاميين». ونشر ناشطون على موقع «فيس بوك» صورا للمجزرة تظهر جثثا يتم انتشالها من تحت الأنقاض، بينها جثث أطفال ونساء. وقال معارضون إن أكثر من ثلاثين قتيلا تم انتشالهم من تحت الركام في حصيلة أولية لنتائج القصف الجوي لطيران النظام على حي الكلاسة ببستان القصر بحلب. وأظهرت صور بثها ناشطون انهيار مبنى سكني من عدة طبقات مسببا دمارا ضخما حوله، ومشاهد مروعة لجثث قتلى من المدنيين متناثرة في موقع الدمار، وعشرات الأشخاص يعملون على رفع الأنقاض وبينهم أصحاب البيوت المنهارة خرجوا للصلاة وعندما عادوا رأوا منازلهم وقد انهارت وعائلاتهم داخلها. وعلت الصرخات تطلب النجدة لسحب الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض. ويشار إلى أن حي الكلاسة في بستان القصر بحلب يشهد مظاهرات دائمة، يتمركز فيها النشاط الثوري المدني الحلبي. وكل يوم جمعة كانت أكبر المظاهرات تنطلق هناك، كما أنها أكثر المناطق انتقادا لسلوكيات المتشددين، رغم وقوع هذا الحي تحت سيطرتهم.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مسؤول حكومي قوله إن «قوات الجيش تمكنت في عمليات نوعية من القضاء على مجموعات إرهابية مسلحة بكامل أفرادها في حيي بستان القصر والراشدين وسوق الفستق وساحة الكلاسة وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم بينها رشاشات ثقيلة ومتوسطة». ويعتبر حي بستان القصر النقطة الوحيدة التي يمكن من خلالها العبور من جانب المنطقة التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية إلى المناطق التي ما زالت القوات النظامية تحكم قبضتها عليها.

وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن «الجيش الحر استهدف مطار حماه العسكري وحاجز الجمارك، فجر أمس، بصواريخ غراد». وقال عضو مجلس «ثوار حماه»، أبو غازي الحموي، لـ«الشرق الأوسط»، إن كتائب تابعة للمجلس العسكري بحماه استهدفت المطار العسكري بخمسة صواريخ غراد، مما أدى إلى إصابة مقرات داخل حرم المطار وإحداث أضرار كبيرة. وأوضح أن «مطار حماه يعتبر العصب الرئيس للنظام السوري، فعدا عن استخدامه كمقر للاعتقال يعتبر منصة لانطلاق الطائرات التي تقصف معظم المدن السورية».

وتخوض المعارضة السورية معركة المطارات من أجل تحييد سلاح الجو النظامي عن الصراع العسكري الدائر، إذ تمكن مقاتلوها قبل أسبوعين من الاستيلاء على مطار «منغ» في مدينة حلب.

وبالتزامن مع استهداف المطار، أشارت شبكة «شام» المعارضة إلى أن «مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة بالكامل على حاجز شيزر المتمركز غرب مدينة محردة بريف حماه الغربي، وتمكن من قتل كل من فيه من الجنود وإحراق ما فيه من آليات واغتنام ما تبقى بداخله».

وفي العاصمة دمشق، أفاد ناشطون بحدوث حملة اعتقالات ودهم تشنها قوات الأمن في حي ركن الدين ذي الغالبية الكردية. وأفادت شبكة «شام» المعارضة بأن «القوات النظامية قصفت أحياء جوبر وبرزة ومخيم اليرموك، وأنها تستعد لاقتحام المخيم». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وقوع اشتباكات بين كتائب الحر والقوات النظامية في حي جوبر من جهة العباسيين.

أما في ريف دمشق، ففد نفذت القوات النظامية قصفا بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات الذيابية والحسينية وداريا ومعضمية الشام والزبداني وحرستا وحجيرة البلد وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية، كما شنت القوات النظامية حملة مداهمات في مدينة قطنا.

وفي ريف اللاذقية، أفادت شبكة «شام» المعارضة بأن اشتباكات تركزت في محيط قرى استربة ودورين وقرى جبل الأكراد وجبل التركمان، في محاولة للقوات النظامية لاسترجاع ما خسرته من قرى موالية في وقت سابق. وتزامن ذلك مع إلقاء الطيران الحربي براميل متفجرة على مصيف سلمى، مما تسبب في نشوب حرائق في عدد من الأراضي الزراعية.

وتقع قرية استربة على خط الإمداد للقوات النظامية بين منطقتي الحفة وصلنفة وقد سيطر عليها المقاتلون قبل أيام، لكن المعارك متواصلة في محيطها، فالجيش النظامي يحاول استعادتها بسبب أهمية موقعها الاستراتيجي، إضافة إلى كونها البوابة إلى منطقة صلنفة، وفي محيطها أيضا يقع تل النبي يونس وكتف صهيون، حيث تتمركز القوات النظامية.

وفي درعا، تواصلت الاشتباكات بين كتائب «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط كتيبة الهجانة بدرعا. وأفاد ناشطون بأن «الجيش الحر قصف بالصواريخ أماكن تمركز الشبيحة داخل كتيبة الهجانة على الحدود مع الأردن، مما أدى إلى تدمير عربة عسكرية وأجزاء من مبنى الكتيبة، تزامنا مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة نوى بريف درعا». وتأتي هذه العملية بعد حصار مستمر للكتيبة من قبل مقاتلي الحر لليوم الثالث على التوالي. كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون الفوج «175» بريف درعا.