مظاهرات اليوم في العراق بعنوان «لن نركع أيها الظالمون»

مخاوف من تدخل عسكري وتكرار سيناريو «رابعة العدوية» في الأنبار

TT

في وقت حذر فيه رجل دين سني بارز من إمكانية تفكيك المظاهرات عن طريق امتداد ما وصفها بـ«أياد تخريبية» مدسوسة إليها، فقد بات المراقبون السياسيون في بغداد يرجحون إمكانية تكرار سيناريو «رابعة العدوية» الذي استخدمه الجيش المصري لفض اعتصامات الإخوان المسلمين هناك في العراق وبالذات في أكبر ساحات الاعتصام وهي الساحة المعروفة بساحة «العزة والكرامة» في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، ولا سيما بعد خطاب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد) قبل يومين والذي لمح فيه إلى إمكانية فض اعتصامات العراق على الطريقة المصرية.

وكان رجل الدين السني الدكتور عبد الحكيم السعدي شقيق المرجع السني البارز العلامة عبد الملك السعدي حذر في بيان له نشر على موقع العلامة السعدي «الأمة الوسط» أمس وأرسلت نسخة منه إلى «الشرق الأوسط» مما سماه محاولات من قبل بعض الجهات التخريبية التي امتدت أياديها بين المتظاهرين من أجل «تجيير منصات الاعتصام لصالحها ومصالحها الحزبية أو الشخصية أو اتجاهها السياسي».

وقال السعدي طبقا للبيان إنه سبق أن تم التحذير من ذلك مع التوصية بـ«إبعاد السياسيين والأحزاب المتجحفلة والمتعاونة والخادمة للعملية السياسية، لكن براءتكم وسلامة صدوركم وعدم الرؤية المستقبلية الدقيقة جعلت منكم الإنسان المتسامح أكثر مما ينبغي حتى وصل الأمر إلى سيطرتهم على المنصات لإلقاء الخطب السياسية التي تخدم مبادئهم وتوجهاتهم والعملية السياسية، وبدأت القضية الرئيسة التي قامت عليها هذه الاعتصامات وهي المطالبة برفع الظلم وإعادة الحقوق للعراقيين تضمحل شيئا فشيئا، وبدأ هؤلاء الانتهازيون يلهون الناس بمطالب جانبية لا تمت إلى ما قامت عليه المظاهرات بأي صلة». ودعا السعدي المعتصمين إلى القيام بـ«مراجعة شاملة لعملكم الجهادي لتعيدوا البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، كي تسير الأمور وفق المنهج الذي بدأتم من أجل كل العراقيين المظلومين وكل الحقوق المهدورة، وبذلك تعود مسيرتكم راشدة بعزيمة الأبطال المخلصين الذين لا يبتغون في جهادهم إلا وجه الله تعالى، ولتكون كلمة الوحدة العراقية والثبات على الحق، ورفض الظلم والتعسف والتقسيم، هي العليا، وتندحر قوى الشر والظلام وطالبي المنافع الخاصة على حساب المصلحة العامة».

من جهته، أكد عضو اللجان التنسيقية لمظاهرات الأنبار الشيخ غسان العيثاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «مع الاحترام لما أبداه الشيخ عبد الحكيم السعدي من حرص على مسار المظاهرات والاعتصامات المستمرة منذ أكثر من 240 يوما، فإننا نقول إن كل الجهات التي حاولت أن تجير الاعتصامات لصالحها وأجنداتها فشلت في ذلك وسوف تفشل مستقبلا لأن ما قمنا به انتفاضة شعبية أكبر من الجميع ولن يتمكن أحد مهما كان من أن يصادرها لصالح أي جهة». وأضاف العيثاوي أنه «إذا كان هناك سياسيون أو حزبيون يدخلون ساحة الاعتصام أو يعتلون المنصات ويقولون ما يقولون فإن هذا لا يعني أنهم تمكنوا من السيطرة على الساحة، وهذا أمر مؤكد ونحن حريصون على استمرار الاعتصامات في إطارها السلمي والوطني». وبشأن تهديدات المالكي بإمكانية فض الاعتصام على الطريقة المصرية وبالتالي تكرار سيناريو «رابعة العدوية» في الرمادي، قال العيثاوي إن «تكرار سيناريو رابعة العدوية في الأنبار غير ممكن من وجهة نظرنا لأن الحكومة لن تجرأ على فعل ذلك». وردا على سؤال بشأن ما سبق أن فعلته خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي في الحويجة، قال العيثاوي إن «ساحة الحويجة مع اعتزازنا بها غير ساحة العزة والكرامة في الأنبار التي أصبحت لها رمزية كبيرة في كل العراق، ولا سيما المحافظات المنتفضة، وبالتالي فإن من يريد تكرار سيناريو رابعة العدوية فإنه يفتح باب الفتنة الطائفية في العراق على مصراعيه»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «مطالبنا في الأنبار وغيرها من المحافظات معروفة ومشروعة وأن عدم قدرة الحكومة على تحقيقها لا يعود إلى استحالة ذلك من الناحية العملية بل بسبب الخلافات داخل العملية السياسية، فالأمر يعود لهم ونحن منفتحون على أي حل سلمي يضمن تحقيق ما خرجنا من أجله».

في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس شيوخ الأنبار الشيخ حميد الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المظاهرات في الأنبار وفي غيرها من المحافظات العراقية سلمية ولم يحصل فيها ما حصل في مصر، كما أن مظاهراتنا ما عدا شعارات هنا وهناك لم تدع إلى إسقاط الدستور أو العملية السياسية مثلما تقول بعض الجهات الحكومية التي تريد أن تعمم قضايا جزئية فقط».