فضائح العائلة تطفو في محاكمة بو تشيلاي

المسؤول الصيني السابق يصف زوجته بـ«المختلة عقليا» وينفي مجددا تهم الفساد

صحافيون يلتقطون صورا لإفادة زوجة بو تشيلاي التلفزيونية في غرفة مخصصة لهم قرب المحكمة في جينان أمس (رويترز)
TT

استؤنفت محاكمة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي بتهم فساد أمس، مع بروز حالة تفكك علاقات الثقة داخل أسرته في عام 2011، مما أثار مشاعر حقد وفضيحة سياسية - إجرامية غير مسبوقة في الصين. وأشار بو في اليوم الثاني من محاكمته إلى أن زوجته تعاني من مرض نفسي، وجدد من ناحية أخرى رفضه لجميع الاتهامات المنسوبة إليه.

وبعد أن بث ممثلو الادعاء شهادة زوجته غو كيلاي على شريط فيديو تحدثت فيه عن تلقي مساعدات مالية وغيرها من رجل أعمال مقرب من الأسرة، قال بو للمحكمة في مدينة جينان شرق الصين: «إنها تغيرت. أصيبت بخلل عقلي ودائما تكذب». وأضاف بو عن زوجته إن «الشخص الذي ينظر في القضية مارس عليها ضغوطا ضخمة وطلب منها توريطي، حيث إن لديها مشكلات نفسية». وتابع قائلا: «كانت كيلاي تقول لي إنها عندما قتلت نيل (هيوود) كانت بطلة».

وكانت غو قد حكم عليها بالإعدام مع وقف التنفيذ في سبتمبر (أيلول) الماضي بتهمة قتل المواطن البريطاني نيل هيوود، وهو صديق للأسرة قالت غو إنه كان يطلب مالا ويهدد ابنها طبقا لتقارير رسمية لمحاكمتها.

وتعقدت الأمور بالنسبة إلى بو، 64 عاما، أمس عندما تطرق القضاة إلى ماضٍ ليس بالبعيد (2011 - 2012) حافل بالأحداث، واستمعوا إلى شهادات أفراد يعرفون جيدا هذا الزعيم الذي كان النجم الصاعد في الحزب الشيوعي الصيني. وإضافة إلى نجله غواغوا وزوجته غو، تورط في القضية رجلا الأعمال الصديقان شو مينغ وتانغ شياولين والصديقان الأجنبيان البريطاني نيل هيوود والفرنسي باتريك دوفيليه. وبحسب الادعاء دفع رجلا الأعمال الصينيان رشى لقاء تسهيل الاستثمارات في منطقة داليان الصناعية (شمال شرق) التي كان يحكمها بو تشيلاي. وساعد هيوود ودوفيليه غو وبو لاستخدام هذه الأموال إما للسفر أو لدراسة غواغوا في إنجلترا أو لشراء فيللا فخمة في مدينة كان بجنوب فرنسا.

وفي شهادة خطية قدمت إلى المحكمة أمس، ذكرت غو كيلاي الشركات الكثيرة التي أسست في الخارج لشراء هذه الفيللا من دون أن يظهر اسم بو. وفي شهادة أخرى أوضح الفرنسي أنه كان يفترض دفع أقل ضرائب ممكنة لأن شو مينغ هو من كان يدفع الأموال. لكن الفيللا التي كانت تؤجر خلال قسم من السنة لم تكن تأتي بأموال وشكت غو من ذلك. وهذا ما رواه قائد الشرطة وانغ ليجون المساعد السابق لبو في شهادة أخرى أدلى بها أمس.

واتهمت غو كيلاي البريطاني والفرنسي اللذين تعاقبا على إدارة شؤون الفيللا في كان بسرقتها. وكلف شو مينغ إدارة شؤون الفيللا وعهد بالأمر إلى صديقته فينغ جيانغ دولبي مقدمة البرامج السابقة في التلفزيون الصيني.

وبحسب غو كيلاي هدد هيوود الذي غضب لاستبعاده بالتعرض لغواغوا وأنه حتى قد يكون خطط لخطف نجل بو وقتله. وقالت غو أمس في إفادتها: «في 2011 كانت سلامة غواغوا مهددة وكان بو على علم بالأمر». وقررت الصينية غو عندها نصب كمين للبريطاني هيوود وقامت بتسميمه في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وكشف وانغ ليجون هذه الجريمة في فبراير (شباط) 2012 ما أثار هذه الفضيحة.

وأنكر بو مجددا أمس تلقيه رشى توزاي قيمتها 3.5 مليون دولار، كما نفى تورطه في اختلاس 817 ألف دولار من الأموال العامة. وأكد أنه لم يسمع سوى «أطراف حديث» عن الفيللا في كان. وطلب من قضاة المحكمة السماح له بمواجهة زوجته. وقال بو إن زوجته كانت تخال نفسها جينغ كي الذي يعتبر بطلا لأنه حاول اغتيال الملك كين أول إمبراطور في الصين. وأضاف بو تشيلاي: «هذا يثبت إلى أي درجة تعاني من اضطرابات عقلية».

وتراقب السلطات عن كثب هذه المحاكمة الحساسة التي ستنتهي بحسب خبراء بإعلان حكم مقرر مسبقا من القيادة الشيوعية. ويتوقع خبراء أن تصدر بحق بو تشيلاي عقوبة بالسجن لفترة طويلة. وقررت هيئة المحكمة أمس تمديد الجلسات يوما ثالثا (اليوم السبت). ومن المتوقع النطق بالحكم مطلع سبتمبر المقبل.