إسرائيل تبرئ حزب الله من إطلاق أربعة صواريخ باتجاهها وتتهم «الجهاد العالمي»

نتنياهو هدد بضرب «كل من يحاول أذيتنا».. وناطق عسكري: حادث موضعي وانتهى

مشهد يظهر حفرة احدثها انفجار احد الصواريخ الأربعة شمال إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
TT

أطلق مجهولون أمس أربعة صواريخ من نوع «كاتيوشا»، من منطقة الحوش في صور (جنوب لبنان) باتجاه شمال إسرائيل، لم تسفر عن سقوط قتلى، بينما اتهمت إسرائيل «الجهاد العالمي» بالوقوف وراء العملية، مستبعدة أي دور لحزب الله في إطلاقها.

وأطلقت الصواريخ الأربعة عصر أمس من منطقة بساتين تقع بين الحوش في صور ومخيم الراشيدية للاجئين الفلسطينيين شمال المدينة، حيث عثر الجيش اللبناني على منصات الصواريخ التي أطلقت، وهي منصات خشبية. وتقع هذه المنطقة على بعد نحو ستة كيلومترات عن مدينة صور إلى الجنوب، وتعرف بغطائها النباتي، حيث تنتشر فيها بساتين البرتقال والموز.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن الانفجارات سمعت في مناطق غير مأهولة في نهاريا وعكا، مؤكدة أن الصواريخ لم تؤد إلى أضرار أو إصابات. وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن السكان «سمعوا أربعة أو خمسة انفجارات وبعدها انطلقت صفارات الإنذار لنحو دقيقة»، بينما حثت الشرطة الإسرائيلية مواطنيها في الشمال على البقاء قريبين من الملاجئ. وأوضح الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات تمشيط واسعة في منطقة سقوط الصواريخ في نهاريا.

وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي يوءاف مردخاي أن «تقديرات الجيش تشير إلى أن ناشطين من منظمات الجهاد العالمي هي التي أطلقت أربعة صواريخ من جنوب لبنان في اتجاه شمال إسرائيل»، مشيرا، في بيان، إلى أن «الجهاد العالمي» يقف وراء إطلاقها. وأعلن مردخاي أن «ما بين ثلاثة وأربعة صواريخ تم إطلاقها من لبنان وأن منظومة (القبة الحديدية) اعترضت صاروخا واحدا»، مؤكدا أنه «لم تسقط صواريخ أخرى في أراضينا». وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي «يرى هذا الحدث على أنه حدث موضعي وانتهى». وتعد هذه المرة الأولى التي تطلق فيها صفارات الإنذار في عكا ونهاريا منذ حرب لبنان الثانية في يوليو (تموز) عام 2006.

ولا تعد منطقة إطلاق الصواريخ في صور، ضمن المدى العسكري لمنطقة جنوب الليطاني التي يحظر القرار الدولي 1701 فيها نقل السلاح بشكل ظاهر، بعد حرب يوليو 2006 بين لبنان وإسرائيل، على الرغم من أنها تقع جغرافيا جنوب النهر. وتبعد هذه المنطقة عن حاجز القوات الدولية في الناقورة (الساحل الجنوبي)، حيث يمنع دخول غير اللبنانيين، نحو 15 كيلومترا إلى الشمال. وأعلن المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تننتي أن القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل تحلل ما جرى وستتابع الأوضاع مع لبنان وإسرائيل.

في هذا الوقت، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن «جماعات متعاطفة مع (القاعدة) وراء إطلاق الصواريخ»، لافتة إلى أن «التقدير الإسرائيلي يشير إلى عدم مسؤولية حزب الله عن إطلاق الصواريخ». ولاحقا، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قيادة منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي اجتمعت بشكل طارئ للبحث في إطلاق الصواريخ. وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المجال الجوي في حيفا وشمال إسرائيل، بينما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن طائرتين إسرائيليتين من دون طيار حلقتا في أجواء منطقة صور على علو متوسط.

سياسيا، ندد الرئيس اللبناني بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، «نظرا إلى ما يشكله هذا الأمر من خرق للقرار 1701 وتجاوز للسيادة اللبنانية»، وطلب إلى الأجهزة المعنية العمل على كشف الذين أقدموا عليه وإحالتهم إلى القضاء، بينما اتهم وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور «جهات مشبوهة تحاول تفجير الوضع في لبنان».

في المقابل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إسرائيل «ستضرب كل من يحاول إلحاق الأذى بها». وقال نتنياهو في بيان متلفز: «على كل من يلحق بنا الأذى أو يحاول ذلك أن يعلم أننا سنقوم بضربه».

ولا يعتبر هذا الحادث الأول في المنطقة الجنوبية الساحلية، إذ عثر الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) على خمسة صواريخ «كاتيوشا» شمال منطقة الناقورة في جنوب لبنان على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل، في شهر فبراير (شباط) من عام 2009، بعد إطلاق أربعة صواريخ في 8 يناير (كانون الثاني) من جنوب لبنان على شمال إسرائيل أسفرت عن إصابة إسرائيليتين بجروح، أثناء الحرب في قطاع غزة.

وأدانت الحكومة اللبنانية إطلاق الصواريخ، معتبرة إياه «انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701». ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن «حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان محاولات واضحة لتوتير الوضع الأمني في الجنوب وتحويل لبنان مجددا إلى ساحة لتصفية الصراعات وتوجيه الرسائل في هذا الاتجاه أو ذاك». وأكد ميقاتي أن «الجيش اللبناني بدأ، بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، تحقيقا مكثفا لكشف ملابسات هذه الحادثة وإحالة المسؤولين عنها إلى القضاء ومنع أي محاولات للنيل من الاستقرار الذي ينعم به الجنوب، ولا سيما المنطقة الحدودية».