فرار مصور أميركي من إسلاميين عذبوه في سوريا

«جبهة النصرة» اتهمته بالجوسسة لـ«سي آي إيه».. وأجبر على ارتداء الملابس البرتقالية التي يرتديها سجناء في «غوانتانامو»

TT

قال مصور أميركي إنه فر من إسلاميين سوريين خطفوه في ديسمبر (كانون الأول) وعذبوه وما زالوا يحتجزون أميركيا آخر قرب حلب.

وأضاف ماثيو شريرر (35 عاما) في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن خاطفيه الذين ينتمون لجماعة «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة اتهموه بأنه جاسوس لجهاز المخابرات المركزية الأميركي (سي آي إيه). وفي أول رحلة يقوم بها لمنطقة حرب وسافر فيها دون تكليف من مؤسسة إعلامية تم اختطافه بينما كان يغادر حلب بالسيارة في 31 ديسمبر الماضي.

وقال المصور إنه تسلل من فجوة في نافذة قبو في وقت مبكر يوم 29 يوليو (تموز) الماضي، وترك وراءه أميركيا آخر أضخم بنية قابله أثناء احتجازه. ولم تحدد الصحيفة هوية الرجل الآخر. وكان الاثنان يتعرضان للضرب والصعق بالكهرباء من حين لآخر، وأجبرهما الخاطفون على ارتداء الملابس البرتقالية التي يرتديها السجناء في معتقل «غوانتانامو» وتم تصويرهما وهما يعترفان بالتجسس. وجلد الخاطفون شرير بكابل كهربائي على قدميه وحشروا ركبتيه في إطار سيارة.

ولم تتحدث تقارير سابقة عن خطفه. ويعد حادث خطفه واحدا من عدة حوادث خطف غربيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منذ بدء الحرب الأهلية. وتبرز هذه النوعية من الحوادث الارتياب في الأجانب بين بعض من يقاتلون الرئيس بشار الأسد. وأضعف وجود إسلاميين متشددين في صفوف مقاتلي المعارضة الدعم الغربي لهم. وأخفى خاطفو شرير أزمته من خلال إرسال رسائل من حساب البريد الإلكتروني الخاص به. كما اقتحموا حسابا بنكيا على الإنترنت واشتروا أجهزة كومبيوتر وقطع غيار سيارات من حسابه على موقع «آي - باي».

واستجوبه رجال يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، وقال عنهم: «أعتقد أنهم كنديون حسب ما جاء في (رويترز)».

ونقله خاطفوه عدة مرات واحتجزوه مع سوريين اتهموا بالقتال في صفوف الحكومة. وقال شرير إن جماعة أخرى هي «أحرار الشام» احتجزته لفترة. وتحسنت المعاملة حين اعتنق الإسلام وأعطوه نسخة من المصحف بالإنجليزية.

وعن تفاصيل هروبه قال شرير إنه استطاع الوقوف على ظهر زميله المحبوس معه وحل شبكة أسلاك تغطي النافذة، وقبل الفجر استطاع الفرار، لكن الأميركي الآخر لم يتمكن من هذا. وقال شرير إنه مشى إلى أن قابل مجموعة أخرى من مقاتلي المعارضة نقلوه إلى الحدود التركية.