مقتل 11 مسيحيا في هجوم مسلح بريف حمص... واتهامات لـ«جبهة النصرة»

مطران وادي النصارى لـ «الشرق الأوسط»: العنف سيستمر إن لم يبدأ الحل السياسي

أناس متجمعون يبحثون عن مفقودين تحت الركام الذي خلفه قصف قوات الأسد لمناطق سكنية بحلب أمس (رويترز)
TT

هاجم مقاتلو المعارضة السورية، أمس، حاجزين تابعين لـ«قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام، في منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية، قرب قرية عين العجوز بريف حمص، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر من قوات الدفاع و5 مدنيين، جميعهم من المسيحيين.

وأوضحت مصادر المعارضة أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلي المعارضة وعناصر حواجز الدفاع الوطني في «السان جورج» و«حاجز الفاروق» و«حاجز النافعة»، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر «الدفاع الوطني»، في حين قالت صفحة «أخبار الحواش» على موقع «فيس بوك» إن «مسلحين من (جبهة النصرة) في قلعة الحصن هاجموا حواجز «الدفاع الوطني» في السان جورج وحاجز الفاروق وحاجز النافعة واستخدموا سلاح القناصة على المدنيين على كل الجهات المشرفة على قرى الوادي من عناز والحواش وعين العجوز إلى الناصرة الطريق من كازية الناصرة حتى المشتاية». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من «بين المدنيين الذين قتلوا امرأتين مسنتين».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول أن «إرهابيين ارتكبوا مجزرة قرب مفرق قرية عين العجوز على طريق الحواش الناصرة بريف حمص، راح ضحيتها 11 مواطنا، بينهم أطفال ونساء».

وأوضح مطران منطقة وادي النصارى، إيليا طعمة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما حصل عبارة عن هجوم مسلح على حاجزين تابعين لما يسمى «قوات الدفاع الوطني» كانت نتيجته وفاة 6 من عناصر الحاجز و5 مدنيين أبرياء، معتبرا أن «أسباب هذا الحادث تعود إلى مستوى الشحن الطائفي الذي وصل إلى درجاته القصوى في سوريا». وأشار إلى أن «منطقة وادي النصارى بقيت تعيش هدوءا نسبيا منذ بداية الأزمة في البلاد، مما سمح باحتضان أعداد كبيرة من النازحين، من مسلمين ومسيحيين».

وتقع منطقة وادي النصارى، أو «النضارة» حسب التسمية الرسمية، بين محافظتي حمص وطرطوس، وهي المنطقة الوحيدة في سوريا التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية 65%، ومن أهم البلدات والقرى المسيحية الموجودة فيها: مرمريتا والحواش والزويتينة‎ والمزينة والناصرة ومشتى عازار ومشتى حلو والمشتاية وصافيتا ودريكيش. وظلت هذه المنطقة بعيدة عن الصراع العسكري الدائر في البلاد بحكم غالبيتها المسيحية التي تتخذ موقفا أقرب إلى الحياد من الأحداث الجارية في سوريا.

ورفض المطران طعمة اتهام أهالي منطقة قلعة الحصن ذات الغالبية السنية بالهجوم على المناطق والقرى المسيحية، مشددا على «وجود جماعات مسلحة تتمركز في القلعة جاءت من الخارج وتسلحت وتجندت للقتال، بحسب ما نشاهد في وسائل الإعلام السورية».

وطالب طعمة بأن «تكون منطقة وادي النصارى بيد الجيش السوري النظامي لأنه طرف محدد نستطيع التخاطب معه»، لافتا إلى أن «سيطرة الجيش على هذه المنطقة لا تعني حمايتنا من أي طرف. فمن يحمي المسيحيين هي علاقتهم الوطنية مع إخوانهم في البلد وليس شيئا آخر».

وحول المخاوف من تكرار هذه العمليات ضد المناطق المسيحية، قال طعمة: «لا نستطيع أن نتكهن بالمستقبل، لكن ما دام الحل السياسي لم يبدأ والأطراف لم تجلس على طاولة المفاوضات، فإن العنف سيستمر في جميع المناطق السورية». وأكد أن «هناك من سيصطاد في الماء العكر بعد هذه الحادثة ليقول إن المسيحيين معرضون للتهجير والاستهداف»، مشددا على «إننا أبناء هذا البلد ولا نطالب بأي حماية خارجية ولا نبحث عن حليف إقليمي، وما يصيبنا هو ما يصيب بقية السوريين».