جودة: اجتماع رؤساء أركان جيوش 10 دول بالأردن سيناقش كل السيناريوهات المتعلقة بسوريا

مصدر أردني مطلع: القادة سيبحثون منطقة عازلة وحظر طيران وتأمين الزعتري

TT

انطلقت في العاصمة الأردنية عمان، أمس، اجتماعات رؤساء هيئات أركان جيوش 10 دول عربية وأجنبية شملت السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، إضافة إلى الأردن. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن الاجتماع سيبحث كل السيناريوهات المتعلقة بسوريا، لكنه أعد له قبل أشهر و«لا يأتي في سياق رد الفعل على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا».

وجاءت تصريحات جودة خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري نبيل فهمي عقب مباحثات جرت في عمان، أمس، وقال إن «اجتماع القادة جزء من سلسلة اجتماعات تعقد في أكثر من دولة، وستناقش فيه آليات التعامل مع تطورات الموقف على الأرض في ما يتعلق بالأزمة السورية».

وأشار جودة، الذي أكد موقف الأردن الداعي لحل سياسي في سوريا، إلى أنه سيكون هناك «حديث شامل عن كل السيناريوهات المتعلقة بسوريا خلال الاجتماع». كما عبر جودة عن إدانة الأردن للقتل المروع الذي حدث في الغوطة بسوريا الأربعاء الماضي حيث لقي مئات المدنيين حتفهم بهجوم بالسلاح الكيماوي، وقال «تحدثنا عن ضرورة أن يتحمل الطرف الذي ارتكب الجريمة المسؤولية».

وجدد جودة التأكيد على الحل السياسي للأزمة السورية والمحافظة على النسيج الاجتماعي للدولة السورية. وردا على أسئلة الصحافيين بشأن احتمالات توجيه ضربة عسكرية لسوريا، قال جودة «إن هناك قناعة لدى مصر والأردن بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية»، إلا أنه استدرك قائلا «لكن لا أحد يستطيع تجاهل التطورات الأخيرة في الأيام القليلة الماضية وسقوط أكثر من ألف ضحية نتيجة استخدام الغازات الكيماوية والسلاح الكيماوي». وأشار إلى أن «هناك فريقا للتحقيق تابعا للأمم المتحدة موجودا في سوريا، وكان هناك قرار بتوسيع مهام هذا الفريق، ونأمل الوصول إلى نتيجة في القريب العاجل، لكن إيماننا المطلق بالحل السياسي لا يزال قائما». وحذر جودة من أن «استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أمر خطير خاصة أنه يؤثر على أمن الأردن»، وأكد أنه «وضعت سيناريوهات لكيفية التعامل مع هذا الموضوع المهم واتخاذ كل الاحتياطات المختلفة».

وردا على سؤال عما إذا كانت أميركا تسعى من خلال الاجتماع بقادة عسكريين في الأردن للحصول على دعم دولي لتوجيه عمل عسكري في سوريا، قال جودة «إن الخيارات الأميركية وغيرها من الدول لا تجري في اجتماع مبرمج منذ أشهر لبحث سيناريوهات أمن واستقرار المنطقة والدول المعنية بذلك».

وانطلقت أمس اجتماعات رؤساء هيئات أركان جيوش 10 دول لبحث تطورات الأزمة السورية. وقال مصدر أردني مطلع إن الاجتماع الذي ترأسه رئيس هيئة الأركان الأردني الجنرال مشعل الزين وبحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي «بحث سبل تعزيز الأمن في دول الجوار السوري ضد أي هجمات محتملة، سواء كانت كيماوية أو بأسلحة أخرى، من قبل النظام السوري».

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، شرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالتحدث للصحافيين، أن اجتماع أمس يمهد لاجتماع اليوم (الاثنين) ويستمر حتى غد (الثلاثاء)، وستتم خلاله مناقشة «ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة والتأكيد على استمرار التنسيق بين الدول المشاركة وتقييم الأحداث الجارية (التطورات في سوريا) وانعكاساتها على أمن المنطقة بشكل عام».

ورجح المصدر أن «يتصدر موضوع الحرب الكيماوية في سوريا محور اجتماع عمان، حيث سيدرس القادة السبل الكفيلة بمنع انتشار الأسلحة الكيماوية ووضع الخطط للوصول إلى هذه الأسلحة قبل أن تصل إلى يد المعارضة المتشددة خاصة جبهة النصرة». وأضاف المصدر أن «القادة سيبحثون سبل إقامة منطقة عازلة أو حظر للطيران السوري بهدف تقوية المعارضة السورية على الأرض وتزويدها بكميات من الأسلحة لفرض هذه المنطقة والتي تصل إلى منطقة الصنمين في ريف درعا وتامين المنطقة الغربية المحاذية لهضبة الجولان السورية المحتلة».

وأشار المصدر إلى أن «الولايات المتحدة بمساعدة الدولة الحليفة ستشوش على الرادارات السورية، بالإضافة إلى تكثيف الرقابة الجوية لمنطقة الحدود الأردنية السورية وتامين الحماية لمخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يبعد 19 كيلومترا عن الحدود الأردنية السورية». وقال المصدر إن «الطواقم العسكرية التي تتعامل مع الأسلحة الكيماوية كثفت نشاطاتها على الحدود لرصد أي حالات قد تحدث في الأيام القادمة خاصة أن هناك اتهامات متبادلة (بين النظام والمعارضة) بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأردني خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي إن «الدور المصري بشأن عملية السلام لم يغب أبدا رغم انشغالات مصر بأوضاعها الداخلية»، مشددا على أن «التشاور بين مصر والأردن مستمر ودور مصر قيادي ورئيس في هذا الصدد».

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أن مصر لم تكن غائبة عن عملية السلام، وأشار إلى أن زيارته إلى الأردن وغدا إلى رام الله بالضفة الغربية تأتي للتأكيد على الدور المصري المحوري تجاه عملية السلام. وقال إن زيارته للأردن «الأولى له في المنطقة ولم يكن ذلك صدفة بل هو قرار مبني على موقف ثابت ينطلق من العلاقات القديمة بين البلدين الشقيقين وأيضا رسالة لما نثق بأن نشهده من تطور للعلاقات في المرحلة القادمة وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي ولما نراه من مصالح مشتركة بين مصر والأردن». وقال إن الوضع في سوريا «يزداد ألما وأسفا كل يوما ونشهد تطورات لا يمكن أن تكون في صالح أي من الأطراف».