«الحر» يؤكد والنظام ينفي تدمير رتل عسكري في دمشق

مقاتلون إسلاميون يستعيدون قرى كردية برأس العين

عنصر من الجيش السوري الحر يطلق النار على مروحية تابعة للنظام في دير الزور أمس (أ.ف.ب)
TT

نفى النظام السوري أمس تأكيدات «الجيش السوري الحر» استهداف رتل دبابات تابع للقوات الحكومية وتدميره على طريق مطار دمشق الدولي. وتزامن ذلك مع هجمات شنها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ضد القرى الكردية في منطقة رأس العين، مستعيدة السيطرة على ثلاث قرى كانت قد خسرت السيطرة عليها في الأسابيع الفائتة إثر اشتباكات مع مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المقرب من النظام السوري.

وأشار الناشط سالارا الكردي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هجوم المقاتلين الإسلاميين تم فجر أمس عند الساعة السادسة، بعد التمهيد له بعمليات انتحارية استهدفت عددا كبيرا من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذين كانوا يتصدون للمهاجمين». وأوضح الكردي أن «كتائب الجيش الحر لم تتدخل في الاشتباكات التي أسفرت عن خروج عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي من 3 قرى، هي أصفر نجار وتل حلف والأسدية، ما سمح لمقاتلي (الدولة) بإحكام سيطرتهم على هذه القرى».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الاشتباكات بين الطرفين أدت إلى مقتل 17 شخصا، بينهم 11 مقاتلا جهاديا وأربعة مقاتلين أكراد، إضافة إلى سائق سيارة إسعاف ومسعف كرديين»، موضحا أن «مقاتلي (الدولة الإسلامية في العراق والشام) سيطروا على قرية الأسدية على طريق رأس العين - الدرباسية التي يقطنها مواطنون أكراد من الديانة الإيزيدية، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأهالي القرية»، ولفت المرصد إلى أن «الاشتباكات التي بدأت فجر أمس أدت إلى حركة نزوح لأهالي الأسدية».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط قوله إن «مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة شنوا هجوما بالأسلحة الثقيلة والدبابات على مدينة رأس العين الواقعة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، في محاولة منهم للسيطرة على البوابة الحدودية مع تركيا»، مشيرا إلى أن «وحدات الحماية الشعبية الكردية صدت الهجوم على المدينة، لكن ذلك لم يحل دون تزايد موجة نزوح أهالي المدينة إلى القرى والمدن التركية عبر الحدود، نتيجة الخوف والهلع جراء القصف». ويسعى تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي طرد منها الشهر الماضي إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد.

وفي موازاة التطورات الميدانية في رأس العين، أعلن «الجيش الحر» عن تدمير رتل دبابات تابعة لقوات النظام كانت تسير على طريق مطار دمشق الدولي. وقال القائد الميداني في الجيش الحر علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط» إن الرتل النظامي الذي كان يضم 3 دبابات و4 عربات «بي إم بي» وناقلتي جند، تم استهدافه بالصواريخ وقذائف الهاون قرب قصر المؤتمرات بعد وقت قصير على انطلاقه من مطار دمشق.

في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول نفيه استهداف رتل عسكري على طريق مطار دمشق الدولي، معتبرا أن «هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلا، ويندرج في إطار الأخبار المضللة والكاذبة التي تبثها القنوات الشريكة في سفك الدم السوري».

وفي دمشق أيضا، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا باستمرار القصف على حي القابون والمليحة من قبل القوات النظامية، بالإضافة إلى شن هجمات على حي السيدة زينب في دمشق.

وقال ناشطون إن «القوى الأمنية التابعة للنظام شنت حملة دهم واعتقال في منطقة (الوانلي) في حي ركن الدين، في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة (سانا) الرسمية عن إصابة 10 أشخاص جراء سقوط قذائف هاون على أحياء الميدان وباب شرقي ومنطقة الدويلعة».

وفي حين شنت كتيبة «أم المؤمنين» التابعة للمعارضة هجوما عنيفا على تجمعات الجيش النظامي في حي السيدة زينب بريف دمشق، نعى لواء «أبو الفضل العباس» الشيعي عددا من مقاتليه الذين سقطوا في معارك الأحياء الجنوبية بدمشق، بينهم محمد حسن جوادي كابولي من العاصمة الأفغانية كابل، بحسب صفحته الرسمية على «فيس بوك».

وأفاد المرصد السوري بتعرض مناطق في مخيم اليرموك وشارع الثلاثين للقصف من قبل القوات النظامية. وبث ناشطون أشرطة مصورة تظهر اندلاع النيران في مبان بمخيم اليرموك نتيجة القصف العنيف.

وفي ريف دمشق أيضا، أعلنت وكالة «سانا» الرسمية عن سيطرة قوات النظام على بلدة الخامسية في الغوطة الشرقية، وذلك بعد أن «قضت على آخر تجمعات (الإرهابيين) فيها، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وفككت عشرات العبوات الناسفة التي زرعوها»، في اليوم التالي لسيطرتها على القرية الشامية.

وفي سياق متصل، أكد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن النظام السوري ارتكب مجزرة مروعة بحق المدنيين الآمنين في حي بستان القصر بحلب، راح ضحيتها 30 ضحية على الأقل، وأصيب فيها العشرات، عندما شنت المقاتلات الحربية التابعة للنظام، بشكل مقصود وممنهج، غارات جوية على مناطق سكنية تؤوي آلاف المدنيين. وأضاف الائتلاف في بيان له أمس «أن إجرام النظام لم يتوقف عند أحياء حلب، بل تعداها إلى غوطة دمشق، وأدى القصف بمدافع الهاون على مساكن المدنيين في بلدة المليحة إلى سقوط 16 ضحية، بالإضافة لعشرات الجرحى، وفق تقديرات متحفظة».

ودعا المجتمع الدولي لأن يعي خطورة تداعيات العنف الممنهج الذي يرتكبه النظام بحق المدنيين، والكم الهائل من القوة النارية المستخدمة في استهداف المجمعات السكنية، مطالبا «بوجوب سير الأمم المتحدة باتجاه محاسبة رموز النظام المتورطين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وعلى رأسهم بشار الأسد (الرئيس السوري)».

وأوضح الائتلاف أن «النظام السوري يتبع نهجا خطيرا جدا في حربه على الشعب السوري، من خلال القصف المكثف على المناطق المكتظة بالسكان، وهو ما يودي بأرواح عشرات المدنيين في كل مرة، ويدمر مساحات كبيرة من الامتداد العمراني في المناطق المستهدفة».