اليمن: لجنة رئاسية تتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين بصعدة

قائد عسكري أميركي بارز يجري مباحثات حول الإرهاب في صنعاء

مجموعة من المتطوعين يشاركون في حملة لنبذ الطائفية في أحد شوارع صنعاء أمس (رويترز)
TT

توصلت لجنة رئاسية يمنية أمس إلى اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار في محافظة صعدة بين جماعة الحوثي والجماعة السلفية، في ضوء نشاط اللجنة التي شكلها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل عدة أيام. وقضى الاتفاق بوقف إطلاق النار في منطقة دماج بمحافظة صعدة بشمال اليمن بين المسلحين الحوثيين والمسلحين التابعين للجماعة السلفية في معهد منطقة دماج الذي أسسه الشيخ الراحل مقبل الوادعي قبل نحو ثلاثة عقود من الزمن في تلك المنطقة ذات الاختلاف المذهبي.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الشيخ يحيى منصور أبو إصبع، عضو اللجنة الرئاسية، الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه اللجنة الرئاسية دخل حيز التنفيذ منذ مساء أول من أمس وهو ساري المفعول حتى اللحظة في المنطقة ما عدا بعض المناوشات التي تأتي من هنا وهناك أو من أطراف لا تريد الحل».

وأضاف أنه «بصدد مواصلة الجهود من أجل إخلاء ما تم استحداثه أو الاستيلاء المتبادل على المواقع وسنواصل جهودنا على الرغم من الصعوبات، ونرجو من الله تذليل الصعوبات ووقف نزيف الدم الذي استمر طويلا في هذه المنطقة وهذه المحافظة».

وقال أبو إصبع إن اللجنة تمكنت من إخلاء الجرحى من عناصر معهد دماج (السلفيين) في محافظة صعدة وعددهم 17 جريحا عبر الصليب الأحمر الدولي من المستشفى الميداني للمعهد وجرى نقلهم بواسطة طائرة عسكرية إلى العاصمة صنعاء للعلاج.

على صعيد آخر، أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مباحثات مع قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن تتعلق بتعاون اليمن والولايات المتحدة في مجال محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة، في الوقت الذي تكثف فيه الطائرات الأميركية من دون طيار غاراتها الجوية على معاقل عناصر التنظيم في عدد من المحافظات اليمنية.

وقالت مصادر يمنية إن هادي تناول مع الوفد العسكري الأميركي الرفيع «طبيعة الأوضاع في اليمن من مختلف النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية وما خلفته الأزمة التي نشبت مطلع عام 2011 من تداعيات خطيرة على مختلف المستويات».

وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتعاون البلدين قال هادي إن «ملف مكافحة الإرهاب يحقق نجاحات باهرة وسيستمر هذا التعاون إلى أن تتحقق كل الغايات المرجوة منه وهو ضمن التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي لا يراعي دينا ولا أخلاقا ولا إنسانية وشواهد جرائمه تحكي تجرد أهدافه من الدين الإسلامي ووسطيته وأخلاقياته ومبادئه».

من جانبه، أكد المسؤول العسكري الأميركي أن البلدين يعملان من أجل «الوقاية من تحقيق الإرهاب لأهدافه الخبيثة بكل صورها، ونؤكد لكم أننا بالشراكة مع المجتمع الدولي ندعم اليمن في هذه الظروف الاستثنائية وسنعمل من أجل دعمه حتى نجاح المرحلة الانتقالية وإخراج اليمن إلى آفاق السلام والتطور والازدهار».

إلى ذلك، قال نائب أمين عام مؤتمر الحوار اليمني الشامل ياسر الرعيني إن مؤتمر الحوار أنجز أهدافه بنسبة 95 في المائة، مؤكدا أن موعد انتهاء المؤتمر سيكون في موعده المحدد في 18 سبتمبر (أيلول) مع استكمال الفرق لتقاريرها النهائية وليس هناك مقترحات حاليا للتمديد أو تأجيل موعده، وأضاف الرعيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تقارير جميع فرق العمل التسعة شبه مكتملة، ولم يتبق سوى بعض القرارات التي سيتم إقرارها في الأيام المقبلة من قبل لجنة التوفيق. وأوضح الرعيني أن «جميع مكونات الحوار الوطني قدمت تصوراتها ورؤاها تجاه القضايا التسع، وأقرت أغلب الفرق القرارات الخاصة بكل قضية، والحلول الخاصة بها، وأي قضية خلافية تم إحالتها إلى لجنة التوفيق التي ستبت فيها خلال هذا الأسبوع تمهيدا لتقديمها إلى الجلسة الثالثة والأخيرة من المؤتمر».

