تشكيلة الحكومة الإيرانية الجديدة

ستة من المرشحين كانوا وزراء سابقين نالوا الثقة لفترتين متتاليتين

حسين دهقان وزير الدفاع و محمود علوي وزير الاستخبارات و بيجن نامدار زنكنه وزير النفط و محمد جواد ظريف وزير الخارجية (إ.ب.أ)
TT

اتضحت معالم تشكيلة الحكومة الإيرانية الجديدة بعد أن أعلن البرلمان الإيراني أول من أمس موافقته على جميع الوزراء الرئيسيين الذين رشحهم الرئيس الجديد حسن روحاني.

وناقش البرلمان ملفات الوزراء الثمانية عشر كل على حدة على مدى أربعة أيام رافضا ثلاثة مرشحين فقط لمناصب وزارية غير أساسية.

ورفض البرلمان محمد علي نجفي المرشح لمنصب وزير التعليم بعد أن تعرض لهجوم من الأعضاء المحافظين بسبب روابطه بزعماء للمعارضة قيد الإقامة الجبرية. كما رفض أيضا الوزيرين المرشحين لمنصبي العلوم والرياضة.

أبرز الوزراء في الحكومة الجديدة بيجن نامدار زنكنه، المرشح لتولي حقيبة النفط، وكان قد تولى في السابق حقيبة وزارة النفط والطاقة لمدة 17 عاما. فكان وزير النفط في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي لمدة ثماني سنوات في الفترة بين عامي 1997 و2005. وشغل أيضا منصب وزير الطاقة لمدة تسع سنوات، بما في ذلك ثماني سنوات في إدارة أكبر هاشمي رفسنجاني حتى عام 1997.

وخلال إدارة رفسنجاني الأولى (1989 - 1993)، فاز زنكنه بأغلبية 177 صوتا من أصل 196 صوتا في البرلمان. وفي الإدارة الثانية، فاز زنكنه بأغلبية 245 صوتا من البرلمان ذلك الحين ليتولى وزارة الطاقة مرة أخرى. ولم يعارض تعيينه سوى 12 نائبا فقط. وخلال إدارة خاتمي الأولى صوت 213 نائبا لصالح زنكنه، بينما صوت 53 ضده أو امتنعوا عن التصويت. المفارقة هي فوز زنكنه بـ166 صوتا في الإدارة الثانية لخاتمي في البرلمان الذي يقوده الإصلاحيون. وعارض نحو 88 نائبا ترشيحه لتولي أكثر الحقائب تعقيدا وثراء في البلاد.

عمل محمد رضا نعمت زاده، وزير الصناعة والمناجم والأعمال التجارية، وزيرا للصناعة في إدارة رفسنجاني. وحصل نعمت زاده خلال الفترة على 217 صوتا. لكن الأصوات التي حصل عليها في الإدارة الثانية انخفضت بشكل حاد وبلغت 127، من أصل 213.

أما عباس أخوندي، المرشح لتولي وزارة الطرق والتنمية الحضرية، فقد كان وزيرا للإسكان في إدارة رفسنجاني الأولى، وحصل على 193 صوتا من أصل 252.

وشغل محمد علي نجفي، وزير التربية والتعليم، المنصب نفسه في إدارتي رفسنجاني، وحصل على 160 صوتا من أصل 258، لأول ولايته، وحصل على 147 صوتا من أصل 256 فترة رئاسته الثانية.

وعمل محمود حجتي، المرشح لوزارة الزراعة، وزيرا للزراعة لمدة ثماني سنوات في عهد خاتمي. وحصل على 159 صوتا من أصل 255 خلال الفترة الأولى، ثم حصل على 173 صوتا من أصل 261 في الفترة الرئاسية الثانية.

وكان مصطفى بور محمدي، المرشح لوزارة العدل، المرشح الوحيد الذي شغل منصب وزير في إدارة محمود أحمدي نجاد. وكان بور محمدي وزير للداخلية في أول حكومة لأحمدي نجاد (2005 - 2009). وكان قد فاز بـ153 صوتا من أصل 274 في إدارة أحمدي نجاد. وأصر المشرعون الذين رفضوا بور محمدي على أنه الخيار المناسب لوزارة العدل.

