رئيس الوزراء الياباني لـ «الشرق الأوسط»: هناك قلق من امتداد الخسائر في سوريا إلى كل المنطقة

شينزو آبي يبدأ جولة اليوم تشمل البحرين والكويت وقطر ويدعو أطراف مصر إلى الحوار

شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني
TT

أبدى شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، قلقه الشديد من تأثير الخسائر البشرية واستمرار المشكلة في الوضع الحالي بسوريا، والتي قد تمتد إلى المنطقة بأسرها.

وبين آبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده أعلنت عن خطة جديدة لتقديم المساعدات إلى المناطق داخل سوريا، التي لا تصل إليها يد المساعدة الإنسانية من الحكومة السورية، ولا من المنظمات الدولية، حيث إن بداية تقديم المساعدات عبر الحدود في مجال الطب. وأضاف «أعتزم أن تستمر اليابان في أداء دورها بقدر ما تستطيع».

ولفت إلى خطة قدمت فيها اليابان مساعدات إنسانية عاجلة تبلغ قيمتها ما يقارب 95 مليون دولار، كما قدمت قروضا ميسرة للأردن تبلغ قيمتها ما يقارب 120 مليون دولار.

وجاء حديث رئيس الوزراء الياباني لـ«الشرق الأوسط» على هامش الزيارة المقررة لأربعة من بلدان منطقة الشرق الأوسط، والتي تبدأ اليوم وتستمر لمدة ستة أيام، وتشمل البحرين، والكويت، وقطر، وجيبوتي، لمناقشة عدد من القضايا ومجالات التعاون. وأكد رئيس الوزراء الياباني أن الهدف من هذه الزيارة يتمثل في تعزيز العلاقات اليابانية الودية مع الشرق الأوسط، وهو ما أعلن عنه خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية والإمارات وتركيا.

وقال آبي «بعبارة أخرى، نسعى إلى التوسّع فيما يسمى (الشراكة الشاملة تجاه الاستقرار والازدهار)، لتشمل دول البحرين والكويت وقطر». وأضاف «أهدف إلى تطوير علاقات التعاون متعدد الطبقات مع كل هذه الدول في مجالات أوسع، تشمل الاقتصاد والسياسة والأمن والزراعة والطب والتعليم، ولا تقتصر على مجال الطاقة فقط، وقد تكون هذه العلاقات بناء على ثلاثة أعمدة رئيسة، وهي أولا (التعاون) ويتمثل في زيادة التعاون في مجال السياسة وضمان الأمن؛ وثانيا (التعايش والازدهار المتبادل)، ويعني ذلك توسع العلاقات الاقتصادية وتعميقها، وثالثا وأخيرا (التسامح والتآزر)، وهذا يقصد به تعزيز وتبادل الثقافة والزيارات بين الشعوب». وتابع آبي «وفقا لهذه الأهداف، سوف أتبادل وجهات النظر مع قيادة كل من هذه الدول حول أوضاع المنطقة وحول التعاون الثنائي في مجالات واسعة خلال هذه الزيارة».

وحول الوضع القائم في مصر قال شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني «تهتم اليابان بالوضع الراهن في مصر وتشعر بقلق عميق، وتدعو اليابان جميع الأطراف إلى الابتعاد عن ارتكاب أعمال العنف، كما تدعو إلى ضبط النفس وأن يكونوا مسؤولين في تصرفاتهم». وأضاف «نأمل في تحقيق الاستقرار بمصر في أقرب وقت ممكن، حيث إنها من البلدان المحورية في المنطقة، ونأمل أيضا في تحقيق تقدم الخطوات الديمقراطية مع احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وقد تحدثنا عن موقفنا هذا مع الجانب المصري».

وحول زيارته للمنطقة التي تعد الثانية في غضون أربعة أشهر، ورؤيته في قضية السلام بين فلسطين وإسرائيل، قال رئيس الوزراء الياباني «إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط تعد قضية تاريخية للمنطقة، وإن استقرار المنطقة له أهمية مباشرة في استقرار المجتمع الدولي بما في ذلك اليابان»، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن تحل هذه المشكلة إلا من خلال الحوار وتبادل الآراء بين الأطراف المعنية، حيث يجب على المجتمع الدولي أن يدعم المفاوضات المباشرة بين الطرفين بشكل فعّال، والتي استؤنفت في أواخر الشهر الماضي لكي تكون هذه المفاوضات مثمرة.

وأكد أن بلاده تبذل جهودها بالتنسيق مع المجتمع الدولي من أجل استقرار المنطقة، وتدعم بأقصى جدية عملية السلام في الشرق الأوسط، كما تقدم مساعدات اقتصادية وبناء الثقة المتبادلة من خلال محاولات فريدة، مستشهدا ببرنامج دعوات موجهة إلى شباب كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لزيارة اليابان، والقيام بمبادرة «ممر السلام والازدهار» الذي تتعاون اليابان فيه مع كل من إسرائيل والأردن للمساعدة على استقلال الاقتصاد الفلسطيني، وعقد مؤتمر التعاون بين دول شرق آسيا من أجل التنمية الفلسطينية، الذي يستهدف إجماع خبراتها على نشر مساعدة الفلسطينيين، بالإضافة إلى المحاولات الدبلوماسية تجاه كلا الطرفين من خلال إيفاد كبار المسؤولين وإيفاد مبعوث خاص.

وأضاف آبي «أود التأكد من أن تعمل اليابان مع دول المنطقة على إيجاد حلول لمشاكل المنطقة، مع مشاركة فهم أهمية الاستقرار في المنطقة في سياق بناء علاقات واسعة ومتعددة الطبقات مع دول المنطقة، والتي تمتد من مجالي الاقتصاد والطاقة إلى مجالات السياسة والثقافة وتبادل الزيارات بين الشعوب، ووفقا لهذه الفكرة». وتابع «في هذا العام، قمت بزيارة منطقة الشرق الأوسط مرتين، كما قام بزيارتها أيضا فوميو كيشيدا وزير الخارجية الياباني، وذلك لتعزيز علاقات اليابان مع دول المنطقة».