انفجار شاحنة مفخخة في ميناء أم قصر رغم ورود معلومات أمنية

نائب في البرلمان يكشف عن صراع حزبي للسيطرة على الموانئ

TT

في الوقت الذي انفجرت فيه شاحنة بميناء أم قصر، أكبر الموانئ التجارية العراقية، جنوب غربي محافظة البصرة، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح وأضرار بإحدى البواخر الأجنبية، أغلقت القوات الأمنية المحافظة بشكل تام ومنعت وسائل الإعلام كافة من الوصول إلى الميناء تزامنا مع حجز لجميع موظفيه.

الانفجار الذي يعد الأول من نوعه في منشأة حيوية عراقية ذات تحصين كبير، كشف عن مخاوف من تبني ما يعرف بتنظيم (دولة العراق الإسلامية) القاعدة ضرب البنى التحتية للاقتصاد العراقي وخاصة في البصرة، فيما اتهم عضو في التحالف الوطني جهات سياسية في الوقوف وراء التفجير لتغطية عمليات فساد.

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي، لـ«الشرق الأوسط»: إن «شاحنة تحمل لوحات تسجيل (العراق - أربيل) نوع (فالفو) انفجرت قرب الباخرة (بونير) الأجنبية التي كانت راسية في رصيف 17 (رصيف من مجموعة ما يسمى بالأرصفة العشرة)، في ميناء أم قصر جنوب غربي محافظة البصرة، حيث كانت محملة بمادة السكر المجهز لصالح وزارة التجارة العراقية».

وأضاف الساعدي أن «الانفجار أسفر عن إصابة أربعة أشخاص وأضرار مادية»، مبينا أن «القوات الأمنية فتحت تحقيقا لمعرفة كيفية وأسباب دخول الشاحنة وتفجيرها، بعد حجز جميع موظفي الميناء، وعدم السماح لخروجهم حتى استكمال التحقيق».

وأشار إلى أن «التحقيقات الأولية تفيد بأن الحادث كان إرهابيا وقد يقف خلفه تنظيم ما يعرف بـ(دولة العراق الإسلامية) بهدف ضرب البنى التحتية للاقتصاد العراقي وخاصة في البصرة».

إلى ذلك، انتقدت عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية سوزان السعد، الإجراءات الأمنية المطبقة في الميناء رغم ورود معلومات تحذر من استهداف لعدد من المنشآت الحيوية في المحافظة، وقالت: إن «هناك ضعفا في الخطة الموضوعة لحماية المنشآت الحيوية في البصرة، وخاصة أن معلومات استخباراتية تم تقديمها للأجهزة الأمنية قبل أيام تحذر من استهداف ميناء أم قصر وبعض المنافذ الحدودية ولم تؤخذ بعين الاعتبار».

وأضافت أن «الخطر قد يشمل الأنابيب والمنشآت النفطية العراقية في البصرة، إلا أننا لم نشهد من الأجهزة الأمنية أي موقف من تلك المعلومات رغم أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الموانئ العراقية منذ 2003».

من جانبه، قال عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة، جواد البزوني لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك صراعا قويا وكبيرا حول الموانئ العراقية، تديره الأحزاب السياسية في محاولة للسيطرة عليها لغرض التغطية على عمليات الفساد»، مبينا أن «تلك الجهات قد تكون من يقف وراء التفجير وخاصة إذا ثبت أن الحادث ليس عملا إرهابيا من صنع تنظيم القاعدة».

وأضاف أن «هناك بكل تأكيد من سهل دخول تلك الشاحنة إلى الميناء بعد أن تسلم أموالا لذلك، وهذا خير دليل على استشراء الفساد في الموانئ العراقية»، مشيرا إلى أن «البصرة وسمعتها ستتضرر بفعل هذا العمل الأمر الذي سينعكس سالبا على الاقتصاد العراقي».

يذكر أن العراق يمتلك خمسة موانئ تجارية جميعها تقع في محافظة البصرة، وأكبرها ميناء أم قصر الذي تم إنشاؤه في عام 1965، لينشطر إلى ميناءين جنوبي وشمالي في عام 2010. وهو مهيأ لاستقبال مختلف البضائع العامة والحاويات والحبوب والكبريت والمسافرين، حيث تبلغ الطاقة التصميمية لمجموع أرصفة الميناءين الـ(21) أكثر من (8.850 مليون طن سنويا) في حين تبلغ طاقة الخزن أكثر من (614 ألف طن سنويا).