وتضم قائمة الوزراء المقترحين التي قدمها الرئيس روحاني أحد عشر حاملا لدرجة الدكتوراه، وخمسة من حملة الماجستير، واثنين بدرجة البكالوريوس. ويأتي من بين حملة الدكتوراه اثنان حصلا على درجة الدكتوراه من الحوزة الدينية.

ودرس أربعة مرشحين في الخارج، منهم زير الصناعة والتعدين والتجارة محمد رضا نعمت زاده، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، اللذان أكملا دراستهما في الولايات المتحدة، كما درس وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا جعفر ميلي منفرد في فرنسا، ودرس وزير الطرق والتنمية العمرانية في بريطانيا.

يأتي محمد رضا نعمت زاده (68 عاما) وزير الصناعة والتجارة والتعدين أكبر الوزراء سنا، فيما يأتي المرشح لوزارة الاقتصاد علي طيب نيا (52 عاما) كأصغر الوزراء في مجلس الوزراء المقترح لروحاني. ويبلغ متوسط العمر في الوزارة 57 عاما، وهو ما يجعله أكبر مجلس وزراء سنا منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

كان متوسط العمر في الإدارة الأولى لرفسنجاني 41 عاما، ليجعل منها ذلك أصغر مجلس وزراء بعد الثورة. فكان وزير الصحة آنذاك إيراج فاضل (50 عاما) أكبر الوزراء سنا، فيما كانت أعمار زنكنه ووزير الزراعة عيسى كلانتري، ووزير للدفاع أكبر تركان (36 عاما) أصغرهم سنا. وارتفع متوسط العمر في الإدارات التالية ليصل إلى 45 عاما في الفترة الرئاسية الأولى لمحمد خاتمي. فكان أكبرهم وزير الخارجية كمال خرازي (53 عاما)، فيما كان وزير التجارة محمد شريعتمداري أصغر الوزراء سنا (37 عاما). وبلغ متوسط عمر الوزراء في الإدارة الثانية لخاتمي 47 عاما بوجود خرازي وشريعتمداري أكبر وأصغر الوزراء سنا.

استمر الاتجاه التصاعدي في متوسط العمر في إدارات أحمدي نجاد، فارتفع متوسط العمر في أول حكومة إلى 49 عاما، فكان وزير النفط الإيراني كاظم وزيري هامانه (60 عاما) أكبر الوزراء سنا، فيما كان وزير الصحة كامران باقري لنكراني (40 عاما) أصغرهم سنا. وارتفع متوسط العمر إلى 50 سنة في الإدارة الثانية التي كان فيها حميد بهبهاني وزير الطرق والنقل أكبر الوزراء سنا (69 عاما)، وعلي أكبر محرابيان، وزير الصناعة، أصغر الوزراء سنا والذي كان يبلغ من العمر 35 عاما.

* آبا آخوندي (56 عاما) وزير للطرق والتنمية الحضرية: ولد في مدينة النجف العراقية، وحصل على ماجستير الهندسة المدنية من جامعة طهران، وعلى درجة الدكتوراه من بريطانيا. وتم تعيينه عام 1982 نائبا لوزير الداخلية للشؤون السياسية آنذاك علي أكبر ناطق نوري. كما شغل منصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية في الإدارة الثانية لرفسنجاني. وفي عام 1997 تم تعيينه مبعوثا خاصا للرئيس للإشراف على بناء مركز المؤتمرات الدولية.

* حميد جيتجيان (56 سنة) وزير للطاقة: كان أول رئيس للاستخبارات التابعة لحرس الثورة الإسلامية (الحرس الثوري) في مدينة تبريز شمال غربي البلاد، ثم انتخب عضوا في البرلمان. وعين نائبا لوزير الطاقة في حكومة أحمدي نجاد. وهو أيضا عضو سابق في مجلس إدارة شركة توليد ونقل الطاقة الإيرانية عام 1992، وانضم إلى وزارة الطاقة، وتولى عدة مناصب في الوزارة.

