اليمن: تفكيك عبوات ناسفة داخل مبنى البرلمان.. وجنوبيون يقللون من الاعتذار الحكومي

هادي: مقتل 40 قياديا وعنصرا من «القاعدة» أخيرا.. ونبحث الحصول على «درون»

TT

تمكنت قوات الأمن اليمنية، أمس، من تفكيك عدد من العبوات الناسفة داخل مبنى البرلمان اليمني، في وقت نجا فيه قائد عسكري من محاولة اغتيال في صنعاء، في حين شددت السلطات الأمنية من إجراءاتها الأمنية حول مبنى الرئاسة اليمنية، في حين قللت بعض فصائل «الحراك الجنوبي» من أهمية الاعتذار الذي تقدمت به حكومة الوفاق الوطني للجنوب وصعدة.

وقالت مصادر أمنية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن فريقا متخصصا من خبراء المتفجرات تمكن من تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي زرعت داخل مبنى مجلس النواب (البرلمان) الكائن في ميدان التحرير بقلب العاصمة صنعاء، وذكرت المصادر أن بعض الحراس عثروا على تلك العبوات، وأبلغوا الأجهزة الأمنية التي بدورها أرسلت خبراء في المتفجرات لتفكيك العبوات الناسفة، وأشارت مصادر برلمانية إلى بدء تحقيقات موسعة لمعرفة المتورطين في هذا العمل الذي كان سيؤدي إلى نسف مبنى البرلمان بشكل تام، الذي يعد أعضاؤه في حالة عدم انعقاد في الفترة الراهنة.

في سياق آخر، نجا قائد عسكري في العاصمة صنعاء من تفجير استهدفه بحي شعوب بشرق المدينة، وقالت المصادر إن مجهولين زرعوا عبوة ناسفة في الطقم العسكري الذي كان يستقله ضابط أمن المؤسسة الاقتصادية اليمنية (العسكرية)، الأمر الذي أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين، وجاء هذه الحادث بعد يوم واحد على اغتيال العميد علي هادي الصويدر، رئيس عمليات جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، وذلك في سياق حالة الانفلات الأمني وسلسلة الهجمات التي تنفذها «القاعدة» لاستهداف ضباط أجهزة الأمن والمخابرات والجيش اليمني في عدد من المحافظات، التي قتلت العشرات منهم حتى الآن.

وفي الوقت الذي يتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الهجمات التي تستهدف القادة العسكريين والضباط، فقد أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، في كلمة له أمام طلاب كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء، أن تنظيم «القاعدة» كان جمع عناصر له من جميع أنحاء العالم لإقامة إمارة إسلامية في محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة، أثناء انشغال القوات المسلحة اليمنية بالانقسامات الداخلية حيث كانت الطائرات لا تستطيع التحرك أو الإقلاع، في إشارة إلى الأزمة التي اندلعت في اليمن مطلع عام 2011، وكشف عن تعرض قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء لعمليات تخريب من قبل «القاعدة»، ومحاصرة مطار الحديدة العسكري.

وأشار الرئيس اليمني إلى أن لواء من الحرس الجمهوري وآخر من الفرقة الأولى مدرع (سابقا)، إضافة إلى اللجان الشعبية، تمكنوا من إفشال مخطط التنظيم في أبين، كما أشار إلى أن الطيران اليمني كان ينفذ أكثر من 100 غارة جوية في اليوم الواحد، وإلى أن فلول «القاعدة» فرت إلى القرن الأفريقي وإلى بعض المناطق الجبلية اليمنية «مذعورة كالفئران ولم يتبقّ منهم سوى شراذم قليله تقوم بأعمال يائسة وطائشة وجبانة تقوم باغتيالات ضباطنا هنا وهناك»، وتعهد الرئيس اليمني بمواصلة ملاحقة العناصر المتشددة «حتى يجنحوا للسلم ويتركوا السلاح ويعودوا إلى رشدهم كمواطنين يمنيين وليسوا كأعداء لليمن، ويطردون الأجانب الذين يقومون معهم بالأعمال الإرهابية»، وأكد هادي أن اتفاقية مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة وقعها الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول) عام 2001، حيث انتقد الأصوات التي تتباكى «على السيادة بصورة مستغربة.. ألم تكن الطائرات من دون طيار تضرب من قبل في أبين وفي حضرموت وفي مأرب وفي الكثير من الأماكن، إلا أنها عندما وصلت إلى بعض المناطق قالوا: هذا اختراق للسيادة الوطنية».

وكشف الرئيس اليمني عن سعي بلاده إلى امتلاك طائرات أميركية من دون طيار، وقال: «لقد بحثت مع الإدارة الأميركية موضوع مساعدتنا بهذه التكنولوجيا»، مشيرا إلى أن «اليمنيين أذكياء وسوف يستطيعون استيعابها بأسرع وقت ممكن»، كما كشف أن العمليات التي شهدها اليمن الأسابيع الثلاثة الماضية أسفرت عن مقتل 40 شخصا من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة، وأنه تم «كشف كثير من الخلايا والسيارات المفخمة وأحبطت كثير من العمليات وتفجير سيارتين كانت تحمل كل منهما سبعة أطنان من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار».

على صعيد آخر، قلل قياديون في الحراك الجنوبي باليمن من الاعتذار الذي تقدمت به الحكومة إلى الجنوب وصعدة، جراء الحروب خلال العقدين الماضيين، ويعلق على هذا الاعتذار رئيس المجلس الوطني للنضال السلمي للتحرير واستعادة دولة الجنوب أمين صالح محمد، بالقول لـ«الشرق الأوسط» إنهم «في الحراك الجنوبي لم يطلبوا اعتذارا من الحكومة اليمنية، أو من الأطراف التي تصارعت عام 1994. تجدر الإشارة إلى أن فصائل الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي تمخض عنه قرار الاعتذار ترفض العودة والمشاركة فيه قبل نقله إلى الخارج، والحوار الندي بين شمال وجنوب اليمن».