زعيم المعارضة التركية يلتقي المالكي في بغداد

أوغلو: نعارض سياسة الحكومة التركية الجانحة نحو التدخل في شؤون الدول الأخرى

TT

بدأ زعيم المعارضة التركية كمال كلكدار أوغلو مباحثاته الرسمية في بغداد التي وصل إليها مساء أول من أمس بدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع كبار المسؤولين العراقيين لبحث مختلف أوجه العلاقة بين بغداد وأنقرة التي شهدت تأزما واضحا بين المالكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على خلفية ما اعتبرته الحكومة العراقية تدخلا تركيا في الشأن الداخلي العراقي. وكان المالكي استقبل أوغلو مؤكدا في بيان رسمي صدر عن مكتبه الإعلامي سعي العراق لبناء «علاقات صداقة واحترام ومصالح مشتركة مع جميع دول العالم، لا سيما الدول المجاورة». وأضاف المالكي طبقا للبيان: «إن العلاقات بين الدول ثابتة والقضايا الأخرى تتغير وتزول»، مشيرا إلى «اتساع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وانتشار الشركات التركية في مختلف أنحاء العراق». ودعا المالكي إلى «إصلاح صورة العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلا إن التحديات المحدقة بالمنطقة تتطلب تكاتف الجميع لأنها لا تقتصر على جهة دون أخرى».

من جانبه أكد الزعيم التركي أن «أمن العراق واستقراره من أمن تركيا واستقرارها»، معتبرا أن «عراقا قويا ومستقرا سيكون صمام أمان للمنطقة ولتركيا أيضا، رافضا سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وأشار إلى أن «حزب الشعب الجمهوري عارض سياسة الحكومة التركية الحالية الجانحة نحو التدخل في شؤون الدول الأخرى»، موضحا أنه يعارض سياسة حكومته اتجاه «الأزمة السورية، ويجب أن نتعلم من الدرس السوري».

من جهته أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة التي يقوم بها إلى بغداد زعيم المعارضة التركية تأتي في إطار تنمية العلاقات بين البلدين، حيث إن العراق ينظر إلى علاقته مع تركيا على أنها علاقة دولة بدولة وليست حكومة فقط لأن الحكومات تتغير بينما الدول باقية». وأضاف الموسوي أن «هذه الزيارة ورغم الصدى الذي أخذته فإننا ننظر إليها على أنها زيارة طبيعية، خصوصا أن زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي يقوم بدور المعارضة البرلمانية الإيجابية في تركيا، وبالتالي فإن حرصنا على تمتين العلاقات مع تركيا يأتي من سياستنا الثابتة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول». وردا على سؤال ما إذا كانت هذه الزيارة تأتي نكاية برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال الموسوي إن «تركيا تستقبل المسؤولين العراقيين من شتى الكتل والجهات، بل إنها تزيد على ذلك بأن تستقبل حتى القوى والجهات التي تسعى إلى إسقاط العملية السياسية، في حين أن شخصية مثل أوغلو لها وزنها داخل تركيا وبالتالي فإن الزيارة لا تحمل أي بعد آخر».

وفي السياق نفسه اعتبر رئيس الجبهة التركمانية في العراق أرشد الصالحي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «زيارة زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي إلى بغداد زيارة هامة ومرحب بها لأننا نريد أن يمر مسار العلاقات العراقية - التركية بما هو أبعد من المسار الحكومي الضيق الذي قد يتأثر بالظروف الداخلية والإقليمية وما يمكن أن تتركه من تداعيات سلبية هنا أو هناك». وأضاف الصالحي أن «الجبهة التركمانية التقت أوغلو مع مسؤولين عراقيين آخرين ومن ثم أجرينا معه مباحثات أخرى وكانت مفيدة لجهة أن يكون التركمان هم جسر التواصل بين العراق وتركيا». وبشأن ما إذا كانت زيارة أوغلو إلى العراق تتضمن زيارة كركوك بالإضافة إلى أربيل والنجف قال الصالحي: «إننا نأمل أن تتضمن زيارته كركوك لاعتقادنا أنها سيكون لها ثقلها على الشارع الكركوكي، وهو ما نأمله من الجهات الرسمية أن يتضمن جدول الزيارة كركوك». ودعا الصالحي المسؤول التركي في حال زيارته كركوك أن «لا تقتصر الزيارة على طرف واحد هو الجبهة التركمانية، بل نتمنى أن يلتقي محافظ كركوك ومجلس المحافظة وكل أطياف كركوك». وأوضح الصالحي أن «هناك روابط كثيرة بين العراق وتركيا، وهي أعم بكثير من مجرد علاقة بين حكومتين، ومن هذه الزاوية أبدينا اهتمامنا بهذه الزيارة».