إسرائيل تقصف مواقع لـ«الجبهة الشعبية» في الناعمة ردا على استهداف أراضيها

«اليونيفيل» دعت تل أبيب «للامتناع عن العمليات الهجومية».. ولبنان لـ«ضبط النفس»

TT

ردت إسرائيل، أمس، على قصف أربعة صواريخ من جنوب لبنان استهدفت أراضيها الشمالية بعد ظهر الخميس، بقصف مواقع تابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة»، الموالية لدمشق، في منطقة تلال الناعمة جنوب بيروت، على الرغم من إعلان «كتائب عبد الله عزام» الإسلامية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، في حين كانت إسرائيل قد اتهمت «الجهاد العالمي» بالوقوف وراءها. ولم يسفر سقوط الصواريخ الإسرائيلية عن وقوع قتلى. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت صاروخا من عرض البحر باتجاه أنفاق الناعمة «التي يتمركز فيها أحد التنظيمات الفلسطينية، مما تسبب في حفرة عمقها خمسة أمتار من دون تسجيل إصابات بشرية أو أضرار مادية». وذكر الجيش، في بيان، أنه عقب القصف الذي وصفه بأنه «انتهاك جديد للسيادة اللبنانية»، اتخذت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة التدابير الدفاعية المناسبة.

ونفت الجبهة الشعبية، التي يقودها أحمد جبريل والمؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقوع الغارة الإسرائيلية على مواقع الجبهة في الناعمة، إذ أعلن مسؤول الجبهة أبو عماد رامز مصطفى أن «الغارة استهدفت وادي الناعمة ولم تصب المواقع». وأعرب عن استغرابه للغارة الإسرائيلية على مواقع الجبهة ردا على الصواريخ التي أطلقت أول من أمس على شمال فلسطين المحتلة «على الرغم من إعلان كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ»، معتبرا أن «عنوان كتائب عبد الله عزام ليس الناعمة، حيث عنوان الجبهة الشعبية». وأكد مصطفى لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن «إسرائيل تسعى دائما إلى الفتنة وتهدف من الغارة لإيقاع الفتنة بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية»، وقال إن «القيادة العامة خيارها المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، مشددا على «الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية».

وأدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشدة القصف الإسرائيلي على منطقة الناعمة، معتبرا أن «الخروقات على الحدود تعالجها لجنة التحقيق التابعة لليونيفيل وليس بالعدوان وانتهاك السيادة اللبنانية، كما فعلت إسرائيل اليوم في الناعمة». وطلب سليمان من وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد هذا الاعتداء.

وتحركت قيادة اليونيفيل على أثر الحادثين، مؤكدة، في بيان، وقوع الغارة الإسرائيلية، وأشارت إلى أن «النقطة المستهدفة تحديدا تقع خارج منطقة عمليات اليونيفيل، وليس لدينا في هذه المرحلة أي معلومات أخرى عن موقع هذا الهجوم أو هدفه».

ونقل البيان عن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال باولو سيرا قوله إنه على «اتصال بكبار قادة القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، وأعاد تأكيد الأهمية البالغة لممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب أي لجوء إلى القوة»، كما «حضهم على التعاون مع اليونيفيل من أجل تخفيف حدة التوتر ومنع مزيد من الحوادث والتصعيد، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

وأشار البيان إلى أن سيرا «سيلتقي قائدي القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، بعد أن اتصل بالأخير بعد حصوله على المعلومات عن الغارة الجوية»، مشددا على «الامتناع عن القيام بأي عملية عسكرية هجومية، كما اتصل بقائد الجيش اللبناني وشدد على أهمية ممارسة ضبط النفس لتجنب أي عواقب غير مرغوب فيها».

وأعلن لبنان عن تحرك دبلوماسي بعد وقوع الغارة، وقال وزير الخارجية عدنان منصور، في بيان أمس «إننا إذ ندين هذا العدوان الإسرائيلي الذي يأتي في سياق اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية متكررة ومستمرة، فإن لبنان سيتقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولي حول هذا العدوان الخطير، وسيطلع المجتمع الدولي على اعتداءات إسرائيل المتمثلة في الخروقات اليومية برا وبحرا وجوا للسيادة اللبنانية».

وأثارت الغارة هلع السكان الذين سمعوا دوي انفجارات هزت منطقتهم فجر أمس، لاعتقادهم أن الدوي ناتج عن انفجار سيارة مفخخة، ربطا بالعثور على سيارة محملة بـ250 كيلوغراما من المتفجرات الأسبوع الماضي في منطقة قريبة في الناعمة.

وواصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية ملاحقة ورصد السيارات المفخخة وتلك التي تنقل الأسلحة والذخائر. وأعلنت قيادة الجيش أن قوة من الجيش أوقفت في بلدة الكفير في حاصبيا (جنوب لبنان) شخصا كان يقود أول من أمس شاحنة (بيك آب) محملة بكمية كبيرة من الأقنعة الواقية من الغازات مع متمماتها. وأشارت إلى «تسليم الموقوف مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص لكشف ملابسات العملية». كما عثرت قوة من الجيش في خراج بلدة معركة (شرق صور) في جنوب لبنان على عبوة ناسفة زنة 500 غرام من مادة الـ«تي إن تي» مجهزة للتفجير. وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تعطيلها، فيما بوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص لكشف هوية الفاعلين.