الأزهر يدعو المصريين لفتح باب التصالح ويناشد «الإخوان» الجنوح للسلم

مصدر بالمشيخة لـ«الشرق الأوسط»: اتصالات بجهات سيادية للم الشمل

TT

دخل الأزهر الشريف بقوة على خط الأزمة التي تشهدها مصر، ودعا المصريين من مختلف التيارات والقوى الحزبية إلى فتح باب التصالح والتعاون من أجل وحدة أبناء الوطن واستقراره وآمنه. ووجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر كلمة متلفزة الليلة قبل الماضية على التلفزيون الرسمي، دعا فيها جماعة الإخوان المسلمين بأن يجنحوا للسلم وأن يجلسوا على مائدة الحل السلمي، لأن الشرعية لن تعود بالدم.

وعلى الرغم من أن بعض القوى السياسية قللت من شأن موقف الأزهر من الأحداث التي تشهدها البلاد وترويع الآمنين في الشوارع والميادين من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن شيخ الأزهر واصل أمس اتصالاته بالقوى السياسية للبحث عن مخرج للانسداد السياسي الذي تشهده البلاد. وكشف مصدر مطلع داخل مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» أمس عن «اتصالات بجهات سيادية وقوى مدنية مؤثرة للم الشمل من جديد والجلوس على مائدة الحوار والتفاوض تحت مظلة الأزهر». وأضاف المصدر أن «كلمة شيخ الأزهر أول من أمس هي الثالثة التي يوجهها للأمة منذ اندلاع الأحداث وبدء عملية إخلاء ميداني رابعة العدوية والنهضة الأربعاء الماضي من أنصار الرئيس المعزول والمنتمين لجماعة الإخوان».

من جانبه، قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري، إن «كلمة شيخ الأزهر رسالة عظيمة، وجاءت نموذجا للقوة الناعمة للإسلام والوظيفة الحضارية للدولة المصرية».

وأثنى حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، والقيادي بجبهة الإنقاذ، على مبادرة شيخ الأزهر والتي دعا فيها إلى المصالحة الوطنية بين كل القوى السياسية، قائلا أمس، خطوة لنبذ العنف. واستصرخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، القوات المسلحة ورجال الأمن، الحفاظ على أرواح المسالمين من المتظاهرين والتحلي بالصبر خلال انفعال بعض المتظاهرين، وتوخي الحذر والدقة في نشر الأمن، والتفريق بين من يتظاهر سلميا ومن يقوم بالعنف، مشددا على أن هيبة الدولة والقانون هما صماما الحفاظ على أمن الوطن والمواطن ولا يجب تجاوزهما.

وحذر شيخ الأزهر، من أن الوطن يمر بظروف عصيبة وفتنة يقوم عليها أنظمة أجنبية ويتورط فيها أياد داخلية مضللة مما يستوجب توحد المصريين جميعا، مبينا أن الاختلاف سنة وعلى الجميع التصالح والتعاون لاستقرار وطنهم.

ووجه الطيب رسالة للإخوان المسلمين ومن معهم، قال فيها: «إن مشاهد العنف لن تكسب استحقاقا لأحد، والشرعية لا تكتسب بدماء تسيل ولا بفوضى تنتشر في البلاد والعباد، ونحن على ثقة كبيرة في أنه لا تزال هناك فرصة، ولا يزال هناك أمل ومتسع للكثيرين منكم ممن لم يثبت تحريضه على العنف والتخريب أن يجنح إلى السلم، وأن يتداعى إلى الجلوس على مائدة الحل السلمي». كما وجه رسالة إلى مسيحي مصر، أكد فيها «أن الأزهر لا يدخر جهدا في التأكيد على حرمة كنائسكم، ودور عباداتكم».

إلى ذلك، قررت دار الإفتاء المصرية أمس، ترجمة كل البيانات التي تصدر عنها بخصوص الأزمة الحالية بسبع لغات، لتوضيح ما يجرى في مصر من أحداث للعالم الغربي. وأكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر، قائلا «إننا أصبحنا في حاجة ماسة إلى التواصل بشكل أكبر مع الإعلام الغربي من أجل توضيح الصورة الصحيحة للأوضاع»، مشيرا إلى أن مصر تتعرض لتشويه كبير في وسائل الإعلام الغربية.