المالكي يدعو إلى تعاون إقليمي في محاربة الإرهاب ويحذر من الاستهداف من دول خارجية

قال إن الوحدة الداخلية في أحسن حال وإن العراق اليوم محترم

TT

في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن القادم ربما يكون أكبر على صعيد الحرب ضد الإرهاب، إلا أنه دعا هذه المرة إلى تعاون إقليمي في مجال مكافحة الإرهاب. وقال المالكي خلال كلمة له في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الشباب لمناسبة اليوم العالمي للشباب إنه «رغم الصعوبات والخلل الذي يمر به البلد وقتل واستنزاف طاقات الدولة استطعنا أن ننهض بواقع النفط لكن الإرهاب يصر على تعطيل الثروات النفطية وهذه المعركة ستبقى طويلة وليس بالضرورة أن نتحدث عن حرب دولية وتشارك بها آلاف الأسلحة».

وأضاف المالكي أن «القرار العربي لا يختزل وخير من يريد أن ينهض عليه أن يعطي إلى الآخرين والمهم الاستثمار في مجال الشباب وإننا لا بد أن نوفر لهم الدعم في تسهيل مهماتهم ونحن عملنا عملا جيدا وسوف نضع رأسمال للاستثمار في مجال الشباب». وأشار إلى أنه «لا يمكن أن نرى شبابنا يذبحون من قبل دعم بعض الدول الخارجية بالتالي الوعي على التحديات تحتاج إلى عمل على أرض الواقع وأن يرتفع الصوت من الشباب والشابات هو رفض الطائفية والتكفيرية لكي نبني وطننا». ولفت المالكي إلى أن «العراقي اليوم يعاني ومن أجل أن ينهض البلد لا بد أن نقدم للشباب كل مستلزمات العيش الكريم ومطلوب منا أن نعمل بجد في توفير الخدمات لكي يكون بلدا محترما». وأردف بالقول إن «العراق اليوم محترم من خلال خروج الاحتلال وخروج العراق من طائلة البند السابع وعاد إلى محيطه العربي وعقد العراق القمة العربية بفضل جهود الخيرين».

وبشأن الأوضاع الداخلية في العراق أكد المالكي أن الوحدة الوطنية في العراق بـ«أحسن حال»، ودعا الشعب العراقي إلى أن «لا يبتئس عندما يرى الغربان الذين رضوا بأن يكونوا مطية لمطامع خارجية»، مخاطبا من اعتبرهم الرافضين لمنطق بناء الدولة العصرية قائلا «إذا استطعتم أن تفجروا قنبلة هنا وصوتية هناك، فلن تستطيعوا الاستمرار إلى النهاية». وأضاف المالكي أن «الأصابع التي أشعلت الفتنة الطائفية في العراق ارتدت عليكم»، مشددا على ضرورة «التفكير مليا وجديا في حماية بلدنا وشعبنا وبأن يكون لدينا موقف عملي وشجاع من مركز الشر». وتابع المالكي بأنه «لدى الشعب العراقي وعي وقدرة على الرد».

وفي وقت أكد فيه القيادي في ائتلاف دولة القانون وأحد مسؤولي وزارة الشباب العراقية عدنان السراج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المالكي أراد الانطلاق هذه المرة من رؤية مزدوجة داخلية وهي أشبه بإطلاق استراتيجية جديدة تخص قطاع الشباب وهو ما سوف نعمل عليه في وزارة الشباب والرياضة المعنية بالأمر بالدرجة الأولى والثانية خارجية وهي أنه لم يعد مقبولا ولا ممكنا أن يبقى الشباب العراقي ضحية دائمة لما يأتينا من اعتداءات وفتاوى تكفير من الخارج».

من جهته، أكد الخبير الأمني الدكتور معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية في العراق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخلل في العراق والذي يسمح باستمرار العمليات الإرهابية داخلي لجهة عدم بناء المؤسسة والمنظومة الأمنية على أسس صحيحة، الأمر الذي يجعلها عرضة دائما للاختراق يضاف إلى ذلك ضعف البنية التحتية لها وكذلك عدم بذل ما يكفي من جهود على صعيد مصالحة وطنية حقيقية». وأشار إلى أن «الحديث عن نقل المعركة إلى الخارج خصوصا للدول أو الجهات التي تتهم بأنها هي من ترعى الإرهاب في العراق أمر لا يزال بعيد المنال بسبب أن المنظومة الأمنية العراقية تعاني الكثير وهو ما يبرر استمرار الهجمات وبنفس الآلية والكيفية وهو ما يعني عدم النهوض بمستلزمات التصدي الصحيح».