تصاعد الخلاف بين الخرطوم وجوبا حول أبيي.. ومخاوف من عودة الحرب

رئيس اللجنة من السودان لـ «الشرق الأوسط» : الاستفتاء لن يتم من طرف واحد

TT

تصاعدت قضية أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان من جديد، وعادت إلى الواجهة مع اقتراب موعد الاستفتاء، الذي تمسكت به جوبا فيما رفضت الخرطوم إجراءه من طرف واحد. ويخشى أن تعود الحرب مجددا إلى المنطقة في حال تمسك كل طرف بموقفه.

وقالت مصادر في جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قد يصدر قرارا جمهوريا يتيح للعاملين في الدولة من أبناء منطقة أبيي إجازة مفتوحة، لتمكينهم من العودة الطوعية إلى مناطقهم والعمل على التحضيرات اللازمة لإجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك من أجل أن يقرر مشايخ قبيلة «دينكا نقوك» مصيرهم في العودة إلى جنوب السودان أو التبعية لدولة السودان. وتوقعت المصادر أن يبدأ العاملون من أبناء أبيي إجازتهم بدءا من أول سبتمبر (أيلول) المقبل.

من جهته، قال رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي من الجانب السوداني؛ الخير الفهيم، لـ«الشرق الأوسط»، إن استفتاء أبيي الذي اقترحته الوساطة الأفريقية لن يتم إجراؤه. وأضاف أن المنطقة ما زالت خاضعة إلى بروتوكول أبيي المضمن في اتفاقية السلام الشامل عام 2005، واتفاق الترتيبات الإدارية والأمنية الموقعة في يونيو (حزيران) عام 2011 برعاية دولية.

وشدد الفهيم على أن أي إجراء من طرف واحد لن يتم الاعتراف به من قبل الخرطوم، وقال إن «السودان لن يعود بالمنطقة إلى الحرب لأنه يسعى إلى السلام وتنفيذ المعاهدات والاتفاقيات التي تمت برعاية دولية». وأوضح أن المؤسسات الإدارية لم يتم تشكيلها، مشيرا إلى أن مفوضية الاستفتاء لأبيي لم يتم تشكيلها من الدولتين، وأن الوضع النهائي للمنطقة من مسؤولية الرئيسين السوداني عمر البشير والجنوبي سلفا كير إلى جانب رئيس وزراء إثيوبيا هيلي مريام ديسالين، ورئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي.

من جانبه، قال رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي من جانب جنوب السودان إدوارد لينو لـ«الشرق الأوسط» إن شعب جنوب السودان عقد العزم على إجراء الاستفتاء في موعده، مؤكدا «سنجري الاستفتاء في هذا الموعد إذا رضيت الخرطوم أم لا.. والحكومة السودانية ليس لديها الحق في المنطقة»، داعيا رئيس اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب السودان إلى أن يطلع على القضايا بوضوح. وقال إن اللجنة القومية لاستفتاء أبيي التي تم تكوينها من قبل شعب جنوب السودان ستتصل بالاتحاد الأفريقي لمعرفة اليوم المحدد للاستفتاء، وأضاف «إذا لم يحدد الاتحاد الأفريقي يوما معينا في أكتوبر، ستقوم اللجنة القومية للاستفتاء وشعب أبيي بتحديده».

ونفى لينو أن تقوم بلاده بأي إجراء عسكري من جانبها في أبيي، وقال إن الاعتداء متوقع من قبل الحكومة السودانية وقبيلة المسيرية (ذات الأصول العربية)، التي تتنازع مع «دينكا نقوك» في المنطقة.

وكانت دولتا السودان وجنوب السودان قد توصلتا إلى اتفاق حول الترتيبات الإدارية والأمنية المؤقتة لمنطقة أبيي في 20 يونيو (حزيران) 2011، واقترح الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي في سبتمبر الماضي إجراء استفتاء شعبي، وهو ما حظي بتأييد الاتحاد الأفريقي ليصبح حلا نهائيا للمنطقة. وتقوم قوات إثيوبية قوامها أكثر من 4 آلاف جندي بقبعات الأمم المتحدة بمهام قوات حفظ سلام. وقتل زعيم قبيلة الدينكا نقوك كوال دينق مجوك في مايو (أيار) الماضي، وقائد القوة الأممية و16 من أبناء المسيرية، في اشتباك يجري فريق الاتحاد الأفريقي تحقيقا حوله.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان ماوين ماكول عن تأخير زيارة وزير خارجية بلاده برنابا مريال بنجامين إلى الخرطوم وفق ما أعلن من قبل إلى الأسبوع المقبل، نظرا لارتباطات أخرى. وأضاف أن الزيارة ربما تتم في 27 أو 28 من الشهر الحالي، والتي يتوقع أن تشمل تحضيرات زيارة سلفا كير إلى الخرطوم.