جدل حول وجود محمود عزت في غزة

الحركة الإسلامية في القطاع تنفي وتبدي تعاطفا

TT

ترددت على مدار ساعات، أمس، أنباء تشير إلى وجود محمود عزت، الذي ورد اسمه كقائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان المسلمين مؤقتا، في قطاع غزة، بينما قالت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط» إنه لا صحة لوجود قيادات من الإخوان المسلمين من مصر داخل القطاع، وإن كل ما يُنشر في هذا السياق يهدف إلى الإضرار بالقطاع وضرب علاقة الحركة بمصر، وأضافت المصادر أن «هذا جزء من سلسلة أخبار غير صحيحة».

وكانت المصادر ترد على تسريبات حول وجود عزت في غزة، خاصة بعد تأكيد مصادر مطلعة، وعلى صلة بـ«الإخوان» في مصر، أن عزت خرج من مصر منذ فترة، تحسبا لتوقيفه، بعد بدء عملية الملاحقات الواسعة لقيادات إخوانية أخرى.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن خروج عزت من مصر كان وفقا لخطة طوارئ، يتم العمل بها في حال اعتقال المرشد الأصلي (بديع)، خاصة أن رشاد البيومي، عضو مكتب الإرشاد الذي كان الأقرب لقيادة الجماعة بصورة مؤقتة، تم القبض عليه في وقت سابق أيضا.

وأشارت مصادر إخبارية إلى وجود عزت في غزة برفقة عدد من قيادات «الإخوان».. ولم ترد حركة حماس فورا ومباشرة على تلك التسريبات، لكنها هاجمت (مرة ثانية) إقحامها في الأزمة المصرية.

وأدانت حماس، وبشدة، ما سمته «استمرار تلك الأصوات المشبوهة التي تسعى بشكل مقصود للزج باسم الحركة والشعب الفلسطيني في الأحداث الجارية بمصر، بقصد التشويه والتحريض»، مضيفة أن «الوقائع والأدلة أثبتت براءة الشعب الفلسطيني من كل هذه الأكاذيب والفبركات». وتمنت حماس لمصر الأمن والاستقرار، وأن يجنبها الله شر هذه الفتنة، لتظل البيت العربي الكبير الداعم للقضايا العربية والقضية الفلسطينية.

ونفى نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أي تدخل فلسطيني في مصر أو سيناء أو رفح المصرية، مستنكرا الهجمة الإعلامية المصرية التي تهدف إلى زج اسم قطاع غزة في الأحداث والاشتباكات التي تجري في سيناء. واعتبر هنية أن هذه السياسات الإعلامية تأتي لتبرير أي سياسات مستقبلية تستهدف قطاع غزة والمقاومة، مطالبا كل العقلاء والحكماء في داخل مصر وخارجها لوضع حد لهذه الحملة.

ومع ذلك، بدا موقف حماس المتعاطف مع «الإخوان» أقوى من أي وقت. وطير هنية تحية خاصة للمرشد المعتقل في مصر، بينما نشر المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، صورة لبديع على صفحته بموقع «فيس بوك»، وكتب تحتها: «إذا الظلم أفقدنا مرشدا فأنعم بالقرآن مرشدا».

وكانت بوادر خبر هروب عزت إلى غزة نشرت الشهر الماضي عبر موقع إسرائيلي، يدعى «تيك دبيكا»، وهو موقع معروف بقربه للاستخبارات الإسرائيلية، بحسب ما يقول القائمون عليه. وكتب الموقع عن هروب مجموعة من قيادات الإخوان المسلمين في مصر إلى غزة، وعلى رأسهم نائب المرشد العام محمود عزت، معتبرا أنه الرجل الأقوى في التنظيم.

وقال الموقع إن «بديع هو الزعيم العلني والمعروف، ولكن الذي يحدد سياسات الإخوان وخطواتهم المقبلة خلف الكواليس، هو الرجل المعروف بلقب (مستر إكس)، وهو محمود عزت، الرجل الأول في الجماعة.. والموجود حاليا تحت حماية حماس في غزة». وأضاف أنه «طبقا لمصادر استخباراتية غربية، فإن الحركة لم تفكك أبدا تنظيمها شبه العسكري السري، الذي بنته تحت الأرض، ولقد اعتادت القيادات الخفية للجماعة، أن تلعب من وراء ستار عبر سياسيين معروفين تابعين لها طوال حكم الثلاثة رؤساء الذين حكموا مصر، قبل أن تتولى الجماعة الحكم».

وتابع أن «الجماعة وقفت مستعدة للتدخل طوال الوقت، إذا ما تم إرسال قادة حزب الحرية والعدالة التابع للسجن مجددا. وعليه، فإن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، لم يكن سوى واجهة مطيعة لزعيم الجماعة الحقيقي محمود عزت».

وأردف الموقع أن «عزت، الذي يمسك بزمام الأمور بحزم، يدير الأمور في سيناء والقاهرة من فندق تحت إشراف قادة حركة حماس». وردت حماس آنذاك على لسان برهوم قائلة إن ذلك «يندرج ضمن قائمة الدعاية والتحريض ضد قطاع غزة وحركة حماس، التي تقودها بعض وسائل الإعلام المصرية والإسرائيلية والفلسطينية التابعة لحركة فتح»، مضيفا أن «حملة التحريض المشتركة ضد قطاع غزة خطة ممنهجة تهدف لزج حركة حماس في الشؤون المصرية الداخلية».