البرلمان الليبي يحذر العسكريين من العمل السياسي ويطالبهم بالابتعاد عن الصراعات

مراقبون يتخوفون من وقوع أعمال إرهابية بعد مقتل رئيس وحدة تفكيك المتفجرات

تخريج دفعة جديدة من القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي أمس (أ.ف.ب)
TT

طالب نورى أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والقائد الأعلى للجيش الليبي، وحدات الجيش الليبي بالتنبيه على عناصرها بتقديم إحصاء يومي يفيد بحضور التجمع الصباحي لكل المجندين، كما طالب جميع العسكريين بأن يكونوا بمنأى عن أي صراعات سياسية أو عقائدية أو حزبية باعتبارهم جيشا للوطن وليسوا لفئة أو حزب أو طائفة أو جماعة.

وحذر أبو سهمين العسكريين من حضور الملتقيات ذات الطابع السياسي سواء كان ذلك بالمشاركة فيها أو لمجرد الحضور أو إلقاء الكلمات إلا بتصريح خاص وموافقة مكتوبة من وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة، مطالبا الأركان العامة للجيش وهيئة التنظيم والشرطة العسكرية وإدارة الاستخبارات العسكرية بمتابعة تنفيذ هذه التعليمات وتطبيق أحكام قانون العقوبات العسكرية ضد المخالفين.

وفيما دعا أبو سهمين رئيس الأركان العامة بمتابعة تنفيذ هذا البلاغ ووضعه موضع التنفيذ الفوري، كما طالب الجهات ذات العلاقة بمتابعة تنفيذ هذه التعليمات وتطبيق أحكام قانون العقوبات العسكرية ضد المخالفين. يري مراقبون أن هذه الإجراءات تأتي في إطار وجود مخاوف رسمية من وقوع عمل عسكري من تنظيمات أو جماعات محسوبة على النظام السابق.

إلى ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن استغرابها لما جاء في بيان دار الإفتاء الليبية الأخير عن الأحوال الأمنية في البلاد، والذي أشار إلى ما وصفه بـ«دعوة الأمم المتحدة لتقسيم البلاد». وقالت البعثة الدولية في بيان أمس، إنه «يؤسفها أن يتضمن بيان لمؤسسة ليبية جليلة، دينية ووطنية، إقحاما غير مبرر لاسم الأمم المتحدة في إيحاء لا أساس له».

وأضاف البيان: أن «الأمم المتحدة لا تدعو، بأي صورة من الصور، إلى تقسيم ليبيا أو إلى اعتماد الفيدرالية، بل إنها تؤكد تمسكها بوحدة ليبيا الوطنية واحترامها، على نحو صارم، السيادة الوطنية. وهي تمارس دورها في ليبيا داعمة خيارات الليبيين وأولوياتهم وتقف إلى جانبهم فيما يرتضونه لأنفسهم تحقيقا لأهداف ثورتهم».

ونفى رئيس تحرير صحيفة محلية في العاصمة طرابلس، أن تكون جماعة الإخوان المسلمين متورطة في عملية اقتحام وسرقة مقر الصحيفة مساء أول من أمس. وقال فيصل الهمالى رئيس تحرير صحيفة «ليبيا الجديدة»، إن «موضوع اقتحام الصحيفة وسرقة معداتها هو حادث سرقة لم يتبين حتى الآن الهدف من ورائها والأمر بين يدي السلطات الأمنية».

في السياق ذاته، عادت ظاهرة استهداف العسكريين مجددا إلى مدينة بنغازي مهد الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 ومعقل الثوار، حيث تم أول من أمس اغتيال المقدم مصطفى عقيلة رئيس وحدة تفكيك المتفجرات التابع لوزارة الداخلية أمام مسجد الأنصاري بمدينة بنغازي، وسط تخوفات من وقوع أعمال إرهابية في البلاد، حسب مراقبون.

وقال بيان لوزارة الداخلية، إن عقيلة ساهم في تفكيك الكثير من العبوات التي كانت تستهدف المواطن ومؤسسات الدولة منذ قيام ثورة السابع عشر من فبراير (شباط) عام 2011، كان آخرها إبطال مفعول العبوة الناسفة التي كانت تستهدف فندق تبيستي ببنغازي، مؤكدة أن الجهات المختصة باشرت تحقيقاتها للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.