* حسن الهاشمي (54 عاما) وزير الصحة: طبيب عيون درس في جامعة مشهد للعلوم الطبية. واجتاز دورات الزمالة في الجامعات الأميركية والأوروبية. وهو حاليا أستاذ في قسم طب وجراحة العيون بجامعة مشهد للعلوم الطبية. وعمل الهاشمي مستشارا لوزير الصحة في الفترة بين عامي 1997 و2001، ثم رئيس القسم الطبي في جامعة طهران للعلوم الطبية.

* محمود حجتي (58 عاما) وزير الزراعة: درس الهندسة المدنية في جامعة أصفهان للتكنولوجيا. وبعد الانتهاء من دراسته التحق بشركة كونسترشن جهاد وتولى حكم إقليم سيستان بلوشستان جنوب شرقي إيران. وكان حجتي المدير التنفيذي لسد الكرخة قبل أن يصبح وزير الطرق والنقل في الإدارة الأولى لخاتمي.

* علي ربيعي (58 سنة) وزير العمل: كان عضوا في فرع العمال لحزب الجمهورية الإسلامية بعد الثورة الإسلامية. ثم أصبح عضوا في اللجنة التي أنشئت لمشروع قانون العمل. ثم أصبح بعد ذلك عضوا أساسيا في مجلس العمل. وتم تعيينه نائبا لوزير الاستخبارات في الثمانينات، واستمر في منصبه إلى أن تولى علي فلاحيان الوزارة عام 1989. ثم جرى تعيينه مستشارا لمركز البحوث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام. وخلال تولي روحاني أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي كان ربيعي رئيس الأمانة.

* محمد رضا نعمت زاده (68 عاما) وزير الصناعة والتعدين والتجارة: عمل وزيرا العمل لعشرة أشهر عام 1980. وعندما تولى محمد علي رجائي رئاسة الوزراء شغل منصب وزير الصناعات لعام واحد. وكان نعمت زاده أيضا أحد كبار المديرين في مؤسسة الصناعات الدفاعية وشركة «توانير» في عهد رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي. وعمل نعمت زاده وزيرا للصناعة في كل من حكومتي رافسنجاني. وكان نائبا لوزير النفط في إدارتي خاتمي وأحمدي. وتولى نعمت زاده رئاسة حملة روحاني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 14 يونيو (حزيران).

* علي طيب نيا (52 عاما) وزير للاقتصاد: حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة طهران. وكان موضوع أطروحته «التضخم الهيكلي في إيران». وعمل أمينا للجنة الاقتصادية للرئاسة لثلاث سنوات منذ عام 1997. وشغل المنصب نفسه لمدة عام ونصف العام منذ 2005. وشغل في عهد خاتمي منصبا رفيعا في المكتب الرئاسي لمدة أربع سنوات. ثم عمل نائبا لرئيس إدارة منظمة التنظيم والتخطيط للشؤون الاقتصادية لعام واحد.

* بيجن نامدار زنكنه (61 عاما) وزير للبترول: عمل زنكنه نائبا لوزير الثقافة عام 1980 وظل في منصبه لمدة عامين. وخلال السنوات الـ30 الماضية كان وزيرا في جميع الإدارات عدا إدارتي محمود أحمدي نجاد. وشغل منصب وزير بناء الجهاد والطاقة والبترول. وكان أيضا عضوا في مجلس تشخيص مصلحة في الفترة بين عامي 1996 و2011. وهو حاليا عضو في مؤسسة خاتمي باران، ويدرس في جامعة خاجة نصير الدين الطوسي.

