داود أوغلو يكشف عن دبلوماسية سرية للقاء الرئيس المصري المعزول

ألمانيا وتركيا تطالبان بدخول فوري لمفتشي الأمم المتحدة إلى سوريا

TT

كشف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أول من أمس، النقاب عن أن بلاده تتبع «دبلوماسية سرية» مع مصر للقاء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عنه في مقابلة تلفزيونية قوله: «إذا كانت السياسة الفعالة والنشطة هي الحديث مع الإدارة الحالية من دون التحدث إلى مرسي، فإننا لن نفعل ذلك.. ولكن إذا كانت السياسة الخارجية النشطة هي استخدام الدبلوماسية السرية، فإننا ننتهجها الآن»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

ورفض اتهامات بأن تركيا انحازت إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين في مصر، قائلا: «الأمر المهم بالنسبة لنا ليس الإخوان المسلمين، ولكن وجود إدارة شرعية في مصر». وأضاف: «أعلن للمرة الأولى أننا قدمنا من خلال سفيرنا لدى مصر اقتراحا لإحدى الشخصيات الأكثر فعالية في الإدارة الحالية. وردّوا بقولهم: داود أوغلو موضع ترحيب، لأن مصر بلده الثاني ولكن لا يمكن أن نسمح لأي شخص بالتحدث إلى القيادات المقبوض عليها»، مشيرا إلى أن «هذا سوف يساعد على إضفاء الشرعية على إدارة الزمرة العسكرية. لا يمكن أن نذهب إلى مصر ونعود من دون لقاء مرسي».

وحول إمكانية القيام بوساطة تركية لتسوية الأزمة في مصر، قال داود أوغلو: «في ظل غياب الاتصال بين الجانبين، فإن الوساطة ليست ممكنة».

وكشف أوغلو النقاب عن أن رئيس المخابرات الوطنية التركي هاكان فيدان التقى الرئيس المصري محمد مرسي قبل عزله بعشرة أيام.

وتابع أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أسند هذه المهمة لفيدان، الذي التقى أيضا مسؤولين أمنيين في الوقت الذي اعتبرت فيه أنقرة التطورات في مصر خطيرة.

وانتقد وزير الخارجية التركي أيضا حكم المحكمة بشأن إطلاق سراح الرئيس الأسبق حسنى مبارك. واستطرد، في التصريحات التي أوردتها صحيفة «حرييت» التركية، أن الإفراج عن مبارك، بينما مرسي ما زال محتجزا، سوف «يقلب العملية كلها»، مضيفا أن تركيا لن تلتقي الإدارة الحالية من دون السماح لها بإجراء محادثات مع مرسي.

يشار إلى أن أردوغان انتقد مرارا ما سماه «الانقلاب العسكري» في مصر، الذي عزل الرئيس مرسي، مؤكدا أن مرسي هو الرئيس الشرعي.

من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالوضع السوري وتداعيات «القصف الكيماوي» للغوطة، الذي راح ضحيته ما يقرب من ألف قتيل وستة آلاف مصاب غالبيتهم من النساء والأطفال، قال وزير الخارجية التركي: «من الواضح من لقطات تلفزيونية أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا في هجوم قرب دمشق، واتصلنا هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بتحقيق فوري». واتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية بقتل مئات الأشخاص قرب دمشق بإطلاق صواريخ، خرجت منها غازات قاتلة على ضواحٍ تسيطر عليها المعارضة، مما أدى إلى مقتل رجال ونساء وأطفال بينما كانوا نائمين. ونفت الحكومة السورية تلك المزاعم.

وقال داود أوغلو في مقابلة بثها تلفزيون «كانال 24» التركي: «استخدام أسلحة كيماوية في سوريا واضح من اللقطات الآتية من هناك. دعونا إلى تحقيق فوري تجريه فرق الأمم المتحدة». وقالت وزارة الخارجية في بيان إن داود أوغلو اتصل هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لحث مجلس الأمن على «الاضطلاع بمسؤولياته»، حسبما نقلت «رويترز».

وقالت وزارة الخارجية التركية: «إذا ثبتت صحة تلك المزاعم، فسوف يتحتم على المجتمع الدولي اتخاذ الموقف اللازم، والقيام بالرد اللازم على هذه الوحشية والجريمة ضد الإنسانية»، ولطالما شعرت أنقرة بالقلق من احتمال استخدام أسلحة كيماوية عبر حدودها الجنوبية.

وبدأت تركيا تكثف الاختبارات على المصابين المقبلين من سوريا للعلاج في وقت سابق هذا العام، لتحديد ما إذا كانوا ضحايا لأسلحة كيماوية لكن لم تعلن تفاصيل بشأن نتائج تلك الاختبارات.

وكانت ألمانيا وتركيا قد طالبتا، أمس، النظام السوري بكشف فوري عن ملابسات تقارير حول استخدام غازات سامة في سوريا.

وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، عقب لقائه مع نظيره التركي داود أوغلو في برلين، أمس، إنه يتعين السماح الفوري لدخول مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة إلى سوريا، للتحقيق في تلك الاتهامات.

وأضاف فيسترفيله أنه إذا صحت التقارير، فإن ذلك سيكون «جريمة نكراء ضد الإنسانية».

ومن جانبه، طالب وزير الخارجية التركي داود أوغلو بفرض فوري لعقوبات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال: «هناك كثير من الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها، وإذا لم يعقب ذلك عقوبات فورية فسنفقد نفوذ الردع».