إسلاميون يثيرون الرعب في قرية بالجيزة ويحولونها لمقر عمليات ضد السلطة

الأهالي شكوا من غياب الأمن ورفضوا تكرار تجربة اعتصام «رابعة العدوية»

TT

أحكم إسلاميون في مصر قبضتهم على منطقة «كرداسة» بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة وحولوها لمقر عمليات ضد السلطة، بينما شكا قطاع كبير من الأهالي هناك من غياب الأمن، محذرين من أن تتحول المنطقة إلى ساحة اعتصام لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي، محاطة بالمتاريس، مثل تجربة اعتصام «رابعة العدوية» الذي فضته السلطات الأسبوع الماضي.

وتعرض قسم شرطة كرداسة لهجوم بقذائف «آر بي جي» وأسلحة رشاشة، مما أدى إلى مقتل 11 من الضباط والجنود، والتمثيل بجثثهم في مشاهد هزت الرأي العام المصري، احتجاجا على فض السلطات لاعتصام «رابعة العدوية» بالقوة وسقوط ضحايا فيه يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. ويخشى الإسلاميون في كرداسة من هجوم لقوات الأمن لملاحقة المتهمين في الهجوم على القسم وقتل رجال الشرطة. وقال شهود عيان إن كرداسة أصبحت مقرا لعمليات المسلحين ضد السلطات. وقالت مصادر أمنية إن المجرمين لن يفلتوا من العقاب.

وتقع كرداسة بالقرب من أهرام الجيزة ويشتهر أبناؤها بصناعة النسيج والمشغولات الفرعونية والريفية، لكن يوجد قطاع انضم للجماعات المتشددة. ومن بين القيادات الإسلامية في كرداسة الشقيقان عبود وطارق الزمر المتورطان في قتل الرئيس الراحل أنور السادات. كما تعتبر المنطقة مقرا لجماعات أخرى من تجار السلاح والمخدرات. وذكر شهود عيان أن كرداسة «مصدر سلاح للمتشددين».

وأشار أحد شهود العيان إلى أنه منذ فض قوات الأمن اعتصامي أنصار مرسي ومطارداتهم اتخذت هذه الجماعات من كرداسة المعزولة مقرا لها، وأقام عدد منهم حواجز خرسانية في مداخلها تحسبا لأي مواجهات محتملة مع الشرطة أو الجيش. وينظم أنصار مرسي مسيرات في المدنية عقب صلاة العشاء رغم فرض حظر التجول المطبق على محافظة الجيزة بالكامل.

وأفادت المصادر بأن عناصر مسلحة من التيارات الإسلامية تفرض سطوتها على كرداسة وتمنع دخول الأمن والغرباء إليها، ووضعوا كميات من الرمال والحجارة في الشوارع الرئيسة لمنع حركة السيارات. ويقول النائب البرلماني السابق محمد أبو حامد إن «كرداسة الآن أصبحت قنبلة موقوتة يجب سرعة التعامل معها قبل أن تتحول لكارثة جديدة».

وتضم كرداسة 7 قرى وتعد من أهم المزارات السياحية غرب الجيزة. ويعمل غالبية أبناء المنطقة في الزراعة والتجارة، لكن تنامي نفوذ التيارات الإسلامية، خاصة من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، حول حياة السكان إلى كابوس، وأدى تحالف التيارات الإسلامية مع مجموعات من البلطجية والمطلوبين للعدالة إلى تفاقم الوضع هناك.

ونظم أهالي كرداسة أمس مسيرة شارك فيها المئات احتجاجا على ما قالوا إنه عنف جماعة الإخوان ضدهم وضد أفراد الشرطة. وهتف المتظاهرون: «الجيش والشعب يد واحدة». ويقول حسن، وهو صاحب متجر للسجاد في اتصال هاتفي من كرداسة، إن المواطنين تسيطر عليهم حالة من الرعب ويتخوفون من تكرار سيناريو مذبحة قسم الشرطة الذي بثته الكثير من القنوات التلفزيونية وظهرت فيه عمليات لقتل 11 من الضباط والجنود والتمثيل بجثثهم في طرقات كرداسة.