العاهل الأردني يدعو إلى مواجهة خطاب الفتنة الطائفية في سوريا ومنع انتشارها

أكد أن الغلبة ليست جوهر الديمقراطية بل إحساس الجميع بأنهم ممثلون

TT

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مواجهة خطاب الفتنة الطائفية في سوريا، ومنع انتشارها في العالم العربي والإسلامي.

وقال الملك عبد الله الثاني في كلمة له خلال استقباله أمس المشاركين في المؤتمر الـ16 لـ«مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي»: «أنتم علماء الأمة وأمامكم مسؤولية مواجهة خطاب الفتنة الطائفية في سوريا، ومنع انتشارها في العالم العربي والإسلامي لحقن الدماء في سوريا، والحفاظ على وحدتها ووحدة الأمة العربية والإسلامية».

وأضاف أن هذا المؤتمر، الذي انطلق أول من أمس الاثنين بعمان، تحت عنوان «مشروع دولة إسلامية معاصرة قابلة للاستمرار ومستدامة»: «يتزامن مع دعواتنا المتكررة لرفض ووقف العنف الطائفي والمذهبي، لأن فيه خراب الأمة. وهنا أكرر التحذير من خطورة استغلال الدين لأغراض سياسية، وبث الفرقة والطائفية البغيضة».

ودعا المشاركين للتوصل خلال المؤتمر إلى توصيات تنبذ خطاب العنف الطائفي، وخطاب الفرقة المذهبية، وتتصدى لهذا الفكر الزائف، وتنهض بالمجتمعات العربية والإسلامية، معتبرا أن «التحديات من حولنا مرتبطة بمؤتمركم هذا، فحقوق المواطنة المتساوية والعدالة متطلبات أساسية لاستمرار الدول والأنظمة بشكل مستدام».

وتابع أنه بالنسبة للديمقراطية والشورى والعملية التمثيلية، فـ«يجب التفكير في الديمقراطية كغاية في حد ذاتها، وليس مجرد أرقام ونسب تستخدمها الأكثرية السياسية ضد الأقلية. الغلبة ليست جوهر الديمقراطية، بل إحساس الجميع بأنهم ممثلون، وهذا هو جوهر الإجماع السياسي في الإسلام».

وعبر في الكلمة عن تطلعه إلى أن تبنى نقاشات العلماء خلال المؤتمر «على رسالة عمان ومحاورها الرئيسة الثلاثة، التي ركزت على تعريف من هو المسلم، والتصدي للتكفير، وتحديد من هو أهل للإفتاء، والتي أسهمت في التقريب بين أتباع المذاهب، وتعزيز الاحترام بينهم».

من جانبه، فال مدير مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، الدكتور منور المهيد، إن هؤلاء العلماء وفدوا إلى الأردن «ليضيئوا بعلمهم وسديد رأيهم ما يستجد على عالمنا من تحديات ومشاكل تستدعي النظر والبحث، ومحاولة تقديم الحلول الناجعة لعلاجها خدمة للإسلام والمسلمين». وأكد المهيد، في كلمة له خلال اللقاء، أن «رسالة عمان، كان لها الأثر الطيب في عالمنا الكبير، وما تبعها من إقرار للمحاور والمبادئ التي أجمع عليها علماء المسلمين، وصدرت وثائقها وتواقيع العلماء عليها في كتاب (إجماع المسلمين على احترام مذاهب الدين)، حيث كان لأعضاء المؤسسة الدور الكبير والعلمي المهم في هذا الإجماع وأثره العالمي الكبير».

وأشار إلى مبادرة «أسبوع الوئام العالمي بين الأديان» التي كان الملك قد أطلقها وأقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010، ومبادرة «كلمة سواء» التي أطلقها الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، ودورهما في خدمة الدين الإسلامي وفكره وقضاياه. كما لفت إلى أن المؤسسة كانت قد أطلقت بمناسبة العيد الخمسين لميلاد الملك مبادرة وقفية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لدراسة فكري الإمامين الغزالي والرازي، وأنشأت مشروع «التفسير الكبير» على شبكة الإنترنت كأكبر مشروع للتفسير في العالم، فضلا عن الدور الذي تلعبه جامعة العلوم الإسلامية العالمية كصرح تعليمي متميز.