الأردن يعلن استعداده لحرب كيماوية تُشن من الأراضي السورية

النسور أشار إلى مساعدات تقدمها واشنطن.. بينها طائرات استطلاع طلبتها عمان لحماية الحدود

عبد الله النسور
TT

قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن بلاده مستعدة لحرب كيماوية محتملة قادمة من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية لبلاده في هذا الصدد، من بينها طائرات استطلاع طلبتها عمان لحماية الحدود والشعب ومخيم الزعتري على الحدود مع سوريا.

وأوضح النسور في مؤتمر صحافي عقده في دار الرئاسة أمس أن احتمالات الحرب الكيماوية في سوريا قائمة دون أن يستبعد احتمالات وصولها إلى الأراضي الأردنية. وتجيء هذه الخطوة بعد يوم واحد من وصول فريق من مفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية إلى دمشق للتحقيق في الاتهامات باستخدام هذا النوع من الأسلحة في النزاع المستمر لأكثر من عامين. وقال رئيس الوزراء الأردني: «صرحنا علنا وقلنا إن لدينا احتمالات حروب كيماوية، ولم نقل حروب كيماوية ممن، فأنتم تعرفون أن فريقا من الأمم المتحدة وصل (أول من) أمس (الأحد) إلى سوريا». وأضاف: «يبدو أن هناك كيماويا، وإذا كان هناك كيماوي سواء عند هذا الطرف أو ذاك فيجب أن نخاف منه، ومن واجبنا أن نحمي شعبنا، ومن واجبنا أن نحمي قرانا الحدودية، وخصوصا مخيم الزعتري حيث يقيم 130 ألف (لاجئ سوري)»، مشيرا إلى أنه «إذا ما رماهم أحد بالكيماوي فإن هذه ستصبح جريمة العصر». وتابع: «أنا لم أقل من أي طرف سواء من المعارضة أو من الدولة السورية، لكن ما دامت الأمم المتحدة تحقق في الموضوع فمن واجبي أن أفترض أنه موجود وأن آخذ الاحتياطات». وأوضح النسور أن «الطواقم الأميركية تساعد (الأردن) في هذا الموضوع، تدرب وتساعد في كيفية إعطاء الإسعافات لا قدر الله إن صار شيء».

وأكد أن «الأردن ليس فيه قاعدة (عسكرية) لأحد.. الذي يأتي يأتي إلينا بإرادتنا ويبقى عندنا بإرادتنا»، مشيرا إلى أنه «ما دامت الحرب في سوريا موجودة فنحن بحاجة إلى هذا السند الفني».

وشدد النسور على أن طائرات الاستطلاع التي طلبها الأردن هدفها حماية الحدود الأردنية والشعب الأردني من أية أخطار، وحماية مخيم الزعتري الذي يقطن فيه ما يزيد على الـ165 ألف لاجئ سوري ويبعد 19 كيلومترا عن الحدود الأردنية السورية. وأكد أن علاقة بلاده مع المعارضة السورية نابعة من موقف المجموعة العربية، «لا تزيد مترا ولا تنقص شبرا»، موضحا أن علاقة الأردن بسوريا والقائمة على التاريخ والجغرافيا والنسب والدم تحتم على الأردن أن يتعامل مع الأزمة ليس كحقل ألغام وإنما كحقل قنابل ذرية، ما يجبر المملكة على أن تقيس موقفها قياسا دقيقا. ولفت إلى أن «الأردن ومنذ اندلاع الأزمة لم يقم بأي موقف يندم عليه، والعالم كله يشهد لهذا الموقف».

وفي الشأن المصري أكد النسور أن موقف الأردن المؤيد للسلطات المصرية «سند للدولة المصرية». وقال إن سياسة الأردن من الأزمة المصرية تستهدف تقوية مصر وحفظها من التقسيم إلى كانتونات، وحتى لا تصبح بمفهوم الدولة الحديثة الدولة الفاشلة». وقال النسور: «إذا راحت مصر راح جيشها»، مشددا النسور على القول: «لن نتساهل بالسماح بانهيار مصر الدولة، وموقفنا نحن مع الدولة المصرية».

وفي الشأن المحلي أكد النسور عدم استطاعة حكومته إعادة النظر بقانون البلديات وانتخاباتها، والتي ستجري في السابع والعشرين من الشهر الحالي. وعد الإقبال على الانتخابات عملا وطنيا، مؤكدا أن ممارسة الديمقراطية مقياس للوطنية. وشدد رئيس الحكومة الأردنية على أن الانتخابات البلدية ستكون نزيهة، متسائلا: «ما مصلحتنا في إنجاح أحد وخسارة آخرين؟». وقال إن كل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ستعمل على ضمان نزاهة الانتخابات.

وأعلن النسور أن حكومته ستقيم مدينة صناعية في كل محافظة (12 مدينة صناعية)، كما كشف عن نية حكومته إقامة بنك تمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وحول التعديل على حكومته قال النسور إن «الملك لم يعطني موعدا محددا للتعديل» الذي سيجريه على حكومته. وكشف أنه لم يتمكن من إشراك نواب بالتعديل، متمنيا أن تصل بلاده إلى مرحلة الحكومات البرلمانية التي يكون فيها رئيس الوزراء والوزراء من رحم مجلس النواب.