المفوضية تحدد موعد حملة الانتخابات البرلمانية في كردستان

حزب طالباني يكشف عن 170 ألف متوفى أسماؤهم موجودة بسجلات الناخبين

TT

بعد فشل حزب طالباني بتأجيلها أخفقت محاولات الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة في إقليم كردستان العراق ريثما يتم «تطهير» سجلات الناخبين من الأسماء المكررة، وشطب أسماء المتوفين الذين يقدر أعدادهم بأكثر من 170 ألفا حسب نتائج التحقيق الذي أجرته لجنة برلمانية بهذا الشأن، حيث أصر رئيس الإقليم مسعود بارزاني ومعه غالبية القوى الكردستانية الأخرى على تنظيم تلك الانتخابات بموعدها المحدد، في وقت وصف فيه قيادي بحركة التغيير الكردية المعارضة محاولات حزب الاتحاد الوطني بأنها «كلمة حق يراد بها باطل» على حد تعبيره.

فقد وضع الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان حدا للتكهنات التي راجت حول تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر لها يوم 21 سبتمبر (أيلول) المقبل، والتي أثارت قلق الكثير من الأطراف السياسية من إمكانية ترحيل تلك الانتخابات إلى إشعار غير معروف كما حصل بالنسبة لانتخابات مجالس المحافظات المؤجلة منذ عام 2009. وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان أوميد صباح في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نصه «منذ فترة يدور الحديث من قبل بعض المسؤولين السياسيين ووسائل الإعلام حول تأجيل الانتخابات البرلمانية، ونحن في رئاسة الإقليم نعلن للشعب الكردستاني، بأن رئيس الإقليم لا يؤيد مطلقا وتحت أي ظرف كان تأجيل تلك الانتخابات، ويرى ضرورة إجرائها بموعدها المحدد وبشكل شفاف ونزيه ومن دون أي مشاكل».

واعتبر قيادي بحركة التغيير الكردية المعارضة التي يتزعمها نشيروان مصطفى أن «دعوة حزب طالباني لتطهير سجلات الناخبين، هي كلمة حق يراد بها باطل». وقال شورش حاجي المشرف على المكتب الإعلامي لحركة التغيير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الموضوع مثار منذ أكثر من سنة، فالشكوك كانت واردة بشأن وجود زيادات بأعداد الناخبين، وعدم شطب آلاف الأسماء من سجلات الناخبين لدى المفوضية، فلماذا لم تتحرك قيادة الاتحاد الوطني لمعالجة هذه المشكلة ويثيرونها حتى الآن. وأشار القيادي بالحركة «نشعر بوجود سيناريو متفق عليه مسبقا من قبل حزبي السلطة (الاتحاد والديمقراطي)، وهناك تبادل الأدوار بينهما لعرقلة الانتخابات، لخوفهما معا من نتائجها المحتملة، ولدينا تجارب كثيرة بهذا المجال، فكما حصل في تأجيل الانتخابات الرئاسية بدفع من حزب بارزاني، اليوم يتبادل الاتحاد الوطني الدور ويسعى لتأجيل الانتخابات البرلمانية».

وحسمت المفوضية أمرها بإعلان رئيسها سربست مصطفى «أن المفوضية جاهزة تماما لتنظيم الانتخابات البرلمانية بموعدها المحدد في 21 سبتمبر» مشيرا إلى «أنه إذا لم تحدث أي تطورات أخرى فإن المفوضية ستعلن الأول من سبتمبر المقبل موعدا لبدء الحملات الانتخابية والتي ستستمر إلى عشرين يوما».

في غضون ذلك وفي سابقة خطيرة لم تحدث منذ سنوات بعمر التحالف الاستراتيجي الذي يربط الحزبين الكرديين (الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني) انفرط عقد التحالف بينهما بعد أن أعلن مسؤول تنظيمات حزب طالباني انسحاب ممثليه من قائمة التآخي والتعايش الكردية، وتشكيل قائمة مستقلة عن حزب بارزاني بمجلس إدارة محافظة نينوى. ويأتي هذا القرار المفاجئ بعد ظهور أزمة بين الحزبين على خلفية توزيع المناصب السيادية على مستوى الحكومة المحلية بالمحافظة بين مرشحي حزب بارزاني وقائمة النهضة العربية التي يقودها محافظ المدينة أثيل النجيفي، وحرمان الاتحاد الوطني من أي منصب سيادي بالمحافظة. وأعلن عارف رشدي مسؤول تنظيمات حزب الاتحاد الوطني بمحافظة نينوى في مؤتمر صحافي «عن تأسيس كتلة مستقلة باسم كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في نينوى بعد انسحابها من قائمة تحالف التآخي والتعايش لتقوم بدور المعارض الإيجابي المراقب لأداء الحكومة المحلية عبر ممثليها في مجلس محافظة نينوى. وقال رشدي «إن كتلة الاتحاد الوطني تنسحب من قائمة تحالف التآخي والتعايش لعدم إشراكها بحكومة نينوى الجديدة، وستنتقل إلى خانة المعارضة لتكون عينا لمراقبة العمل الحكومي والدفاع عن مصالح أبناء نينوى دون استثناء».