* محمود فايزي (61 عاما) وزير للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: شغل فايزي منصب المدير الإداري لشركة «إيران للاتصالات» بعد الثورة الإسلامية عام 1979 وحتى عام 1986. ثم أصبح مستشارا لوزير الخارجية. وخلال رئاسة رفسنجاني شغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأميركتين. وكان أيضا نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية لمدة عامين. وبعد تعيين روحاني مديرا لمركز البحوث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، استعان بفايزي لرئاسة الأبحاث السياسة الخارجية. وهو عضو بارز في حزب التنمية والاعتدال.

* علي جنتي (64 عاما) وزيرا للثقافة والإرشاد الإسلامي: هو نجل آية الله أحمد جنتي، لكنه حليف مقرب من رفسنجاني. كان محافظا سابقا لمقاطعة خوزستان جنوب غربي إيران، ثم كبير موظفي رفسنجاني عندما كان رئيسا البرلمان، ثم نائبا لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الدولية وسفير إيران لدى الكويت. وخلال حكم أحمدي نجاد، شغل جنتي منصب نائب وزير الداخلية للشؤون السياسية، لكنه أقيل عام 2006. وتم تعيينه مرة أخرى سفيرا لدى الكويت، ثم أقيل في عام 2010. ويعود تعاون جنتي مع روحاني إلى عملهما معا كمديرين في إذاعة جمهورية إيران الإسلامية.

* محمد جواد ظريف (53 عاما) وزير للخارجية: شغل في عهد خاتمي منصب نائب وزير الخارجية للشؤون الخارجية، قبل تعيينه سفيرا لإيران لدى الأمم المتحدة. وظل في منصبه حتى أقيل في ظل حكم أحمدي نجاد. وقد قام بالتدريس في كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية. وقاد مع سيروس ناصري المحادثات النووية الإيرانية مع القوى الغربية 2003 - 2005.

* مصطفى بور محمدي (54 عاما) وزير للعدل: يشغل حاليا منصب مدير مكتب التفتيش العام في إيران. كان بور محمدي رئيس الادعاء العام في محافظات خوزستان هرمزجان وخراسان في السنوات الأولى بعد ثورة 1979. وفي عام 1987 شغل منصب نائب وزير الاستخبارات. وشغل بعد ثلاث سنوات منصب النائب الأول وزير الاستخبارات. وفي عام 1991، تم ترشيح بور محمدي كنائب لوزير الاستخبارات للشؤون الخارجية. وأصبح وزيرا للداخلية في عام 2005 وأقيل بعد ثلاث سنوات من قبل أحمدي نجاد.

* حسين دهقان (56 عاما) وزير للدفاع: قائد الحرس الثوري السابق في الفترة بين 1980 و1988 أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، وقد عمل قائدا للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري، ثم نائب وزير الدفاع ورئيس مؤسسة الشهداء ومحاربي البحرية القدامى. وفي عام 2010 تم تعيينه رئيسا للجنة الشؤون السياسية والدفاع والأمن في مجلس تشخيص مصلحة النظام. وعهد إلى هذه اللجنة بدراسة القضايا السياسة والأمن والدفاع المحلية والأجنبية.

* عبد الرضا رحماني فضلي (54 عاما) وزير الداخلية: كان رئيس المحكمة العليا لمراجعة الحسابات منذ عام 2008. وعندما تولى لاريجاني رئاسة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ومنصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، كان رحماني فضلي نائبا له. وكان من بين وظائفه الأخرى نائب وزير الداخلية للشؤون الدولية، ونائب وزير التنمية الاقتصادية للمحافظات، ورئيس مجلس المعلومات بوزارة الداخلية.

* محمود علوي (59 عاما) وزير الإستخبارات: يعمل حاليا عضوا في مجلس الخبراء، وانتخب علوي لعضوية البرلمان لأربع فترات، وشغل منصبا رفيعا في مؤسسة «بوليتيكو» الآيديولوجية التابعة لوزارة الدفاع في الفترة بين 1989 و1991. وخلال الفترة من 2000 إلى 2009 تولى رئاسة منظمة «بوليتيكو» الآيديولوجية. وكان علوي أيضا أحد قادة حملة روحاني قبل الانتخابات الرئاسية.