اعتقال قيادات إخوانية في معركة «جامع الفتح».. والجماعة تعلن مقتل نجل مرشدها

تبادل إطلاق نار من مئذنة المسجد مع الأمن

جندي مصري يشهر سلاحه لمنع جمهور غاضب من الاعتداء على عناصر الأخوان الخارجين من مسجد الفتح (أ. ف. ب)
TT

اعتقل الأمن المصري 4 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين داخل «جامع الفتح»، في ميدان رمسيس بقلب العاصمة القاهرة، بحسب مصادر أمنية، بعد أن فشلت الجماعة في احتلال الميدان الجمعة الماضي. ودعت الجماعة أنصارها للزحف إلى جامع الفتح لتحرير من بداخله، لكن قوات الجيش والشرطة فرضت حصارا مشددا على الميدان الذي شهد اشتباكات دامية على مدار اليومين الماضيين.

وبينما أعلنت جماعة الإخوان مقتل نجل محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، قالت مصادر أمنية إن سلطات البلاد ألقت القبض أيضا على محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

واحتمت قيادات من جماعة الإخوان في «جامعة الفتح» من أبرزها القيادي الإخواني سعد عمارة رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى المنحل، وتوفيق حجازي شقيق القيادي صفوت حجازي، واثنان آخران لم تكشف مصادر الشرطة عنهما.

وتبادل مسلحون اعتلوا مئذنة جامع الفتح إطلاق النار مع عناصر الجيش والشرطة التي انتشرت في الميدان، وبدا لافتا ازدياد حدة إطلاق النار كلما استسلم أحد المحتمين بالمسجد لقوات الشرطة التي حاصرته.

وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض على عمارة وشقيق حجازي وعدد من المسلحين وإنه تم اقتيادهم إلى مصفحات تابعة للجيش، فيما لم تكشف المصادر عن هوية القياديين الآخرين بعد أن اقتحمت المسجد منذ مساء أول من أمس.

وتحصن في جامع الفتح أيضا العشرات من أنصار الجماعة الذين شاركوا في مظاهرات جمعة الغضب، وأبدوا مقاومة في الخروج من المسجد، رغم دعوات متكررة من قوات الشرطة بتوفير خروج آمن لهم.

وقال المحتمون بالمسجد إنهم يخشون القبض عليهم حال خروجهم، مؤكدين أنهم لا يحملون أسلحة، وأن مدخلي المئذنة تحت سيطرة الجيش والشرطة، لكن شهود عيان أكدوا إطلاق النار من أعلى المئذنة باتجاه عناصر الجيش والشرطة.

ووجدت عناصر الجيش والشرطة صعوبة بالغة في تأمين عدد من المعتصمين داخل المسجد من غضب أهالي منطقة رمسيس وغمرة أثناء خروجهم، ما يعكس حجم الغضب الشعبي المتزايد تجاه جماعة الإخوان التي تتهمها السلطات بتنفيذ مخطط إرهابي لإسقاط الدولة.

من جانبه، قال العقيد أحمد محمد علي، المتحدث العسكري الرسمي، في بيان له أمس، إنه «في ضوء ما تم تداوله من أكاذيب وادعاءات باطلة لبعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين على قناة (الجزيرة)، بشأن الأحداث الجارية بمسجد (الفتح) في محيط ميدان رمسيس، فإننا نؤكد أن المهمة الرئيسية لعناصر الجيش في محيط المسجد تتركز على توفير مسارات خروج آمن للمتواجدين داخله».

وأكد على أن عناصر ممن وصفها بـ«جماعات العنف المسلح» قامت بإطلاق النيران الحية بكثافة على قوات الجيش والشرطة الموجودة بالمكان من داخل المسجد ومن أعلى المئذنة، مشيرا إلى أن قوات الشرطة المدنية تعاملت معها.

وأهاب علي بجموع المواطنين المصريين عدم الاعتداد بما يتم تداوله على بعض وسائل الإعلام التي قال إنها «تتعمد تزييف الحقائق وتبديلها لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة».

وفض عناصر الجيش والشرطة الأربعاء الماضي اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية (شرق القاهرة) ونهضة مصر (غرب بالجيزة) استمرا لما يزيد على شهر ونصف الشهر، احتجاجا على عزل قادة الجيش مرسي في يوليو (تموز) الماضي، تحت الضغط الشعبي.

ودعت جماعة الإخوان وعدد من القوى المتحالفة معها إلى يوم غضب الجمعة الماضي. وقالت قيادات إخوانية بارزة لـ«الشرق الأوسط» إنها تتوقع حسم الموقف خلال تلك المظاهرات، لكن عشرات الآلاف من أنصار «الإخوان» دخلوا فيما وصفه مراقبون بـ«حرب شوارع» مع قوات الجيش والشرطة وأهالي عدة مناطق شعبية في القاهرة والمحافظات التي شهدت هدوءا حذرا أمس.

وقالت وزارة الداخلية أمس إن السلطات اعتقلت 1004 من عناصر «الإخوان» خلال المواجهات المسلحة التي جرت الجمعة الماضي، وسقط خلالها 700 قتيل، بحسب مصادر وزارة الصحة المصرية.

من جهته، أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان مقتل ابن المرشد العام للجماعة خلال مظاهرات «يوم الغضب». وقال الحزب إن عمار بديع (38 عاما) لقي حتفه من إصابة برصاصة أثناء مشاركته في الاحتجاجات بميدان رمسيس.

تأتي وفاة ابن المرشد العام بعد مقتل ابنة القيادي الكبير في الجماعة محمد البلتاجي في أحداث صاحبت عملية فض اعتصام لأنصار «الإخوان» في رابعة العدوية، وهو أمر قد يغذي مشاعر الغضب لدى أنصار الجماعة التي تعتبر عزل مرسي بمثابة «انقلاب عسكري».

وتعهدت الجماعة بتنظيم مظاهرات يومية خلال الأسبوع الجاري فيما أطلقوا عليه «أسبوع الرحيل» في إشارة إلى رحيل القيادة السياسية الجديدة للبلاد، لكن بدا أن الدعوة لم تلق تجاوبا من أنصار الجماعة المرهقين، لكن مراقبين توقعوا ألا تستسلم بسهولة الجماعة الأكثر تنظيما في البلاد.

وتعاملت سلطات البلاد مع جماعة الإخوان منذ عقود باعتبارها جماعة محظورة، وفي أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، أسست الجماعة حزبا سياسيا، وقالت إنها قننت وضعها، لكن مطالبات سياسية تتزايد في القاهرة حاليا لتصنيفها كـ«جماعة إرهابية».