النظام يتهم المعارضة بتخزين «الكيماوي» مع وصول ممثلة الأمم المتحدة إلى دمشق

المعارضة تنفي.. و«أطباء بلا حدود»: وفاة 355 شخصا من عوارض سمية

ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين لدى وصولها إلى دمشق أمس (رويترز)
TT

وصلت ممثلة الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أنجيلا كين، إلى سوريا، أمس، لمساعدة المفتشين الأمميين على الوصول إلى موقع يشتبه في تعرضه لهجوم بالسلاح الكيماوي بريف دمشق. ومع وصول المسؤولة الدولية، أعلنت السلطات السورية الرسمية عثورها على مواد كيماوية في أحد الأنفاق التابعة للمعارضة في منطقة جوبر بدمشق.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «عددا من الجنود النظاميين أصيبوا بحالات اختناق أثناء دخولهم إلى حي جوبر بريف دمشق، جراء استخدام مجموعات إرهابية مسلحة سلاحا كيميائيا». وأشار المصدر إلى أن «وحدة من القوات النظامية بدأت باقتحام المنطقة التي حصلت فيها حالات الاختناق لجنود من الجيش السوري، وأن اشتباكات عنيفة تجري مع المجموعات الإرهابية في المنطقة».

في حين ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن «القوات النظامية ضبطت خلال اقتحامها للمنطقة التي استخدم فيها الإرهابيون الغازات السامة مستودعا يحتوي على براميل وعدد كبير من الأقنعة الواقية، إضافة إلى أدوية تستخدم عند استنشاق المواد الكيميائية بجوبر».

وأوضح أن «عربات الإسعاف هرعت لإنقاذ من يختنقون في جوبر».

وجاء الإعلان مع وجود فريق من مفتشي الأمم المتحدة في سوريا حضر منذ أسبوع للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيماوية. وطالبت المعارضة السورية فريق التفتيش بالتوجه إلى مناطق في الغوطتين الشرقية والغربية للتحقيق في حقيقة استخدام النظام لأنواع مختلفة من الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، لكن الفريق لم يقم بأي خطوة في هذا الاتجاه.

وقصفت بلدات ومدن دوما وسقبا وعين ترما وزملكا وجوبر وعربين وكفر بطنا ومعضمية الشام في الغوطتين الغربية والشرقية بريف دمشق، الأربعاء الماضي، بصواريخ أرض - أرض محملة برؤوس كيماوية، وأخرى تحمل غازات سامة، قال ناشطون إن مصدرها القوات النظامية.

وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية في بيان أمس أن نحو 355 شخصا «يعانون من عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي» توفوا في مستشفيات داخل سوريا تتلقى الدعم من هذه المنظمة، كما عولج 3600 آخرون من العوارض نفسها منذ 21 أغسطس (آب) الماضي.

وقال أحمد رمضان عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة ممثلة الأمم المتحدة أنجيلا كين إلى سوريا، إن لم تؤدّ إلى الكشف عن كيفية استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في ريف دمشق، فهي من دون مغزى»، واصفا ادعاءات النظام بالكشف عن مواد كيماوية في أنفاق للمعارضة بجوبر بأنها عبارة عن أكاذيب لا يصدّقها أحد. ودعا رمضان «الأمم المتحدة في حال عجزت عن ردع النظام السوري عن استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، بأن تفوض الدول الرئيسة باتخاذ إجراءات تضبط هذا النظام وتحاسبه».

وكان الائتلاف الوطني المعارض «تعهد بسلامة بعثة مفتشي الأسلحة الكيماوية في سوريا»، مؤكدا «وجود معلومات تشير إلى تورط النظام السوري بالمجزرة التي وقعت في الغوطة الشرقية نتيجة استهدافها بالسلاح الكيماوي».

في موازاة ذلك، طالبت «إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري» بتشكيل ائتلاف دولي خارج مجلس الأمن للتدخل العسكري في سوريا، عبر توجيه ضربات جوية لمفاصل النظام العسكرية والأمنية وتشكيل محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في سوريا، أو اتخاذ إجراءات تكفل وقف تعطيل القانون الدولي ودور مجلس الأمن الدولي لفتح الملف السوري وإصدار مذكرات اعتقال دولية بحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وارتكب مجازر وجرائم حرب.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن عينات من ضحايا الأسلحة الكيماوية التي يعتقد أنها استخدمت في سوريا هربت إلى الأردن، وأوضحت الصحيفة أن «العينات التي تم تهريبها هي من الكبد والطحال من بعض القتلى، إضافة إلى الدم والبول من باقين على قيد الحياة».

وميدانيا، قصفت القوات النظامية بالمدافع وراجمات الصواريخ منطقة المعضمية ومخيم اليرموك في العاصمة دمشق، وتزامن ذلك مع وقوع اشتباكات وصفها ناشطون بـ«العنيفة» بين الجيشين النظامي والحر على أطراف المنطقة.

وأفاد ناشطون معارضون بإسقاط كتائب «الحر» طائرتين؛ إحداهما من طراز «ميغ» فوق الغوطة الشرقية، والثانية طائرة مروحية فوق منطقة كباجب في ريف دير الزور الشرقي. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن الطائرات النظامية الحربية قصفت بالصواريخ حي جوبر بريف دمشق، مما أحدث دمارا هائلا بالحي. كما تعرضت مدن بريف دمشق، وهي حرستا وداريا ومعضمية الشام ومزارع مدينة رنكوس ويبرود بمنطقة القلمون والغوطة الشرقية، لقصف من الطيران الحربي النظامي.

وفي إدلب، سيطر مقاتلو المعارضة على مدينة أريحا بشكل شبه كامل بعد أسبوع من بدء معركة أطلق عليها «الجيش الحر» تسمية معركة كسر القيود».

وتزامن تقدم المعارضة في مدينة أريحا مع تنفيذ الطائرات الحربية النظامية عدة غارات على المنطقة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما أشارت شبكة «شام» إلى سقوط براميل متفجرة على المدينة. وأفاد ناشطون بمقتل العشرات وجرح عدد آخر في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزا للقوات النظامية في مدينة درعا البلد جنوبي البلاد. كما أعلن الجيش الحر إنه حقق تقدما على قوات النظام بسيطرته على 13 قرية بريف حلب الشرقي.