البيت الأبيض: ما يقال عن وقف المساعدات لمصر غير دقيق

أدان تصريحات أردوغان حول دور إسرائيل في الأحداث

TT

قال متحدث باسم البيت الأبيض أمس إن التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن الولايات المتحدة خفضت المساعدات لمصر، غير دقيقة، مضيفا أن إدارة الرئيس باراك أوباما ما زالت تراجع خياراتها.

وقال المتحدث جوش إرنست للصحافيين: «هذه المراجعة لم تنته.. والتقارير المنشورة التي تفيد بعكس ذلك، وأن المساعدة لمصر خفضت، غير دقيقة»، مؤكدا أن «القرارات حول المعونات والمساعدات هي نوع من القضايا التي يتم تقييمها على أساس يومي، ولا توجد قرارات محددة تم اتخاذها عند هذه النقطة».

كما قال إيرنست إن الولايات المتحدة تدين تعليقات رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، التي اتهم فيها إسرائيل بأن لها دورا في إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي. وأضاف: «ندين بقوة التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء أردوغان اليوم (أمس). الإشارة إلى أن إسرائيل مسؤولة بشكل ما عن الأحداث الأخيرة في مصر أمر مهين ولا أساس له وخاطئ».

وكان أردوغان قال في وقت سابق أمس لزعماء إقليميين في حزبه العدالة والتنمية في تركيا: «ماذا يقولون في مصر.. يقولون إن الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع. من يقف وراء ذلك.. إسرائيل. نملك توثيقا في أيدينا».

وقال إرنست أيضا إن القبض على المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع واحتجازه لا يتفق مع المعايير الأساسية لحماية حقوق الإنسان التي تأمل الولايات المتحدة في الالتزام بها. مشيرا إلى أن تلك الخطوة تتناقض مع تعهد الجيش المصري بـ«عملية سياسية جامعة». وتأتي تصريحات البيت الأبيض بالتزامن مع تقارير صحافية نقلت أمس عن ديفيد كارل، وهو أحد مساعدي السناتور الأميركي باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية المشرفة على المساعدة الخارجية في مجلس الشيوخ، أن الولايات المتحدة أوقفت مساعداتها العسكرية لمصر، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وتبلغ المساعدات الأميركية لمصر نحو 1.5 مليار دولار سنويا، وتشكل المساعدات العسكرية الجانب الأكبر من المساعدات الأميركية، لتصل إلى 1.3 مليار دولار. وتشير تقارير أرسلتها الخارجية الأميركية إلى الكونغرس الأميركي في 16 يوليو (تموز) الماضي، إلى أن إدارة الرئيس أوباما وضعت خمسة برامج مشتريات رئيسة أميركية لمصر (في إطار المساعدات العسكرية لمصر) قيد المراجعة، وهي تضم مقاتلات «إف 16» من شركة «لوكهيد مارتن كوب» الأميركية، ودبابات «B1A1» من شركة «جنرال دينامكس».

ووفقا لتقارير البنتاغون الأميركي، فإن برامج المساعدات العسكرية لمصر تقضي بتسليم 10 طائرات «أباتشي» من قبل شركة «بوينغ» إلى مصر، خلال شهر أغسطس (آب) الماضي إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل (ضمن صفقة لتسليم 20 طائرة)، إضافة إلى تسليم أربع مجموعات من القطع الأساسية لدبابات «M1A1» شهريا، ضمن اتفاق بتسليم 125 مجموعة من القطع الأساسية لبناء الدبابات. ولا يزال تسليم تلك المعدات قيد التعليق وقيد المراجعة التي تقوم بها الإدارة للمساعدات العسكرية لمصر. وتشمل برامج المراجعة أيضا عقودا لتسليم أربعة صواريخ «كرافت» سريعة، وزوارق بحرية، خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، إضافة إلى صواريخ «هاربون» مضادة للصواريخ من المفترض تسليمها لمصر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

في غضون ذلك، وصل إلى القاهرة أمس جيفري فيلتمان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية قادما من عمان، في زيارة لمصر تستغرق يومين في إطار جولة بالمنطقة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين المصريين، فيما أشارت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى رغبتها في إرسال مراقبين لتقييم الوضع على الأرض.. في وقت تتوجه فيه الأنظار إلى الاجتماع الاستثنائي المرتقب لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم لمناقشة الأوضاع في مصر.

وبينما أكدت مصادر غربية ومصرية متطابقة أن زيارة فيلتمان لمصر تأتي في إطار جولة بالمنطقة، وأنه سيلتقي مسؤولين مصريين لبحث آخر تطورات الوضع في مصر، قالت متحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف أمس: «نطلب من السلطات المصرية أن تسمح لنا بنشر مراقبين لحقوق الإنسان لنتمكن من تقييم الوضع على الأرض»، موضحة أن المفوضية العليا تريد جمع معلومات على أساس شهادات منظمات غير حكومية ومصادر أخرى.

من جانبه، قال سباستيان برابانت، المتحدث باسم السياسة الخارجية الأوروبية، خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن كاثرين آشتون، منسقة السياسة الخارجية الأوروبية، ستقدم وثيقة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بداية اجتماعهم المقرر (اليوم) الأربعاء في بروكسل تتضمن مقترحات بشأن طبيعة التعامل الأوروبي مع التطورات الأخيرة في مصر.

وأضاف المتحدث أنه «من الصعب توقع نتائج الاجتماعات، وبالتزامن مع ذلك، تتواصل الاتصالات - على مستويات مختلفة - بين عواصم أوروبية وأخرى عربية؛ من بينها القاهرة، وذلك قبل ساعات من انعقاد الاجتماع الاستثنائي الوزاري.. ويأتي ذلك في ظل اتصالات تجرى في بروكسل بشكل مباشر بين شخصيات مصرية وأخرى أوروبية».

والتقت آشتون بعد ظهر أمس «وفدا مدنيا مصريا يضم شخصيات بارزة في مجالات متعددة، جاءوا إلى بروكسل لإجراء اتصالات مع الأوروبيين»، حسبما صرح أحمد صلاح، مسؤول المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية لدى بلجيكا. كما وصل الدكتور محمد البرادعي، النائب السابق للرئيس المصري المؤقت، إلى بروكسل قادما من النمسا للتباحث مع شخصيات أوروبية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي حول تطورات الأوضاع في مصر. ويتضمن برنامج زيارته إجراء محادثات مع كاثرين آشتون. وقال المسؤول الإعلامي للسفارة المصرية في بروكسل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس على علم بأي تفاصيل أو معلومات بهذا الأمر، وإنه يقدم المساعدة فقط للوفد المصري المدني الذي التقى بممثلي وسائل الإعلام المختلفة في بروكسل إلى جانب مسؤولين أوروبيين.

من جهته، قال ماجد مصلح، القائم بأعمال السفير المصري لدى بلجيكا، إن بيان الاتحاد الأوروبي المنتظر اليوم سيتضمن ضرورة التأكيد على عودة الاستقرار ومحاولة تشجيع الأطراف على الحوار.