حزب الله يستعجل تأليف الحكومة لتخفيف الاحتقان

دعا البيئة الحاضنة للإرهابيين إلى طردهم

TT

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن «تبادل التهم حول المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع في لبنان لا يفيد». وأعرب عن اعتقاده بأن «بداية الحل تكون في الإسراع بتشكيل حكومة جامعة، على أن يلي ذلك استئناف الحوار الوطني حيال كل الملفات من دون شروط مسبقة»، في وقت حذر رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد من أن «تضييع الوقت وعدم تشكيل الحكومة من شأنه أن يزيد من الاحتقان والاشتباك النفسي والسياسي بين الناس بلا جدوى».

وقال ميقاتي من طرابلس، خلال استقباله عدد من فاعليات المدينة وأهاليها، إن «التأزم والاصطفاف السياسي، بالتزامن مع شلل المؤسسات الدستورية، بلغ حدا خطيرا جدا يستدعي من جميع القيادات وقفة ضمير والعودة إلى الحوار الذي لا بديل منه لتمرير هذه المرحلة الإقليمية الصعبة». وسأل ميقاتي: «أين المصلحة اللبنانية في زج أنفسنا في الصراعات الإقليمية أو الرهان على متغيرات إقليمية لا تبدو ملامحها ظاهرة في الأفق الراهن ولن تكون في مطلق الأحوال لمصلحتنا؟ أليس الأفضل لنا نحن اللبنانيين أن نعود إلى انتهاج سياسة النأي بالنفس ونبعد الشرور الخارجية عن وطننا وننكب على معالجة قضايانا الداخلية الشائكة وفي مقدمتها القضايا الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وأيضا ملف النازحين السوريين، وهو من أخطر الملفات راهنا؟». وجدد نواب حزب الله وقياديوه أمس دعوة مناصريهم إلى رفض الفتنة، ودعوة الفرقاء السياسيين في المقابل إلى السير بتشكيل حكومة وطنية. واعتبر رعد في هذا السياق أن «السبيل الوحيد لتشكيل الحكومة المناسبة التي يمكن أن تنهض بمسؤولية منع الفراغ في هذه اللحظة الحساسة والدقيقة التي يمر بها لبنان، هو سبيل الوحدة الوطنية أو الإجماع الوطني أو التكامل الوطني حين تصطف كل القوى السياسية الوازنة، التي لها تمثيل حقيقي وجدي ولو بالمجلس النيابي بهذه الفترة من أجل أن تكون هناك حكومة وطنية جامعة تستطيع أن تعبر بلبنان من خانة الأزمة والاحتقان، إلى خانة التفكير والبحث عن حلول واقعية وجدية تتناسب مع الإمكانات الموجودة في البلد».

من ناحيته، دعا رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله محمد يزبك الناس في بعلبك والبقاع وكل لبنان إلى أن يكونوا العين الساهرة للمحافظة على الأمن وألا يسمحوا لخفافيش الليل بإحداث فتنة هنا أو هناك، لا خوفا من موت بل لقطع دابر الفتنة. وطالب البيئة التي تحتضن المجرمين الذين قاموا بالمجازر وباتوا معروفين إلى أن تلفظهم كي نعيش معا، محذرا من أن «حقنا لا يضيع، فإسرائيل نلاحقها وننتقم منها مهما كانت الأدوات وأينما كانت هذه الأدوات». وسأل يزبك: «ما المقصود بهذه التفجيرات؟ أليس من أجل قتل أكبر عدد من الأبرياء؟ ولمصلحة من؟ أليس من أجل أن يشفوا غليل إسرائيل؟».

في السياق ذاته، نبه النائب في كتلة حزب الله علي فياض من «خطورة تحويل لبنان إلى عراق آخر في الوقت الذي يمر به وطننا في مرحلة خطرة وحساسة»، وقال إنه «على كل القوى التعاطي بأعلى درجات المسؤولية»، منتقدا «من يصر على إشاعة مناخات الفتنة واستهداف المقاومة ومجتمع المقاومة والاستقرار في لبنان».

في المقابل، رأى النائب في كتلة «المستقبل» جمال الجراح أن «حزب الله استورد النار المشتعلة بمفرده، عندما ذهب إلى القتال في سوريا»، لافتا إلى أن «الاستنكار لا يكفي لجريمة بهذه الخطورة (الرويس)، والمطلوب هو العمل على منع أن يتكرر ما حصل في إي منطقة في لبنان». وقال: «نحن استوردنا هذه النار المشتعلة في سوريا بسبب مواقف وأداء معين من حزب الله عبر مشاركته بالقتال إلى جانب النظام السوري ضد الشعب السوري».