تحقيقات انفجار الضاحية تبحث عن هوية السيارة ولا تستبعد فرضية «الانتحاري»

انتهاء جمع الأدلة الميدانية والعثور على جثة طفل

TT

أنهت الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة تحقيقاتها الميدانية في موقع انفجار الرويس، في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما باشرت بلديتا حارة حريك وبرج البراجنة والمؤسسات الأهلية، وفق بيان أصدره حزب الله أمس العلاقات الإعلامية في حزب الله، برفع الأنقاض والسيارات المحترقة من المكان، تمهيدا لفتح الشارع وإصلاح الأضرار وعودة الأهالي إلى بيوتهم.

ومع الانتهاء من التحقيقات الميدانية، تتواصل التحقيقات القضائية، ويتركز البحث حول التوصل إلى ملف السيارة المستخدمة في التفجير، الذي حصد يوم الخميس الفائت 25 قتيلاً بعد العثور على جثة طفل أمس و298 جريحاً، لتحديد هوية صاحبها ومعرفة كيفية وصولها إلى الجهة التي تولت عملية تفخيخها ومن ثم إرسالها إلى الضاحية وتفجيرها، في موازاة العمل على فرضية أن يكون انتحارياً نفذ التفجير، علماً بأنه لم يتم التعرف بعد على هوية 12 جثة، إضافة إلى أشلاء.

ونقلت تقارير إعلامية في بيروت أمس عن مصادر أمنية قولها إن التحقيقات الأولية بينت أن العبوة التي استخدمت في الانفجار لم تتضمن فقط مادة الـ«تي إن تي» إنما أيضا على قطع حديدية لتحدث شظايا أكثر وتتسبب بعدد ضحايا أكبر. وفي سياق متصل، أعلنت المديرية العامـة لقوى الأمـن الداخلـي إصدار مديرها بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص أمراً إلى قطاعات قوى الأمن الداخلي كافةً، قضى بتكثيف الاستقصاءات والتحريات وعمليات الرصد والمراقبة، إضافة إلى تسيير الدوريات الأمنية وإقامة الحواجز واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة على مختلف الأراضي اللبنانية، وذلك «بهدف السهر على أمن المواطنين وتأمين الحماية اللازمة لهم ضمن الإمكانيات المتوافرة». وناشدت المديرية المواطنين عند مشاهدتهم لأي جسم مشبوه أو معرفتهم بأي معلومة أمنية يمكن الاستفادة منها، أو أي حادث أو أمر طارئ يتعرضون له، إبلاغها «بصورة فورية».

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد تابع أمس التفاصيل المتعلقة بجريمة التفجير، فاطلع من مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد أدمون فاضل على المعلومات والخيوط المتوفرة عن هذه الجريمة، تزامناً مع تحذير وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور من أن تفجير الرويس «لن يكون الأخير في ظل وجود حملة إرهابية خارجية وسيارات مفخخة دخلت إلى لبنان».

واعتبر منصور أن لبنان دخل دائرة الاستهداف، ورفض ربط ما يحدث بتدخل حزب الله في سوريا، موضحا أن لبنان دخل دائرة الاستهداف قبل دخول الحزب إلى سوريا، وأن ما يقوم به الحزب هناك هو لمنع وصول الأخطر إلى لبنان. وفي إطار المواقف السياسية، دعا رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة القيادات اللبنانية إلى اتباع السياسات التي تحمي لبنان واللبنانيين وتحمي حاضرهم ومستقبلهم ومصالحهم وعيشهم الواحد المشترك في محيطهم العربي. وأكد خلال سلسلة اتصالات أجراها بشخصيات شيعية، سياسية وروحية، أنه في هذه اللحظات ينبغي التحلي بالصبر والحكمة والروية والتعقل والالتزام الحقيقي والثابت بتطبيق سياسة النأي بالنفس والتمسك بمندرجات وبنود إعلان بعبدا بما يحمي لبنان من الشرور المحيطة والمتعاظمة في المنطقة من حولنا. وقال السنيورة، إن «الشهداء الذين سقطوا في هذه الجريمة هم شهداء كل لبنان لأنهم سقطوا بفعل جريمة إرهابية استهدفت المواطنين الأبرياء الذين يقطنون أو صادف وجودهم في منطقة مستهدفة بالإرهاب والشر من أجل بذر بذور الفتنة والانقسام بين اللبنانيين وبين المسلمين»، معتبراً أنه «في زمن هذه المحنة التي تضرب مجتمعنا اللبناني والإسلامي ينبغي التأكيد والتمسك بوحدة اللبنانيين في هذه المرحلة المصيرية الخطيرة التي تمر بها المنطقة ولبنان». وشدد على «أهمية التمسك بقيم العيش المشترك الواحد الإسلامي المسيحي والإسلامي الإسلامي وبالميثاق الوطني.. وبما يجمع اللبنانيين وبضرورة العمل على تعزيز هذه المشتركات والعمل على تعظيمها وليس على تقليصها من خلال إبراز الاختلافات فيما بينهم».