الائتلاف السوري ينتخب رئيسا للحكومة الشهر المقبل.. وأحمد طعمة المرشح الوحيد

المعارضة تنفي خبر إقفال مكتب القاهرة

TT

تعقد الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري اجتماعا دوريا لها في إسطنبول لمناقشة الوضع السياسي العام ولا سيما ملف «مؤتمر جنيف» والتطورات الميدانية على الأرض في ظل عدم تنفيذ أغلب الدول التزاماتها لجهة تقديم المساعدات الإنسانية واللوجيستية والعسكرية، وفق ما أكده عضو المجلس الوطني والائتلاف المعارض أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، نافيا في الوقت عينه ما تردد عن نقل المكتب الرئيس للائتلاف الوطني من مصر إلى تركيا، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية.

وأوضح رمضان أن الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والمؤلفة من 19 عضوا، ستعقد اجتماعا لها في الثامن من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل يتم خلاله مناقشة مواضيع عدة منها إنشاء «الجيش الوطني» الذي سبق لرئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا أن أعلن عنه، إضافة إلى تقديم توصية بأسماء المرشحين إلى رئاسة الحكومة الانتقالية وسيحدد خلاله موعد لاجتماع الهيئة العامة، من المرجح أن يكون منتصف الشهر نفسه.

ولفت رمضان إلى أن «الدكتور أحمد طعمة هو المرشح الوحيد والأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة، خلفا للرئيس المستقيل غسان هيتو»، مشيرا إلى أنه «قدم الأسبوع الماضي خلال اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف رؤيته المستقبلية للحكومة في حال تم تكليفه من الهيئة العامة». وأوضح أن طعمة «الذي يشغل منصب أمين سر المجلس الوطني كان له تاريخ نضالي طويل وهو من مؤسسي «إعلان دمشق» الذي وقع عام 2005 ضد النظام السوري، كما يتمتع بعلاقات جيدة مع كل القوى السياسية وشخصية مقبولة من الجميع، ومن المتوقع أن يتم تكليفه في الاجتماع المقبل للهيئة العامة المتوقع انعقاده في منتصف سبتمبر المقبل.

وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني قد كلفت غسان هيتو في مارس (آذار) الماضي، رئيسا للحكومة المؤقتة لإدارة شؤون البلاد في المناطق السورية المحررة، بعد حصوله على 35 صوتا من أصل 53 عضوا، الأمر الذي أدى بعدها إلى تجميد 12 شخصا عضويتهم في الائتلاف احتجاجا على عملية التصويت والطريقة التي اعتمدت لانتخابه. لكن بعد أربعة أشهر على الانتخابات، وقبل تشكيله الحكومة، اعتذر هيتو عن متابعة مهامه بصفته رئيسا مكلفا، حرصا منه على «المصلحة العامة للثورة السورية وعلى توفير كل أسباب الوحدة في أوساط المعارضة بشكل عام، وتحديدا في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، وفق ما ذكره في بيان مقتضب أصدره إثر استقالته.

وتداولت مواقع إخبارية أمس أنباء عن نية الائتلاف إقفال مكتبه في مصر أو نقله إلى تركيا، لكن رمضان نفى صحة هذه الأنباء، وقال إنه «لدى الائتلاف مكتب في إسطنبول والقاهرة، وبالتالي لا حاجة لنا لنقله من مكان إلى آخر، بل على العكس من ذلك، نعتبر أن وجودنا في مصر ضروري في ظل المستجدات الأخيرة». ورأى رمضان أن «تأثير الأحداث في مصر ينعكس بشكل أكبر على المواطنين السوريين، وقد قام الائتلاف بدعوتهم إلى عدم التدخل والابتعاد عن مواقع الأزمات، وبالتالي نجد ضرورة في استمرار عملنا في مصر حيث يشكل مكتبنا هناك نقطة تواصل مهمة بين الائتلاف والحكومة المصرية».

وكانت «قناة العالم الإيرانية» وبعض المواقع الإلكترونية الموالية للنظام السوري قد نقلت تصريحات نسبتها لخالد خوجا، ممثل ائتلاف المعارضة السورية في تركيا، ويؤكد فيها أن الائتلاف بصدد نقل مقره من مصر إلى تركيا بسبب تأثير التطورات الأخيرة في مصر الذي وصفه بـ«السلبي» على الوضع في سوريا. وقالت القناة نفسها إن الخوجا صرح لصحيفة «حريت» التركية أن عزل محمد مرسي قد أثر سلبيا على الوضع في سوريا، حيث يجري «تقييد نشاط المعارضة السورية في مصر، وتغادر الشخصيات المعارضة البلاد». وكان عدد من المعارضين السوريين قد أفاد في وقت سابق عن تعرض السوريين لضغوط سياسية وأمنية في مصر عقب عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

من ناحيته، نفى رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، المقيم في مصر، هيثم المالح أن «يكون هناك أي اتجاه لنقل مقر الائتلاف من مصر إلى تركيا»، مشيرا إلى أن «خوجا هو ممثل الائتلاف في تركيا وليس متحدثا رسميا باسم الائتلاف ليعلن أن الائتلاف بصدد نقل مقره من مصر».