رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة: التغطية الدولية لأحداث مصر غير متوازنة

«فيندفور» تعرض لمحاولة اغتيال أعلى كوبري «15 مايو» بالعاصمة

TT

تعرض رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة، فولكهارد فيندفور، لمحاولة اغتيال حينما استهدفه ملثم مسلح أمس، بإطلاق الرصاص عليه، في وقت شن فيه انتقادات شديدة اللهجة للتغطية الإعلامية الغربية للأوضاع في مصر. بينما قال معتز صلاح الدين عضو جمعية المراسلين الأجانب بمصر لـ«الشرق الأوسط» إن هذا أمر مرفوض وجميع المراسلين المصريين والأجانب يستنكرون هذا السلوك ويرفضون لغة الرصاص لأي إنسان سواء مصري أو أجنبي، مشيرا إلى أن رئيس الجمعية له مكانة كبيرة لدى جميع المصريين، ويمارس عمله بموضوعية شديدة منذ أكثر من 20 عاما في مصر.

وقال فيندفور في بيان له أمس، إنه نجا بأعجوبة «من رصاص قناص صوب سلاحه نحوي على كوبري 15 مايو (كوبري رئيس في العاصمة يربط بين القاهرة والجيزة)»، حيث كان في الطريق إلى مقهى بحي الزمالك لمقابلة بعض الأصدقاء. وفي إشارة منه إلى تورط عناصر غير شرطية في العنف، وأنه «في هذه المرة أيضا لم يطلق الرصاص رجل من قوات الأمن، وكان هنالك عدد من المواطنين العاديين الذين شهدوا هذا الواقعة».

ومن جانبه قال هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «النقابة تدين الاعتداء على أي صحافي سواء مصري أو أجنبي، يمارس عمله المكلف به»، مضيفا أن «ما حدث لرئيس جمعية المراسلين الأجانب فولكهارد فيندفور، عمل همجي غير مسؤول يريد تصوير رسالة للغرب أن الأوضاع في مصر سيئة».

وتشهد القاهرة ومحافظات مصر، موجة من العنف في الشارع تستهدف مواطنين ومنشآت حيوية، منذ فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميداني رابعة العدوية (شرق العاصمة) والنهضة (غرب) الأربعاء الماضي.

من جهته، أعرب رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة، عن شعوره بـ«خيبة الأمل الشديدة» جراء ما وصفه بـ«التغطية الصحافية الأجنبية الناقصة وغير المتوازنة للحرب التي يشنها المتظاهرون على الدولة المصرية»، مؤكدا أن الكثير من الصحافيين قتلوا عمدا من قبل أطراف تطلق على نفسها «متظاهرون سلميون».

وقال رئيس جمعية المراسلين الأجانب في بيان له أمس: «أعزائي أعضاء جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة، بعيدا عن أي انحياز في الأزمة الداخلية المصرية الحالية، أرى أنه من واجبنا تنبيه أعضائنا إلى تزايد الأخطار التي تهددنا في أداء عملنا الصحافي وحتى في حياتنا، فللأسف لقي بعض الزملاء مصرعهم بالفعل، وهم لم يقعوا ضحيةَ لوضع فوضوي أو لتبادل إطلاق نار عشوائي، وليس من رجال شرطة أو جنود من القوات المسلحة، بل قُتلوا عن عمد من طرف الذين يطلقون على أنفسهم متظاهرين سلميين».

وأوضح أن ما يفعله هؤلاء المتظاهرون (في إشارة لأنصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول) يمثل أفعالا شنيعة، فهم يهاجمون الناس بعشوائية، ولا يتورعون عن الاعتداء على دولتهم والمباني العامة وعدد متزايد من الكنائس ومنازل ومحلات الأقباط.

وأضاف فولكهارد فيندفور رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة: «ليس من مهام وظيفتي كرئيس المراسلين الأجانب بالقاهرة أن أزعجكم بتحليلاتي السياسية، غير أن ضميري المهني والأخلاقي يمليان علي أن أعبر عن شعوري بخيبة أمل شديدة فيما يخص التغطية الصحافية الناقصة وغير المتوازنة للحرب التي يشنها من يطلقون على أنفسهم (المتظاهرون) على الدولة التي تستضيفنا.. ولكن لم يفت الأوان بعد».