لغز صحة طالباني لا يزال غامضا وحكومة كردستان تنفي وفاته

مطالبات بإعلان رسمي بشأن الوضع الصحي للرئيس العراقي

TT

في ظل عدم ورود أي إشارات موثقة وصريحة حول صحة الرئيس العراقي جلال طالباني، الموجود منذ أكثر من ثمانية أشهر بأحد المستشفيات الألمانية، لتلقي العلاج من جلطة في المخ، أثيرت أخيرا كثير من الشكوك والتكهنات حول بقائه على قيد الحياة بعد مرحلة، الإغماء التي دخل على إثرها المستشفى.

فالتصريحات الرسمية التي تقتصر على طبيبه الخاص الدكتور نجم الدين كريم عضو المكتب السياسي لحزبه الاتحاد الوطني باتت لا تقنع الكثيرين من أنصاره ولا تقطع الشك باليقين، حيث لم يصدر حتى الآن نقل صورة حية أو مقطع فيديو من المستشفى يظهر وجود طالباني في وضع يطمئن على وضعه.

ومما يعزز الشكوك هو قيام بعض قيادات الاتحاد الوطني بإقحام اسمه بعدد من الصفقات السياسية التي أبرمتها أخيرا مع الأطراف السياسية الأخرى، للإيحاء بوجوده سياسيا. وهذا ما استنكره نائبه الدكتور برهم صالح في آخر تصريح له لـ«الشرق الأوسط» معربا عن اعتقاده «بأن إقحام اسم طالباني ببعض المسائل السياسية أمر غير مقبول ويثير قلق المخلصين له».

ويعتقد الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين، أن هناك مصلحة لدى بعض قيادات الاتحاد الوطني من إخفاء حقيقة وضع الرئيس العراقي، «وإلا فإن طالباني هو رئيس دولة ينبغي أن تكون هناك شفافية واضحة بإعلان وضعه الصحي». لذلك وفي غياب تلك الشفافية تجد وسائل الإعلام مادة غنية لتسريب بعض المعلومات المتعلقة بالوضع الصحي لطالباني، آخرها، تقرير نشر بصحيفة «بزاف» الكردية المحلية التي نقلت على لسان رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني أن الرئيس طالباني توفي. ولكن السكرتير الإعلامي لبارزاني سارع بنفي الخبر عبر تصريح رسمي. حيث أكد سامي أركوشي السكرتير الإعلامي لرئيس الحكومة أنه لا أساس مطلقا لهذا الخبر، وأن رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني لم يصرح أبدا بمثل هذا التصريح لأي وسيلة إعلامية.

في غضون ذلك عاد الدكتور نجم الدين كريم إلى طمأنة الشعب الكردي، بأن صحة الرئيس طالباني جيدة جدا، وأنه بدأ يتعامل مع المحيطين به بشكل طبيعي. وأشار كريم في أحدث تصريحاته إلى أن «الرئيس طالباني أصيب الأسبوع الماضي بالتهاب في المجاري البولية، اضطر إلى نقله من مقر نقاهته إلى المستشفى على الفور لتلقي العلاجات، وأنه استجاب للعلاجات المقدمة إليه، وأن صحته تتحسن ولم يعد بحاجة إلى أجهزة داعمة لكي يتمكن من العيش».

وفي سياق متصل أكد الدكتور برهم صالح نائب طالباني الحزبي أن «الاتحاد الوطني الكردستاني ملتزم بالسياسة والنهج التي وضعها الرئيس (مام جلال) في التعامل مع الأطراف السياسية العراقية دون تمييز، لإنجاح المصالحة الوطنية وتطوير العملية السياسية والديمقراطية في العراق. جاء ذلك أثناء لقاء صالح بوفد من الحزب الإسلامي العراقي، ضم كلا من الدكتور عمر عزيز محافظ ديالى، وحمدي حسون نائب الأمين العام للحزب الإسلامي والدكتور رشيد عزاوي عضو المكتب السياسي والدكتور سليم الجبوري. وشدد الجانبان على أهمية دور الرئيس طالباني في حفظ التوازن السياسي ومعالجة المشكلات والتقريب بين المكونات العراقية المختلفة، وأكدا على ضرورة السعي لمعالجة المشكلات والعمل المشترك والتقارب بين الأطراف السياسية لإنجاح العملية السياسية، بالإضافة إلى بحث المخاطر الداخلية والخارجية التي تواجه العملية السياسية.