وكانت لجنة الحلول والضمانات بفريق صعدة أقرت أمس ثلاثة قرارات تتعلق بضرورة الشراكة الوطنية في المرحلة التأسيسية، كحلول ومعالجات قضية صعدة، وسرعة واستيعاب ودمج أبناء صعدة والمحافظات المتضررة من الحروب في أجهزة ومؤسسات الدولة، وتأتي هذه الحلول استكمالا للقرارات السابقة لفريق صعدة، والتي كان أبرزها نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد، مع منع امتلاك الأسلحة الثقيلة والمتوسطة عن طريق التجارة أو غيرها ويكون ملك هذه الأسلحة حصريا على الدولة وينظم القانون حيازة السلاح الشخصي.

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كشف أول من أمس وفقا لوكالة الأنباء الألمانية أن وعدا قطعه زعيم الجناح اليمني لتنظيم القاعدة إلى زعيم التنظيم أيمن الظواهري بالقيام بهجوم «يغير وجه التاريخ»، كان وراء إقفال سفارات غربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطلع الشهر الحالي. وأوضح الرئيس اليمني في تصريحات أوردها مصدر قريب من الرئاسة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغه خلال لقائهما في الأول من أغسطس (آب) في البيت الأبيض بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت اتصالا بين هذين الزعيمين في تنظيم القاعدة. وفي هذا الاتصال، قال ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقره في اليمن، للظواهري «ستسمع شيئا يغير وجه التاريخ»، بحسب الرئيس اليمني. وأشار هادي إلى أن «التطورات أثبتت أن جماعة القاعدة كانوا جهزوا شاحنتين مفخختين تمت مراقبتهما من قبل طائرات دون طيار، إحداها كانت مجهزة لتفجير ميناء الضبا شرق حضرموت»، موضحا أنه تم إحباط هذا المخطط إثر اعتراض هذا الاتصال.

وكانت الولايات المتحدة قررت إغلاق 19 بعثة دبلوماسية في بلدان مسلمة بينها اليمن في الرابع من أغسطس. كما عمدت فرنسا وبريطانيا إلى إغلاق بعثاتهما الدبلوماسية في اليمن، لكن تمت إعادة فتح هذه السفارات.

وبحسب المصدر فإن الرئيس هادي أبلغ محادثيه الأميركيين أنه لا يتوقع حصول أي هجوم خارج اليمن وأن الإجراءات الأمنية الاحترازية التي اتخذتها الولايات المتحدة «مبالغ بها».

وأضاف الرئيس الذي كان يتحدث أمام ضباط في الشرطة اليمنية أن «القاعدة» أعدت «شاحنتي صهريج فخخت كل منهما بسبعة أطنان من مادة الـ(تي إن تي)» وقد اعترضت إحداها طائرة دون طيار بينما كانت الشاحنة متجهة إلى ميناء الضبا في حين أن الأجهزة الأمنية لا تزال تبحث عن الشاحنة الثانية.

وأكد هادي أن السلطات تمكنت من إلقاء القبض على أفراد الخلية الذين كان يفترض بهم تسهيل العملية.

وأضاف أن الغارات التي شنتها خلال الأسبوعين الماضيين طائرات دون طيار أوقعت 40 قتيلا من تنظيم القاعدة بينهم قياديون في التنظيم وجميع هؤلاء كانوا في منطقة صنعاء. وكانت وكالة الأنباء الرسمية سبأ نشرت الجمعة مقتطفات من تصريح هادي أمام الضباط، غير أنها لم تأت على ذكر هذه المعلومات.