دعوات في موريتانيا لمحاكمة سياسيين زاروا دمشق.. والتقوا بشار الأسد

الموريتانيون عدوا الزيارة «وصمة عار».. وقالوا إن الوفد لا يمثلهم

TT

ثار جدل واسع في الشارع الموريتاني بسبب زيارة قام بها وفد من السياسيين والنقابيين الموريتانيين خلال الأيام الماضية إلى العاصمة السورية دمشق، التقوا خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد وتحدثوا في برامج عبر التلفزيون الرسمي السوري مؤيدين النظام السوري؛ مما أثار سخط أوساط شعبية موريتانية عبرت عن معارضتها لهذه الزيارة ووصفتها بأنها «وصمة عار في جبين كل الموريتانيين»، فيما أكد آخرون أن «الوفد لا يمثل الشعب الموريتاني».

وفي غضون ذلك، انطلقت مبادرة أطلقت على نفسها اسم «أحرار موريتانيا»، رفعت مطالب بمحاكمة أعضاء الوفد الذي التقى بالرئيس الأسد؛ واتهموهم بـ«الإساءة للشعب الموريتاني بهذه الزيارة المخجلة؛ وتشويه سمعة البلاد في الداخل والخارج». واستنكرت المبادرة بشدة لقاء الوفد الموريتاني بالأسد، معتبرة أنه «وصمة عار في جبين كل الموريتانيين».

وجاء في بيان أصدرته المبادرة أنه «في خطوة غريبة من نوعها ومارقة على كل الأعراف والقيم والأخلاق والشعور بالمسؤولية؛ أقدمت مجموعة من الشخصيات السياسية والنقابية الموريتانية - في الأيام الماضية - على زيارة النظام السوري في دمشق، متجاهلة حجم الجرائم التي يرتكبها ضد شعبه؛ من قتل وتشريد واغتصاب وتدمير للمنازل».

وأضافت المبادرة في بيانها أن «الوفد كأنه يزور سوريا ليعبر باسم الشعب الموريتاني عن تأييده للسفاح بشار الأسد وأعوانه على حرق سوريا وقتل شيوخها ونسائها وأطفالها بدم بارد»؛ قبل أن تؤكد أن «هؤلاء لا يمثلون الشعب الموريتاني؛ ولا يتحدثون إلا باسم أنفسهم وجيوبهم وبطونهم»؛ ودعت مبادرة «أحرار موريتانيا» إلى محاكمة أعضاء الوفد بتهمة الإساءة للشعب الموريتاني وتشويه سمعته في الداخل والخارج.

وضم الوفد كلا من الأمين العام للحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي الموريتاني، محفوظ ولد لعزيز، ونائب رئيس حزب الجبهة الشعبية محمد محمود ولد الطلبة؛ إضافة إلى رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي إسلكو ولد أحمد عمر، والأمين العام للنقابات المهنية في موريتانيا عبد الله الصالح لشريف.

وكان الشارع الموريتاني قد عبر عن استغرابه لزيارة الوفد الموريتاني لدمشق وظهوره في وكالات الأنباء والتلفزيونات السورية برفقة الأسد؛ معتبرين أن في ذلك «تجاهلا للمأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق»، على حد تعبير محمد عبد الرحمن، وهو طالب في جامعة نواكشوط، الذي قال: «أحترم موقف أعضاء الوفد من الأزمة في سوريا ولكني لا أستطيع تفهم ظهورهم مع الأسد في وقت يجري فيه الحديث عن استخدام أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري الأعزل».

الجدل الذي يشهده الشارع الموريتاني سرعان ما انتقل إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا «فيس بوك»، حيث انتشرت صور أعضاء الوفد وهم يتحدثون مع الأسد، مما أثار تعليقات غاضبة من طرف بعض الشباب الموريتاني، حيث كتب الصحافي الموريتاني أحمد ولد الوديعة على صفحته: «هناك لدى البعض عندنا رغبة غريبة في تشويه صورة الموريتاني؛ فكلما توغل طاغية في قتل شعبه هرعوا إليه، وتعلقوا به ورفعوا صوره.. بالأمس كانوا يقاتلون مع القذافي شعب ليبيا الثائر، واليوم يلتقطون صورا مع السفاح بشار.. علينا أن نقوم بعمل شيء ما لإقناع هؤلاء بالتوقف عن تشويه صورتنا، وجعلها ترتبط في أذهان شعوب ساعية للحرية بالجزارين.. أشيروا علينا بالرأي.. لا بد أن نفعل شيئا حتى يفهم العالم من يمثل هؤلاء في موريتانيا».

أما الشاب محمد عالي ولد محمدن فكتب على صفحته: «على هامش القتل وتحطيم سوريا المتواصل من طرف الحكومة (الأسدية)، وفد من المرتزقة يزور (الأسد).. من أجل المال نافقوا الأسد، وما هكذا عرفت موريتانيا سابقا.. إن موريتانيا اليوم تشوه سمعتها من طرف مرتزقة لا نعرف من أين دخلوا الساحة السياسية ولا من أين سيخرجون؟».

وفضل بعض المعلقين على صور الوفد الموريتاني، الاعتذار للشعب السوري وتأكيد أن هؤلاء لا يمثلون الشعب الموريتاني، حيث كتب أحد المعلقين: «الدراعة الموريتانية (الزي التقليدي في موريتانيا) تعتذر للشعب السوري عن ظهورها بجانب المجرم القاتل».

من جهة ثانية، دعا آخرون إلى استقبال «قاس» للوفد لدى عودته إلى نواكشوط، حيث كتبت «مدونة التاسفرة» في هذا المنحى: «أدعو جميع الموريتانيين الغيورين على سمعة بلادهم إلى استقبال هؤلاء المرتزقة في المطار لنرشقهم بالبيض الفاسد، كما فعل المصريون قبل خمسة أشهر مع أمثالهم في مصر».