حرب شوارع في الإسماعيلية والفيوم

تدمير خط سكة حديد الإسكندرية ـ مطروح

آليات تابعة للجيش تنتشر صباح أمس في طريق الكورنيش بالأسكندرية (أ.ف.ب)
TT

شهدت محافظات مصر يوما داميا جديدا، مع تظاهر أنصار جماعة الإخوان أمس في عدة مدن مصرية في ما سمي بـ«جمعة الغضب»، احتجاجا على فض اعتصامي ميداني «رابعة العدوية»، و«النهضة» بالقاهرة.. حيث هاجم أنصار الإخوان أقسام الشرطة والكنائس والمستشفيات ومقار المحافظة، مما أسفر عن سقوط 33 قتيلا وعشرات الجرحى.. ففي الإسكندرية، نشبت اشتباكات عنيفة بين أهالي منطقة محطة الرمل وأنصار الجماعة، حيث تبادل الطرفان إطلاق الحجارة والخرطوش. وأعلن الدكتور أسامة أبو السعود مدير مستشفى الأميري الجامعي، سقوط 3 ضحايا خلال اشتباكات منطقة محطة الرمل و4 في منطقة سيدي بشر، و4 في منطقة فيكتوريا ليصل إجمالي الضحايا إلى 11 شخصا لقوا مصرعهم بطلقات نارية وخرطوش. وقال شهود عيان، إن «الإخوان استخدموا الرشاشات وضربوا المواطنين بالسلاح الآلي بشكل عشوائي»، بينما قال اللواء العناني حمودة مدير أمن مطروح، إنه جار حاليا إصلاح خط سكة حديد الإسكندرية -مطروح، بعد قيام مجهولين بنسف الخط عند الكيلو 35 بمنطقة الحوالة، شرق مطروح. وأشار حمودة إلى أن المخربين استخدموا عبوة ناسفة محلية الصنع في تفجير الخط، مما أدى إلى تدمير جزء من القضبان بمسافة تزيد على مترين. وحاولت مجموعة من جماعة الإخوان وأنصارهم اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون بمنطقة باكوس بالإسكندرية، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل، بعد أن قام الأهالي بالمنطقة بالتصدي لهم. وتوجهت مجموعات الإخوان إلى طريق الكورنيش للانضمام إلى مسيرة القائد إبراهيم.

في السياق ذاته، قررت نيابة شرق الإسكندرية الكلية، حبس 48 شخصا من المتهمين في اشتباكات أول من أمس، ووجهت النيابة للمتهمين تهم القتل وتخريب الممتلكات العامة والتجمهر وتعطيل حركة المرور وإحداث الفوضى في البلاد، والانضمام إلى جماعة تهدف إلى تكدير الأمن والسلم العام.

وفي الغربية، شهدت مدينة طنطا حالة من حرب الشوارع بين قوات الأمن وأنصار الإخوان، أسفرت عن إصابة العشرات من المواطنين بحالات اختناق بعد أن وصل دخان الغاز للبيوت والشقق السكنية.

وفي بورسعيد، قتل 3 أشخاص وأصيب 64 آخرون. وكانت اشتباكات قد حدثت بين حشود تيار القوى الإسلامية المؤيدين للرئيس المعزول قد وقعت في شارع الثلاثين القريب من قسم شرطة العرب وقام خلالها أنصار المعزول بإطلاق وابل من الرصاص من أسلحتهم الآلية على المحلات التجارية والمواطنين، مما أدى إلى تدخل قوات الشرطة المتمركزة بمحيط قسم العرب.

وفي محافظة المنيا بصعيد مصر، قال مصدر أمني في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه «تم اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين كافة المنشآت الحيوية بالمحافظات». وأكد المصدر أنه تم نشر مجموعات من العمليات الخاصة وقوات الأمن المركزي بمحيط كافة الأقسام والمنشآت الشرطية وتسليحها بالذخيرة الحية.

وأضاف المصدر أنه تم إصدار توجيهات صريحة ومباشرة لتلك المجموعات بالتعامل الفوري بالذخيرة الحية مع أي اعتداءات على الأقسام أو المواقع الشرطية التي تعتبر ملكا للشعب، وذلك وفقا لحق الدفاع الشرعي.

وأشار المصدر الأمني إلى أنه تم كذلك تسيير دوريات أمنية مسلحة تضم ضباطا وأفرادا ومجندين من قوات الأمن المركزي وإدارات البحث الجنائي على الطرق والمحاور الرئيسة لتفقد الحالة الأمنية والتصدي السريع لأي أعمال عنف أو تعد على الممتلكات العامة أو الخاصة بالمواطنين.

وفي الفيوم، قتل 13 وأصيب 56 في اشتباكات وقعت في محيط ميدان السواقي، استخدمت فيها الأعيرة النارية الحية وطلقات الخرطوش والغازات المسيلة للدموع. وقام أنصار الرئيس المعزول بإشعال النيران بمحطة الغاز الطبيعي بمنطقة دله وتحطيم وحرق عدد من المحال التجارية وإشعال النيران بمكتب بريد الفيوم الرئيس.

وفي المنصورة، قتل شخص وأصيب 25 آخرون حسب الدكتور مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة بالدقهلية.

وفي الإسماعيلية، قالت مصادر طبية إن «5 أشخاص على الأقل قتلوا بينما أصيب 11 آخرون في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأعضاء جماعة الإخوان في محيط مسجد الصالحين وشارع شبين الكوم عندما حاول أعضاء الجماعة التحرك في مسيرة عقب صلاة الجمعة، وتم إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص والخرطوش والرشق بالحجارة أثناء الاشتباكات».

كما نجح رجال القوات المسلحة بالإسماعيلية أمس، في إحباط محاولة قامت بها عناصر بدوية موالية لتنظيم الإخوان اعتلت أسطح أبراج سكنية أمام مجمع المحاكم وصدوا هجوما عليهم بالأسلحة الآلية، وأسفر ذلك عن قتل أحدهم وضبط آخر وأصيب ضابط بالجيش. وقال شاهد عيان إن «أنصار الإخوان قد صعدوا من هجومهم الذي بدأ في أعقاب صلاة الجمعة على عدة محاور، من بينها صعودهم لأسطح الأبراج السكنية في محيط مجمع المحاكم وظلوا يمطرون قوات الجيش بالرصاص التي بادلتهم بالمثل».

وفي الأقصر بصعيد مصر، حاصر المئات من الإخوان منزل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بقرية القرنة مسقط رأسه، وقال شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه عقب صلاة الجمعة توجه أنصار المعزول لساحة «آل الطيب» حيث يوجد شيخ الأزهر لقضاء إجازته الأسبوعية.

وأكد شهود عيان، أن المتظاهرين كانوا يستهدفون منزل شيخ الأزهر، إلا أن الأهالي تصدوا لهم بالقرب من مستشفى القرنة المركزي وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة وسمع دوي رصاصات نارية، بينما نفى مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» تعرض شيخ الأزهر لأي أذى.